أصداء الشارع "الإسرائيلي"مقالات

تحذيرات من مرور مسيرة الأعلام في باب العامود والحي الإسلامي

ترجمة الهدهد

كول هعير/ يوسي هافيليو  -نائب رئيس بلدية العدو في القدس-

منذ سنوات عديدة، كان هناك من يحذر -وأنا من بينهم- من العواقب الإشكالية والخطيرة لمرور “مسيرة الأعلام” في يوم القدس عبر باب العامود والحي الإسلامي، في العام الماضي، تحققت مخاوفنا وتحذيراتنا بالكامل.

فالحريق الذي اندلع هنا في القدس انتشر واشتعلت النيران في البلد بأكمله، من إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى المواجهات الدموية في المدن المختلطة، حيث أصبحت “مسيرة الأعلام” -التي بدأت كتقليد احتفالي وموحد- بمرور الوقت مظاهرةً عنيفةً لإساءة معاملة السكان وأصحاب الأعمال في الحي الإسلامي.

وبالنسبة للكثير من المشاركين في المسيرة، فإن أبرز ما في الأمر ليس الوصول إلى “حائط البراق”، ولكن المرور عبر باب العامود والحي الإسلامي، وتشغيل أغانٍ ذات نغمة عنصرية وعنيفة، والتخريب الموجه ضد الممتلكات، والإساءة للسكان ولأصحاب الأعمال الفلسطينيين  على طول طريق “مسيرة الأعلام”.

ولسوء الحظ، تزداد الاحتكاكات من سنة إلى أخرى، تشتعل نيران المواجهات والتوتر، هناك عدد أقل من المشاركين الذين خرجوا في مسيرة حب للمدينة والبلد، وعدد أكبر من المشاركين الذين خرجوا في مسيرة بدافع كراهية الآخر، لا أرى أي أهمية في الاستعراض الذي يمر فعلياً في الحي الإسلامي، واختيار منظمي العرض للقيام بذلك يظهر في رأيي رغبة، أو على الأقل عدم اكتراث بحرق المنطقة، وبالنسبة لي، فإن مسألة مسار المسيرة ومرورها عند باب العامود والحي الإسلامي ليست مسألة سيادة، بل هي مسألة حكمة وحساسية.

في القدس، أحياناً يكون فعل شخص واحد كافياً لتقويض استقرار المدينة بأكملها، الأمر متعلق بأفعال مجموعة من الشباب المتحمسين الذين يتلقون مكاسب مفاجئة من منظمي المسيرة أو السياسيين المتطرفين، لذلك، فإن المسؤولية الوطنية والموقف الصارم لشرطة “إسرائيل” وقوات الأمن مطلوبة هنا.

يجب أن تكون القدس بأكملها مساحةً آمنةً ومفتوحةً لمجموعة متنوعة من الآراء والمجتمعات والقطاعات، ولكن إذا كانت “مسيرة الأعلام” تشجع أو تحتوي على العنف والعنصرية، فلا ينبغي أن تمر عبر مناطق حساسة.

فأولئك الذين يحبون القدس لا يحاولون حرقها، وأولئك الذين يحبون إسرائيل لا يحاولون جرها بالقوة إلى الصراعات، يمكن وينبغي الاحتفال بيوم القدس، ولكن ليس بالعنف أو التحريض، وعندما أشاهد مقاطع فيديو من السنوات السابقة التي أقيمت فيها المسيرة في الحي الإسلامي، لا أرى أشخاصاً في عطلة، بل شباناً يفتعلون حرباً.

يجب على منظمي العرض أن يبذلوا قصارى جهدهم لاقتلاع تقاليد العنف المتكررة، إنها مسؤوليتهم هم وأولياء أمورهم، وحتى يحدث ذلك يجب على السلطات أن تبذل قصارى جهدها لإبعاد أولئك الذين يصرون على الحضور إلى القدس ليتحولوا إلى براميل تفجير للنقاط الساخنة والمتوترة في المدينة.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي