أخبارشؤون دوليةمقالات

تحليل.. استفزاز آخر لنصر الله سيجبر “إسرائيل” على الرد بقوة

ترجمة الهدهد

عبر صباح أمس السبت، حوالي 18 لبنانيًا بينهم عضو في مجلس النواب وصحفيون الحدود مسافة 80 مترًا في منطقة مزارع شبعا ورفضوا الإخلاء، على عكس الأحداث السابقة ردت قوات “الجيش الإسرائيلي” هذه المرة بسرعة نسبية، حيث أطلقت النار في الهواء واستخدمت الوسائل لتفريق المظاهرات من أجل إبعادهم.

ينضم حادث الأمس إلى سلسلة من الأحداث المثيرة للقلق على طول الحدود اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، والتي تشهد على جرأة حزب الله المتزايدة، وهكذا، وقع يوم الأربعاء الماضي ما لا يقل عن ثلاث حوادث غير عادية على طول الحدود: الأول وقع بعد الساعة 12 ظهرًا بقليل، عندما وصل نشطاء إلى منطقة عرب العرامشة، بالقرب من “أداميت”، وحاولوا العبث بالسياج، في هذه الحالة، قام “الجيش الإسرائيلي” بتفعيل عبوة مضادة فتاكة تم زرعها في المنطقة في وقت مبكر من أجل إبعاد المهاجمين.

ووقعت الحادثة الثانية بطريقة مختلفة بعد بضع ساعات، حوالي الساعة 17:00، وكجزء منها حدث اضطراب في منطقة المطلة وحاول النشطاء العبث بالسياج، في هذه الحالة أيضًا رد “الجيش الإسرائيلي” بإجراءات لتفريق المظاهرات واستخدم إطلاق النار في الهواء لإبعاد النشطاء، وبعد ذلك بوقت قصير وصل نشطاء آخرون إلى منطقة “بوابة فاطمة”، وتسلقوا السياج وتمكنوا من أخذ كاميرا أمنية محلية ، ما زال “الجيش” يحقق في من يقف وراء العملية، لكن يعتقد أنهم من عناصر حزب الله.

وفوق كل هذه الحوادث وغيرها من الحوادث الخطيرة مثل إطلاق الصواريخ المضادة للدروع على “إسرائيل” في الأسابيع الأخيرة، تحوم قضية الخيم والتي أقامها عناصر حزب الله قبل بضعة أشهر في منطقة مزارع شبعا، في البداية هناك كانت هناك خيمتان لكن إحداهما تم إعادتها في الأراضي اللبنانية بسبب “الضغط الإسرائيلي”، وما زالت هناك خيمة واحدة يسكنها مسلحو حزب الله على مدار الساعة.

لو عدنا للوراء نجد أن “الجيش” بالفعل قد أخطأ عندما لم يحافظ على “السيادة الإسرائيلية” وقام بإخلاء “الغزاة” في الوقت الحقيقي، لكن الآن، بعد أشهر قليلة من وضع الخيمة في الميدان أصبحت القضية ازمة سياسية معقدة وفي خطاب ألقاه هذا الأسبوع هدد حسن نصر الله بأنه إذا تحركت “إسرائيل” ضد الخيمة “فسنعرف ماذا نفعل”.

إذا سألنا وزير “الجيش”، “يوآف غالانت”، فإنه سيوضح بالتأكيد أن جذور المشكلة تكمن في سلوك الحكومة السابقة، التي يزعم أنها وقعت اتفاقية الغاز مع لبنان في تشرين الأول (أكتوبر) 2022 بعد سلسلة استفزازات من حزب الله، وهي حقيقة خلقت لدى نصرالله شعوراً زائفاً بالثقة المفرطة بالنفس وحرية العمل.

ومع ذلك، فليس من المؤكد إطلاقاً أن اتفاقية الغاز التي وقعتها حكومة (بينت – لابيد) مع لبنان بناءً على نصيحة جميع قادة الاجهزة هي في الحقيقة مصدر ثقة نصر الله المتزايدة بالنفس، حيث يبدو أن حزب الله بدأ اكتساب الثقة بالنفس حتى قبل ذلك ويكفي أن نذكر الحادث المثير للجدل في تموز / يوليو 2020 عندما حددت مراقبات “الجيش الإسرائيلي” مقاتلين من حزب الله اخترقوا الحدود في منطقة “غلاديولا” في منطقة مزارع شبعًا، وكان القرار المتعمد طرد هؤلاء العناصر بإطلاق النار دون الإضرار بهم رغم الانتهاك الخطير”للسيادة”، حتى لا ندخل في تصعيد حاد مع حزب الله.

يعتقد كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية أن التوترات الرئيسية مع حزب الله في الأسابيع والأشهر الأخيرة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعمل الهندسي الذي كانت “إسرائيل” تقوم به في الأشهر الأخيرة على طول الحدود من أجل حماية حدودها بشكل أفضل ضد محاولات التسلل من قبل حزب الله، القوات الخاصة قوات الرضوان.

وكجزء من ذلك، تقوم “إسرائيل” بإقامة جدار” دفاعي” على طول الحدود اللبنانية، وكشف المناطق الوعرة في أراضيها، وحفر الخنادق، وإقامة السدود.

من جهته يقول حزب الله أن” إسرائيل” في أفعالها تنتهك السيادة اللبنانية، و”إسرائيل” بالطبع تنفي ذلك.

لكن ليس من المؤكد على الإطلاق أن حزب الله مخطئ تمامًا، لأن الخط الحدودي بين “إسرائيل” ولبنان تم رسمه في الماضي بقلم رصاص سميك ما يعني انه على الأرض تكون أحيانًا عشرات الأمتار يدعي كل جانب أنها ملكه.

في مواجهة “الأعمال الإسرائيلية”، صعد حزب الله عملياته على طول الحدود، وأقام في الأشهر الأخيرة العشرات من نقاط المراقبة والمواقع العسكرية على طول الجانب اللبناني من الحدود، رسمياً من هم في تلك المواقع هم منظمة “أخضر بلا حدود”، لكن عمليا هؤلاء هم عناصر حزب الله الذين يتنكرون تحت اسم هذه المنظمة.

المصدر: إسرائيل اليوم/ ليلاخ شوفال

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي