أخبارتقدير موقف

إغتيال زاده دُروس وعبر

شبكة الهدهد

اغتيال محسن فخري زاده في قلب العاصمة طهران اعتُبر من مسؤول سابق في ال CİA عملية فريدة، ووصف القدرات الاستخبارية التنفيذية لدى الموساد بالاستثنائية قائلا أن قدرات الموساد على العمل في قلب (أرض العدو) سابقة وقدرات فائقة لم تتمتع بها دولة من قبل .
حيث تطرق هذا المسؤول لمسرح العملية كيف أن الموساد فخخ سيارة مركونة لتفجيرها عند وصول سيارة زاده ، بينما الإرهابييين المهاجمين كانوا ينتظرون في سيارة في الجهة المقابلة انقضوا على زاده بعد أن تغلبوا على الحراس ونفذوا عملية الاغتيال .
عملية من هذا النوع تعني معرفة تامة بما جرى أشهرا إن لم يزيد سابقة ومعاينة دقيقة لخط ذهاب وإياب زاده ، كانوا في المكان قبل التنفيذ مراراً، وركنوا سيارات كروكا ولم يلتفت ويلاحظ الأمن الإيراني.
تكرار البروڤا في المكان إضافة للمعلومات المسحية عن المرافقة وعن نقاط المراقبة والمراكز القريبة بحسابات دقيقة وتدريبات عملية منحتهم ثقة فتصرفوا بأريحية تامة أثناء التنفيذ.

كيف يصل العدو الصهيوني لهذا المستوى؟
لا شك أن العدو قبل ثمانية أعوام قام بعمليات اغتيال لأربعة علماء ونفذ عدة عمليات جمع معلومات تفاخر نتنياهو على الإعلام بقيمتها.
الأمن الإيراني لم يفكك هذه الخلايا من جذورها، اعتقل أشخاصاً أُدينوا ولم يعتقل كل الشبكات العاملة في جمع المعلومات والتنفيذ ، هذه المجموعات لا يمكن للأمن الإيراني الوصول إليها بمجرد اعتقال واحد منها لأنها خيطية متصلة في غرفة التوجيه والسيطرة إما في أذربيجان أو كردستان .
ضابط ال CİA أشار أن الموساد تمكن من تجنيد عدد كبير من الجاليات الإيرانية في أوروبا وأمريكا الشمالية ونقلهم لمعسكرات تدريب وتأهيل في فلسطين.
العدو يقيم علاقات متينة مع أذربيجان وكردستان ويستغل حالة الفوضى والفلتان في سوريا والعراق، ويملك حرية دخول وخروج لتركيا.
هذه البيئة المحيطة لإيران مناسبة جداً كما ذكر الضابط الكبير في ال CİA إضافة للعرقيات والإثنيات المتعددة والحركات المعارضة المسلحة مثل مجاهدي خلق يمكن استغلالها والاستفادة منها.
الموساد خبرة تراكمية عريقة يعمل سنوات من أجل تأهيل أفراد لجمع المعلومات ، وحدة كادون لا تتجاوز بضع عشرات محترفين في القتل وتأدية المهمات المعقدة في ظل الإمكانات المادية والخبرات الفنية والتقنية الهائلة، والبيئة المناسبة وتصنيف الهدف بأنه وجودي إما أن تكون أو لا تكون، يمنح الإصرار ويجعل فرص النجاح عالية جداً.
فأعداء إيران يمتلكون أفضل ما يمكن تخيله من موارد وإمكانيات لتنفيذ مهمات معقدة، لكن هل غاب عن ذهن مراقب في المنطقة أن أعداء إيران سيستغلون ما يتبقى من فترة ترمب؟
كيف لإيران التي تحاصر وتحارب من أجل مشروع يقف على رأسه محسن زاده ولا تتمكن من حمايته شهرين ؟
لا يمكن لهذه الوحدة أن تنفذ عملية دون أن تكون في مسرحها مرات قبل التنفيذ، وفي طريق ذهاب وإياب مسبب صاعق المشكلة التي تعيشها إيران ولم يتنبه الأمن والمراقبة ويلاحظ ما يجري!؟
على ما يبدو أن إيران تحتاج لإعادة نظر شاملة بإجراءاتها الأمنية قبل أن تُحرق قلوب المحتلين وتسعد الإيرانيين في البحث عن الرد والانتقام عليهم إعادة تقييم أدائهم، ما الذي يحدث؟
ما الذي يجري؟
من المسؤول الأمني عن حماية هؤلاء الأشخاص؟
كيف لعالم بهذا المستوى أن يمر من شارع وضعت فيه سيارة مفخخة وكمن له على قارعة الطريق إرهابيين واغتيل؟
كيف؟
لو كان هدفاً عادياً أو في مكان غير اعتيادي صدفة لتم استيعاب ما جرى.

إيران بحاجة لإعادة التقييم في تقدير الموقف، كيف للمنظومة الايرانية السياسية والأمنية والعسكرية أن لا تضع المرحوم على رأس الأهداف التي يجب حمايتها؟
إن كان تقدير الموقف شمل زاده بهذا التوصيف والادراج فمن الذي وُكل بتحويل هذا التقدير لتوصيات عملياتية لجهات مسؤولة عن حماية الأشخاص والمواقع ولم يتمكن من حماية والحفاظ على هذا الكنز القومي ؟
وإن لم يصنف في هذه المرحلة على أنه الهدف الأول المستهدف فهذا خطأ منهجي يستدعي إعادة النظر جذريا في عمل المؤسسات السيادية في الدولة.

ليس لدينا معلومات حتى نحكم، لكن نجزم أن خللا ما في المؤسسة الإيرانية يؤدي إلى هذه الاخفاقات دون ان نستهين بأعداء إيران وما يملكون من مقدرات.
على إيران أن تدرس هذه الجريمة وتستقي منها العبر لمنع إخفاقات قادمة، فهي أولى ومقدم على الرد حالياً.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي