أخبارمقال رأي الهدهد

تغيير كُلي للصورة بعد 75 عاماً من الاحتلال

رأي الهدهد – هيئة التحرير

يوم الثلاثاء القادم سيتصل نتنياهو في أجواء احتفالية مصورة برئيس كيان العدو ليخبره بأنه (استطاع) ونجح في رسم تشكيلته الائتلافية المثيرة للجدل، والتي تحمل في كفها ما يكفي ليشعل الساحة السياسية والاجتماعية والقضائية والأمنية والاقتصادية الداخلية، وما سيصعّد من حالة التوتر في الضفة الغربية بما فيها القدس، التي تنتظر سياسات جديدة ينوي اليمين الديني القومي المتطرف العبث بها رغم الكم الهائل من التحذيرات الداخلية والخارجية والإقليمية.

بن غفير أكبر من حقق إنجازات حتى الآن سواء بعدد ما حصل عليه من وزارات مهمة، وما استطاع انتزاعه من صلاحيات من نتنياهو

قبل أيام وبكل سهولة صادق الكنيست بكامل هيئته على مجموعة متنوعة من القوانين تحمل أسماء من طرحوها، وهذه القوانين تحمل بين دفاتها كماً كبيراً من التغييرات التي تخص صورة الكيان وعلاقته المستقبلية مع الفلسطينيين.

من “قانون درعي” الذي أحل الحرام وحرم الحلال، إلى “قانون سموترتش” الذي سيطر على صلاحيات وزير الجيش وقائد الأركان -بنفسٍ رضية- من نتنياهو، الذي يرغب بضم الضفة الغربية بهدوء ودون ضجيج، وليكن ذلك عن طريق الصهيونية الدينية، ما دامت تخدم أهدافه التي تصب في “كيس الائتلاف” الذي يتزعمه، و”قانون بن غفير” الذي لم يُبت فيه حتى اللحظة، والمتعلق بتوسيع صلاحياته ليصبح القائد العام الأعلى لقوات الشرطة وحرس الحدود، وهو أكبر من حقق إنجازات حتى الآن سواء بعدد ما حصل عليه من وزارات مهمة، وما استطاع انتزاعه من صلاحيات من نتنياهو، وليس آخرها “قانون يهدوت هتوراة” الذي يغير شكل الدولة ويحولها من دولة علمانية ليبرالية، إلى دولة يهودية دينية حريدية، ملتزمة بعطلة السبت، وبإعفاء الحريديين من التجنيد بشكل تام، وتوسيع الحشمة على الشواطئ وربما المبيت بالعتمة في بعض المدن الحريدية التي تطالب بعدم إنتاج الكهرباء يوم السبت.

ما يحدث هو تغييراً لشكل الدولة الصهيونية، تغيير حصل في ظل انسحاب وانكفاء اليسار بشكل تام، وغيابه عن المشهد السياسي والقضائي والاجتماعي والديني، وهي وصفة ربما لدخول الكيان في أتون صراع على الحكم بعد كسر الستاتس كفو -الوضع القائم- الذي أسسه “بن غوريون” قبل 75 عاماً، قد لا تصل الأمور إلى حرب أهلية أو تمزق شديد للكيان، لكن لن يكون ما أفرزته الانتخابات الأخيرة وصفة استقرار، سواء داخلياً عندهم، أو مع الفلسطينيين الذين ينتظرهم أحداث يجب أن يكون لهم موقف منها، لأنها ستمس الحالة الفلسطينية الكلية، ولن تقف عند حد الاكتفاء بتصعيدات موضعية تهب وتخفت، وكل ذلك مرتبط بطبيعة السياسات التي سيتم تطبيقها في الميدان، حيث ستقضى فيه الأمور بصورتها المستقبلية.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي