
ترجمة الهدهد
يكذب من يقول إن موجة العمليات في الضفة الغربية يمكن إيقافها، ومن يعد المستوطنين بأنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع الهجوم التالي على يد فلسطيني فهو يقدم وعوداً كاذبة.
أي شخص يقول، مثل عضو الكنيست “غوتليب”، إنه يجب إلحاق الضرر بجيوبهم لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمونها، هو مجرد عنصري.
أولئك الذين يطالبون بتحسين ظروف سجن الأسرى في إطار الحرب ضد الهجمات يتحدثون هراء.
كل من كان يظن أن حكومة يمينية كاملة ستوقف الهجمات المسلحة، كان يعلم أن هذا كلام لا أساس له من الصحة، وأولئك الذين كانوا يأملون في أن تتصرف حكومة يمينية من أولها إلى آخرها بما في ذلك ممثلو المستوطنين، “سموتريش” و”بن غفير”، في مناصب عليا في الحكومة، بشكل مختلف ضد هجمات الأفراد، اسكت الصوت القائل الذي أخبره أن ذلك مستحيل، ببساطة، هذا مستحيل.
لا بد من قول الحقيقة المرة والمحزنة، آلاف الجنود وعشرات الكتائب لن يساعدوا في إيقاف منفذ العملية الوحيد، الذي سوف يفلت من الكتائب والجنود، وسيجد الطريق لتنفيذ الهجوم وقتل المستوطنين.
حتى لو سارعوا واستكملوا طريق حوارة الالتفافي، فعند الانتهاء منه سينتقل الاحتكاك إلى المستوطنة التالية ثم إلى المستوطنة التي تليها، لأنهم ببساطة لن يذهبوا إلى أي مكان، ونحن بالتأكيد لن نذهب إلى أي مكان، ولن يغير أي جدار فاصل أو طريق التفافي الوضع.
هل تتذكرون الهجوم على “إيهود باراك” الذي قال بصراحة عام 1998، لو كنت شاباً فلسطينياً لانضممت إلى منظمة فلسطينية”؟ ثم قام “باراك” بتعديل كلماته وقال إنه يجب إدانة “الإرهاب الفلسطيني” والعمل ضده، كما أنني أدين أي عمل إرهابي مهما كان، وأدين أكثر من ذلك عندما يكون هدفه واحداً، وهو إيذاء الأبرياء، وأشار “باراك” إلى أن هناك شاباً فلسطينياً يعيش تحت الاحتلال، لأن هذه هي الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم – في ظل الاحتلال.
وبدون أن نعرب، لا سمح الله، عن تفهمنا للهجمات، يجب أن نفهم أنهم أيضاً غاضبون ومحبطون من الوضع، غاضبون من الساعات الطويلة عند نقاط التفتيش، عندما يريدون فقط دخول الكيان والعمل هناك، وغاضبون من سنوات بلا أفق، لأسباب ليس أقلها قيادتهم، ويعطي الغضب والإحباط دلالاته الميدانية بين هؤلاء الشباب الذين يغريهم الواقع المرير.
مستوطنو الضفة الغربية لا يستحقون العودة إلى بيوتهم وهم خائفون من ذلك المسلح الذي سيرشهم بالرصاص، سكان القرى العربية لا يستحقون العيش في خوف بين اعتداءات المستوطنين، نحن جميعاً لا نستحق تصريحاً قذراً من وزير الأمن القومي “بن غفير” بأن حق تنقل المستوطنين يفوق حق الفلسطينيين، كما أن محاولة تبرئة مكتب “رئيس الوزراء” لـ “بن غفير” وقوله إن كلماته هو بشأن الإجراءات الأمنية الخاصة المطبقة في تلك الأماكن لمنع المزيد من الهجمات لا تغير النبرة العنصرية.
هل هناك حل؟
ولتحقيق هذا فإننا في احتياج إلى قيادة شجاعة من الجانبين، وهي السلعة التي نفتقدها في الأعوام الأخيرة، وحتى ذلك الحين، يجب ألا تزيّنوا الواقع، وعليكم بالدعاء لأيام أفضل في بداية العام الجديد.
المصدر: “إسرائيل اليوم”/ “نحاما دواك”
Facebook Comments