الاستيطان الاسرائيليمقالات

مقال رأي..

الحياة في الضفة خطيرة.. لذا سنجلب المزيد من المستوطنين إلى هناك

ترجمة الهدهد

في هذه الأيام، تقود وزير المستوطنات في كيان العدو “أوريت ستروك”، برنامجًا بمئات الملايين من الشواكل “لتعزيز الحصانة لدى المستوطنين في الضفة الغربية بطرق متنوعة، بدءًا من إنشاء الأحياء، الاستيطانية واستمرارًا في تأمين رعاة الأغنام، وانتهاءً بالمعارض عن الاستيطان و جمع التبرعات لصالحه من الخارج، وهي بذلك تروج لسياسة الحكومة المسحانية الحالية، التي يرى وزراء العدو فيها أنهم من خلال تشجيع الاستيطان ينفذون خطة إلهية، والتي هي هدف في حد ذاتها وستجلب معها الخير الوفير في كل مجال، لكن الدافع وراء الخطة مثير للاهتمام، فهي تعرض كحل لوضع يكون فيه الاستيطان، كما تُعَرِفَهُ تحت تهديد مستمر من النشاط المعادي.

ولا بد من التساؤل، كيف يحمي إنشاء المستوطنات الجديدة المستوطنين من الهجمات؟ وإذا كانت الحياة هناك خطيرة، ألا ينبغي أن تكون الخطة عكس ذلك؟، أي تشجيع الناس على العيش داخل الخط الأخضر؟ كلا، فالمنطق المسحاني المتدين المتطرف هو عكس ذلك.

غرد وزير مالية العدو “بتسلئيل سموتريتش” يوم السبت أن “قلبه يتمزق من الحزن والألم بعد الهجوم المروع في حوارة، يجب على “الجيش الإسرائيلي” التحول إلى الهجوم في الضفة الغربية واستعادة “الردع” و”الأمن”، بينما نعمل في الوقت نفسه، لتكثيف البناء وتعزيز الاستيطان في المنطقة”.

وقال في الشهر الماضي خلال مقابلة مع القناة السابعة: “الإرهاب يهدف إلى إضعاف قبضتنا، وجوابنا الحقيقي الذي سيقضي عليه ويجعله عديم الجدوى سيكون المزيد من البناء الاستيطاني (في الضفة الغربية )”.

كما عبر عضو الكنيست “يولي أدلشتاين” بطريقة مماثلة في الماضي عندما قال، “لقد أظهر لنا التاريخ وما زال يظهر لنا أننا كلما تخلينا عن وطننا سنتلقى إرهابًا متزايدًا”.

وأضاف، “علينا هنا أن نختار بين تفسيرين يبدوان سخيفين، إما أنهم يعتقدون أن ضخ المستوطنين في منطقة موبوءة بـ”الإرهاب” سيزيد من الأمن، وإما أنهم يرسلون المدنيين إلى حتفهم لأن هذا هو ما يريده الله، لا أعرف أي تفسير هو الصحيح، ولكن على أي حال، في مواجهة جنون الحكومة الحالية، يجب ذكر ما هو واضح: الاستيطان في الاراضي الفلسطينية يؤثر سلباً على أرواح المستوطنين والجنود الذين تم إرسالهم إلى هناك لحماية المستوطنين تحت الإكراه”.

وبحسب معطيات مؤسسة “بيتسيلم”، فمن بين 877 مستوطنا قتلوا على يد الفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة الثانية، كان 328 منهم في الضفة الغربية أو غزة أو القدس.

 ومن الواضح لأي شخص لديه فهم أن اليهود والفلسطينيين يعيشون جنبا إلى جنب دون انفصال أو خط حدود يعرض بعضهم البعض للخطر، وليس هذا فحسب، بل إن الخط الحدودي المخترق يعرض أيضا المستوطنين داخل الخط الأخضر للخطر، لأنه يسهل مرور المهاجمين.

والحقيقة هي أن المستوطنين لا يحمون بقية الكيان بأجسادهم كما يتصورون (إذا جاز التعبير)، بل يعرضون أنفسهم للخطر، ويضرون بالأمن داخل الخط الأخضر، ويجعلون جنود “الجيش” يخاطرون بأرواحهم من أجلهم ( قُتل 178 جنديًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال هذه الفترة).

من وجهة نظر أمنية، فإن أفضل خطوة يمكن أن تقوم بها “إسرائيل” في ظاهر الأمر هي الفصل التام بين القوات، خط حدودي مستمر وغير قابل للاختراق بين الأراضي التي هي تحت سيطرة الكيان والأراضي الفلسطينية المحتلة، مع وجود جميع المستوطنين على جانب واحد وجميع الفلسطينيين على الجانب الاّخر، لا تحتاج إلى تسوية سياسية لذلك، من يدري، ربما لو فعلنا ذلك، لكان الـ 500 جندي والمدني الذين قُتلوا لا يزالون معنا، لكن بدلا من ذلك تدفع الحكومة المزيد والمزيد من المواطنين إلى منطقة الخطر باسم الوعد الإلهي.

المصدر: يديعوت/ روعي نيتسان

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي