هل تؤثر على علاقة الصين بالكيان؟..
أهمية ودلالات الزيارة البرلمانية “الإسرائيلية” لـ”تايوان”

ترجمة الهدهد
في الأسبوع الماضي، قام خمسة أعضاء “كنيست” من الائتلاف الحكومي في الكيان والمعارضة بزيارة تايوان، بدعوة من وزارة الخارجية، حيث التقى الوفد مع الرئيس “تساي ينغ وين”، التي أشارت إلى أن تايوان تقوم مؤخرًا ببناء قدراتها الدفاعية وهي مهتمة بتوسيع التعاون مع الكيان، خصوصًا في المجال الأمني.
وقال رئيس الوفد، عضو الكنيست “يوراي لاهاف هيرتسينو”، إنه يأمل في المزيد من الاستثمارات التايوانية في الكيان، بينما تتزايد التوترات بين الصين وتايوان، ما هي أهمية مثل هذه الزيارة البرلمانية؟، وما هو تأثيرها على علاقات الصين بالكيان؟.
تايوان قضية مركزية في العلاقات بين القوى العظمى، ومن وجهة نظر الصين، تعد تايوان جزءًا لا يتجزأ من الصين، ويعتبر الاتحاد الحتمي معها مصلحة أساسية، وتعترف الولايات المتحدة بسياسة “الصين الواحدة”، ولكنها تصر على أن يتم تنفيذها بالاتفاق، وتساعد على أمن تايوان وتحافظ على الغموض فيما يتعلق برد فعلها إذا حاولت الصين تعزيز التوحيد بالقوة.
وتتجنب تايوان الوحدة مع الصين ولكنها تتجنب أيضاً إعلان الاستقلال، إن الازمة حول تايوان هو السيناريو المركزي للتخطيط لدى الجيش الأمريكي من جهة والجيش الصيني من جهة أخرى.
وفي هذه المساحة الحساسة تتصرف “إسرائيل” بحذر، وتعترف بـ “صين واحدة”، وتحتفظ بعلاقات تجارية وتكنولوجية وثقافية مع تايوان، ولكن ليس علاقات دبلوماسية.
منذ عام 1993، تعمل المكاتب الاقتصادية والثقافية المشتركة في عاصمة جمهورية الصين ” تايبيه” و”تل أبيب”.
وتعد تايوان شريكًا تجاريًا كبيرًا للكيان في آسيا، حيث بلغ حجم التجارة معها في البضائع العام الماضي 2.67 مليار دولار، وهو أعلى من تجارتها مع اليابان، وتجري هذه العلاقات ضمن المعايير التي تقبلها الصين أيضًا، وتشمل أيضًا وفودًا من أعضاء الكنيست الذين زاروا تايوان كل عام تقريبًا بين عامي 2007 و2019، حتى تفشى فيروس كورونا.
وفي ضوء تفردهما، فإن تايوان والكيان يكملان بعضهما بعضا في مجالات التكنولوجيا والتطوير، حيث تتمتع تايوان بميزة نسبية في إنتاج الأجهزة، وتتمتع “إسرائيل” بقدرات تطوير بارزة في مجال البرمجيات والشركات الناشئة.
وتظهر إمكانات كبيرة للتعاون في مجال الرقائق، حيث تعد تايوان رائدة على مستوى العالم، وتتمتع “إسرائيل” بقدرات متميزة في تصميم الرقائق وهندستها.
تعبر هذه الاستراتيجية البراغماتية لكيان العدو، عن توازن دقيق بين استغلال الفرص الاقتصادية والحساسيات الجيوسياسية.
وإذا اندلعت أزمة عسكرية حول تايوان، فسوف تجد “إسرائيل” صعوبة في الحفاظ على مساحة العمل هذه بين شريكها التجاري الرئيسي ـ الصين ـ وحليفتها الاستراتيجية التي لا يمكن تعويضها ـ الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: معهد أبحاث الامن القومي/ أساف أوريون، روعي بن تسور
Facebook Comments