تحليل: اعتراض طائرات حماس المسيرة يجهز “إسرائيل” لمواجهة التهديد الحقيقي

ترجمة الهدهد
يوماً بعد يوم، يتم تفعيل نظام القبة الحديدية في الجنوب من أجل اعتراض طائرة مسيرة تابعة لحماس أقلعت من القطاع وتوجهت شرقاً باتجاه الحدود.
ووقعت الحادثة الأحد الماضي في جنوب قطاع غزة، بينما وقعت يوم أمس في شمال القطاع، وفي الإعلان الرسمي الصادر عن “الجيش الإسرائيلي” أمس، بعد ساعات قليلة من تفعيل نظام القبة الحديدية، ذكر أن أنظمة التحكم في سلاح الجو رصدت الطائرة أثناء تحليقها باتجاه الكيان وأنها لم تعبر الحدود.
وكانت تحت مراقبة سلاح الجو طوال تحليقها، وبالرغم من إطلاق الصواريخ الاعتراضية التي أطلقت إلا أن الجيش لم يحدد بشكل قاطع أن الطائرة قد تم اعتراضها بنجاح، وذكر “الجيش الإسرائيلي” أنه يجري فحص إمكانية أن الطائرة تم اعتراضها، وأنها لم تشكل تهديداً لمستوطني الجنوب.
بالنسبة للجانبين، “إسرائيل” وحماس، تشكل هذه الأحداث وسيلة للتعلم واختبار القدرات
من جانبنا، يستغل “الجيش الإسرائيلي” الفرصة لاختبار قدرات أنظمة الدفاع ومراقبة الرادار، في الكشف المبكر واعتراض الطائرات، من ناحية أخرى يمكن الافتراض أن حماس تدرك جيداً أنه عندما تتكرر هذه الأحداث يوماً بعد يوم، فهناك فرصة كبيرة لإسقاط سلاح الجو الطائرة التي يطلقونها في الجو، لكنهم مستعدون لدفع ثمن ذلك، كرسوم من أجل دراسة وبحث القدرات الدفاعية كجزء من جهد مراكمة وتحسين القدرات في هذا المجال.
في الوقت نفسه، تستغل حماس الفرصة لخلق جانب من الوعي في واقع هادئ نسبياً في الأشهر الأخيرة في قطاع غزة، كمن يحافظ على المواجهة مع “إسرائيل” ويمثل تهديدات مختلفة لها حتى أثناء الروتين.
التقييم الرئيسي هو أنه في الحالتين الأخيرتين لم تكن الطائرة محملة بمتفجرات وكان الهدف الأساسي منها هو جمع المعلومات الاستخبارية من خلال وسائل تصوير بسيطة نسبياً مثبتة عليها.
تدرك المنظومة الأمنية الجهود الكبيرة التي تبذلها حماس لتطوير مجال الطائرات بدون طيار كجزء من الاستعدادات للمواجهة القادمة مع “إسرائيل”، يتم تصنيع الطائرات الصغيرة داخلياً في قطاع غزة، لكن نقطة البداية هي أنه في بعض الحالات تقوم حماس بتهريب مكونات تكنولوجية معينة لتحسين المنظومة من تلك الموجودة أيضاً في السوق المدنية وليست بالضرورة عسكرية بطبيعتها.
خلف الكواليس، تتمتع حماس بالدعم العلمي والتمويل من إيران والمواد المتوفرة على الإنترنت.
وتقدر المنظومة الأمنية أنه بالإضافة إلى نوعية الطائرات التي تستخدمها حماس، والتي تعتبر بسيطة ولها قدرات مماثلة للطائرات الصغيرة بدون طيار الموجودة في السوق المدنية، تركز حماس بشكل كبير على جانب زيادة الكميات أو الأعداد، وبالتالي، خلال الحرب، ستحاول تشغيل عدد كبير نسبياً من الطائرات بدون طيار والحوامات في آن واحد من أجل تحقيق إصابة دقيقة لأهداف في “إسرائيل” مع افتراض إسقاط جزء كبير من الطائرات في الجو من قبل أنظمة الدفاع وطائرات سلاح الجو والحرب الإلكترونية والمروحيات.
يأخذ سيناريو التهديد الذي وضعه “الجيش الإسرائيلي” لحرب متعددة الساحات في الاعتبار أن الإيرانيين هم الذين يقودون بشكل أساسي جهداً مشتركاً لزيادة التهديد على “إسرائيل” فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار من عدة ساحات في الوقت نفسه، وهذا على مستويات مختلفة من الجودة ومديات العمل والضرر المحتمل، وفي “إسرائيل” يعتبرون هذا التهديد كبيراً في ضوء وضع طائرات أكثر تقدماً إلى جانب تلك الموجودة على الأراضي الإيرانية، في العراق، في لبنان، في سوريا، وفي أيدي الحوثيين في اليمن.
المصدر: معاريف/ “تل ليف رام”
Facebook Comments