أخبارمقالات

عودة استراتيجية لظهر الجبل

✍️ سعيد بشارات

الضفة الغربية تبلور هذه الأيام ما سأجرؤ على تسميته ملامح استراتيجية لمجابهة الهجمة “اليهودية الإسرائيلية” في الضفة الغربية، وخاصة أنها تخوض معركة مع حكومة دينية أيديولوجية موغلة في الإرهاب و عشق قتل الفلسطينيين، كما قال اليوم أحد الإرهابيين المشهورين في منطقة حوارة عضو الكنيست عن “عوتسماه يهوديت” “تسفي سوكوت”.

كي نعلم حجم الفعل الذي تقوم به الضفة الغربية، لابد أن نتابع سلوك قيادتها السياسية والأمنية والعسكرية وردة فعل المستوطنين وخاصة في ظل الظروف التي تتطور للأسوأ في “إسرائيل” وتتطور بشكل إيجابي (تطور النضال الفلسطيني المستمر) وسلبي أيضًا للفلسطينيين (إجرام المستوطنين في الضفة الغربية).

اليوم الإثنين وصل وللمرة الثانية خلال يومين رئيس أركان العدو “هرتسي هاليفي” إلى موقع العملية في جنوب الخليل، بعد أن زار أمس منطقة عملية حوارة، وأجرى في كلتا المنطقتين تحقيقًا أوليًا وتقييمًا للوضع مع رئيس “الشاباك” وقائد القيادة الوسطى وقائد فرقة الضفة الغربية.

أيضًا وصل إلى مكان عملية الخليل رئيس وزراء العدو “نتنياهو” ووزير جيشه “جالانت”، وهناك حاولا تبرير فشلهم وفشل جيشهم، وعدم رغبتهم بالاعتراف بأن هناك قضية فلسطينية تتعرض لعملية محو وحرق على يد حكومتهم بإلقاء التهمة على إيران، وقالوا إن هذه العمليات تلقى دعمًا وإسنادًا من إيران وحلفائها، وهو تصريح خطير وموجه لغزة تحديداً التي تشهد في اليومين الأخيرين حالة استفزاز متزايد من قبل العدو “الإسرائيلي”.

هذه الشخصيات العسكرية والأمنية الإسرائيلية الرفيعة التي تزور مناطق وقوع العمليات يدفعها أمرين؛ الأول الخلافات الداخلية المتصاعدة في ظل الحديث عن كفاءة الجيش الذي يرى “الجمهور الإسرائيليّ” المحتل نتائجة على الأرض وخاصة في الضفة الغربية التي عجز العدو حتى اللحظة عن خفض وتيرة تطور العمل النضالي الفلسطيني أو تقليل حدته أو انتشاره، رغم محاولاته العديدة على مستوى التعاون مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله، وعلى مستوى إدخال دول إقليمية معروفة مثل الأردن للتدخل وفرض أدوات وسياسة معينة للقضاء على الحالة النضالية الفلسطينية هناك.

ويزيد من خوف الجيش وتأثير الوضع السياسي عليه الهجوم من المستوطنين على كل قيادة الجيش في بيئة سياسية لا يمنعها أي رادع من مهاجمة الجيش والاستهزاء به، فلهجة القلق كانت غالبة اليوم على كلام قائد لواء القيادة الوسطى حيث رد على الاعتداءات التي يتعرض لها من قبل المستوطنين فقال: “سأوفر الأمن حتى لمن لا يعجبه عملي- المستوطنين “وأضاف مظهراً العجز العملياتي ” نحن في خضم موجة إرهاب لم نعرف مثيل لها منذ فترة طويلة، نحن لسنا مقيدين في أنشطتنا ووسائلنا”.

يذكر أنه ومنذ بداية العام الحالي قتل 27 جنديا “إسرائيليا” في عمليات إطلاق نار و 4 جنود إسرائيليين في عمليات دهس وجندي واحد في عملية طعن في الضفة الغربية.

“بتسلائيل سموترتش” الذي ينفذ هذه الأيام مشروعه المشهور باسم (خطة الحسم) التي تقضي بتخصيص المليارات من الشواكل التي حولها إلى مستوطنات الضفة الغربية على حساب السلطات المحلية في المدن والقرى في 48، من أجل شرعنة مئات البؤر الاستيطانية التي تسيطر على مساحات شاسعة من الضفة الغربية والتي في بعضها لا يسكن سوى لص واحد من عصابات التلال اليهود فيها، حيث سيقوم بشرعنتها وتسوية أوضاعها القانونية كما يقول، وتجهيز بنيتها التحتية الأساسية لتتحول إلى مستوطنات دائمة.

ويقوم بالمقابل بتسخير جمعيته الإرهابية “رجفيم” وعصاباته من اليهود الفتية الذين يستولون على الأراضي والتلال في الضفة الغربية؛ لرسم خطط عملية لحرق ومحو الفلسطينيين من الضفة الغربية وإسكان عصاباته اليهودية مكانهم، ويقوم بكل هذه الأفعال بعد أن منحه “نتنياهو” كامل الصلاحيات على الضفة الغربية.

“سموترتش” هذا صرح اليوم بعد عملية الخليل أن ما كان في الضفة الغربية ليس هو ما سيكون، وهو تصريح خطير من مجرم ارهابيّ كهاني يهودي، منحه العالم عندما سمح له بزيارة واشنطن وباريس، وحكومة “إسرائيل” التي سلمته ملف احتلال الضفة الغربية الضوء الاخضر لارتكاب فظائع في الضفة الغربية.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى