أخبارالشرق الأوسط

ما هي البدائل المطروحة أمام كيان العدو في مجال الطاقة؟

شبكة الهدهد

الهيكل الإقليمي الذي تبلور في العقد الأخير في شرق البحر الأبيض المتوسط، يضع الكيان في موقع استراتيجي محسن عندما ينوي تطوير خطواته القادمة من ناحية صادراته من الغاز، حيث إن جاذبية طاقة الشرق المتوسط في أعقاب الحرب في أوكرانيا على الرغم من أنها ليست عاملاً “يغير قواعد اللعبة”، تُلزم الكيان بالاقتصاد في خطواته فيما يتعلق بتصدير الغاز من “مياهه” الاقتصادية بفهم وعقلانية.

بالإضافة إلى ذلك انتهت حملات الانتخابات في تركيا واليونان وقبرص وتم تشكيل حكومة جديدة ومستقرة في كل منها والتي من شأنها أن تسمح لها بفحص السياسات المناسبة بطريقة أكثر توازناً وواقعية، في الكيان، كما تعلمون الوضع مختلف ومثير للقلق، رغم تشكيل حكومة بأغلبية كبيرة في البرلمان.

يقوم كيان العدو حاليًا بتصدير الغاز إلى الأردن ومصر، وتستهلك الأخيرة الغاز للسوق الداخلي المتعطش لمصادر الطاقة وكذلك لإعادة التصدير في ظل أسعار الطاقة الجذابة حاليًا.

ويسعى الكيان الآن للسماح بتصدير إضافي للغاز من حقل “لفيتان” وتعلق آمالها على الجولة الرابعة من المناقصات التي أغلقت منذ وقت ليس ببعيد.

وبحسب التقارير الأخيرة  تقدم لها تسع شركات بينها أربع شركات جديدة لم تشارك في الجولات السابقة، وتم الإعلان عن أنه كانت من بين شركات أخرى شركة BP وشركة SOCAR الأذربيجانية.

الكيان، وبشكل أكثر تحديدًا الشركات المعنية (نيو ميد، تشيفرون) تدرسان خطواتها التالية فيما يتعلق ببدائل التصدير الإضافية الممكنة.

من الواضح أن كيان العدو سيستمر في تصدير الغاز إلى مصر والأردن ولكن في “تل أبيب” تعززت الفكرة القائلة بأن هناك حاجة إلى طريق تصدير إضافي، اقتصاديًا واستراتيجيًا.

في ظاهر الأمر أمام الكيان ثلاثة بدائل رئيسية:

1- منشأة التسييل في البحر بالقرب من حقل لفيتان (FLNG): وهو بديل تم رفضه تمامًا في الماضي نظرًا لارتفاع تكلفته ولكن يبدو أن الشركتين المذكورتين أعلاه تفكران الآن بإيجابية في جدواه.

2- خط أنابيب إلى قبرص ومن هناك عبر منشأة التسييل على الساحل القبرصي إلى أسواق التصدير ذات الصلة: هذا البديل الذي تم طرحه في الماضي وتم وضعه الآن على جدول الأعمال مرة أخرى من قبل الرئيس القبرصي خلال زيارته الأخيرة للكيان.

3- التصدير إلى تركيا وهي سوق طاقة كبير وقريب جغرافيًا عبر خط أنابيب من حقل الغاز إلى الكيان.

كل بديل له مزايا وعيوب اقتصادية وسياسية استراتيجية.

ومن الواضح أيضًا أن الاعتبار الاقتصادي فيما يتعلق بتكلفة البديل الذي سيتم اختياره والتوقعات المستقبلية لأسعار الطاقة في السنوات القادمة سيكون له وزن كبير بالتأكيد.

الوضع السياسي في المنطقة يعطي كيان العدو مساحة مريحة للمناورة حتى لو لم يخلو من معضلات معقدة.

التحدي الذي يواجه الكيان ليس سهلاً، يُحسب له كما ذكرنا تحسن موقع الكيان الإقليمي في شرق البحر الأبيض المتوسط.

الانقسام الداخلي في الكيان، والتركيبة المتطرفة للحكومة لا يؤثران في الوقت الحالي على العلاقات التي وصفناها، ولكن بوادر التساؤل والقلق بشأن استقرار الساحة “الإسرائيلية” اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا سوف يتعمق مع استمرار الأزمة في الكيان، أو إذا تصاعدت وكان لها تأثير سلبي على موقف “إسرائيل” الإقليمي.

المصدر : زمان إسرائيل/ ميخائيل هراري

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى