تحليل| في هزيمة دبلوماسية موجعة.. أستراليا تلفظ “إسرائيل”

ترجمة الهدهد
لقد زرت أستراليا منذ 30 عامًا، وأعرف النخبة السياسية هناك جيدًا، لم نُعاني قط مثل هذه الهزيمة الدبلوماسية الشديدة هناك حتى عندما ألغت حكومة “حزب العمل” قبل بضعة أشهر الاعتراف الذي أعطته الحكومة السابقة بالقدس الغربية كعاصمة لـ”إسرائيل”.
لأكثر من 70 عامًا كانت أستراليا صديقتنا المخلصة بتشجيع من الحزبين الرئيسيين، لكن بينما يبذل قادة الجالية اليهودية جهودًا حازمة في تعزيز العلاقات تجاهلت حكومة “نتنياهو” الحالية ببساطة الحفاظ على العلاقات.
كان معروفًا أن رئيس الوزراء الجديد “أنطوني ألبانيزي” (“إلفو”) ليس من محبي “إسرائيل” رغم أنه كان في لغته صريحًا من حين إلى آخر بتفوهه بكلمات طمأنة، وكذلك فعلت وزيرة الخارجية “فيني وونغ” التي كان والدها صينيًا من ماليزيا، لكن لم تكن هناك محاولة لإقامة حوار معهم على أعلى مستوى حتى عندما تم سحب العتاد العسكري “الإسرائيلي” – دون مبرر – من مواقع الجيش الأسترالي بسبب الشكوك في أن أدوات جمع المعلومات الاستخباراتية كانت مضمنة فيه، والآن شركات الأسلحة لدينا لديها صعوبة الحصول على نصيب من عقود المشتريات الضخمة ضمن الخطة العشرية الطموحة لتعزيز جميع أذرع الجيش الأسترالي، إن الشركات الأمريكية لا تذرف دمعة بالطبع.
وحدث أن ألبانيزي وونغ، صاغوا رأيًا سلبيًا حول الحكومة الحالية لدينا وسياساتها وبياناتها وتصريحات وزراءها بدلاً من صد ضغط الجناح اليساري المناهض لـ”إسرائيل” في حزب العمل للاعتراف بـ “الدولة الفلسطينية” دون تأخير، سعوا للتوصل إلى حل وسط حتى يتم عقد مؤتمر الحزب في الأسبوع المقبل في بريسبن بسلاسة.
يذكر أن الجناح اليساري يمتلك بالفعل أغلبية في المؤتمر بعد فوزه في الانتخابات الداخلية في كوينزلاند وفيكتوريا.
وأدان زعيم الليبراليين المعارضين “بيتر داتون” وسلفه “ألكسندر داونر” بشدة القرار.
بالطبع المنظمات اليهودية تحتج وهناك من طالب بإعلان أستراليا “دولة محتلة طردت السكان الأصليين”.
لكن وسائل الإعلام المحلية تجاهلت الأمر بلامبالاة، وحتى في صفوفها يتضاءل مؤيدي “إسرائيل”.
قد يؤدي فقدان دعم دولة غربية مهمة مثل أستراليا، إلى تشجيع الآخرين على أن يحذوا حذوها في كل من آسيا وأوروبا.
في السنوات الأخيرة، أصبحت أستراليا حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة في مواجهة الصين، وهنا تبتعد عن موقف واشنطن تجاه “إسرائيل”.
في هذا الوقت هذا هو الانسحاب الأكثر دراماتيكية لصديق قديم ومخلص من الحفاظ على علاقات دافئة مع “إسرائيل”.
على الطريق، تظهر أخطار جديدة، حيث كانت هناك دعوات بأن تشمل السياسات الجديدة للإدارة في “كانبرا” فرض عقوبات على “إسرائيل”!، وهذا في بلد حذرة للغاية في فرض عقوبات على إيران.
لقد تعلم اليسار في “حزب العمل” أنه قادر على لي ذراع القيادة فيما يتعلق بـ”إسرائيل” ومن المؤكد أنه سيواصل القيام بذلك.
القناة 12/ إيهود يعاري
Facebook Comments