أخبارالشرق الأوسطشؤون دوليةشؤون فلسطينية

ما هي أبرز العقبات في طريق التطبيع بين السعودية والكيان؟

ترجمة الهدهد

على الرغم من التقارير الكثيرة والحديث الذي ظهر مؤخرًا حول محادثات صفقة ثلاثية بين الرياض وواشنطن و”تل ابيب”، فإن كبار المسؤولين في رام الله يحافظون على ضبط النفس ويظهرون الاعتدال في كل البيانات التي يصدرونها لوسائل الإعلام وفي طريقة تصرفهم بشأن هذه القضية الحساسة.

يحرص كبار المسؤولين على عدم الظهور كحاجز ضد المملكة السعودية، وكدرس من “الحالة الإماراتية”، وبإيعاز من رئيس السلطة الفلسطينية وهم يحافظون على ظهور قليل، بذلك يحاولون عدم إغضاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعدم منح جهات في المنطقة إمكانية زرع الخلاف بين الرياض ورام الله، خاصة في الأيام التي يحاول فيها أبو مازن إعادة العلاقات مع المملكة.

يبدو أن الفلسطينيين بقوا بدون علم بالاتصالات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ولم يكونوا مطلعين على الأمور، والسعوديون أنفسهم لم يطلعوهم على تفاصيل التحركات التي كانت تتبلور.

ولدى سؤالهم عن ذلك تهربوا أحياناً، وأحياناً كانوا محرجين، وأحياناً أجابوا بأن “المملكة معروفة بدعمها للقضية الفلسطينية” وأن “هذا الموقف تأكد في القمة العربية الأخيرة”، مع الإعراب عن الأمل بأن السعوديين لن يخيبوا آمالهم، وأن مبادرة السلام العربية ستكون مفتاح أي اتفاقيات مستقبلية بين “إسرائيل” والدول العربية في المنطقة.

قد يشير التحرك غير المعتاد من قبل المملكة العربية السعودية لتعيين سفير نيابة عنها لأول مرة في أراضي السلطة الفلسطينية إلى رغبة في المضي قدمًا في مسار من شأنه أن يضع الأسس لاتفاقيات وتعاون مستقبلي مع أمريكا و”إسرائيل”.

في مثل هذا الوضع، تريد المملكة إيصال رسالة من الآن فصاعدًا مفادها أنها لن تتخلى عن الفلسطينيين ليواجهوا مصيرهم وحدهم، تهدف الخطوة إلى خلق هدوء وإزالة العوائق والاعتراضات داخل الرأي العام العربي وداخل المملكة.

 إلى جانب محاولة تهيئة الجمهور في الداخل والخارج، يريد السعوديون أن ينقلوا لـ”إسرائيل” والولايات المتحدة أنه على الرغم من كل الفوائد و”المقابل الثمين ” الذي سيمنح للمملكة كجزء من الاتفاقية، فإنه لن يكون من الممكن تجاوز القضية الفلسطينية وتجاهلها، أي أنه حتى لو كان هناك مجال للمناورة من أجل الأخذ والعطاء في القضية الفلسطينية، فلا يزال يتعين على “إسرائيل” أن تعطي شيئًا أكثر من رمزي، لتعزيز قدرة بن سلمان على الحصول على الشرعية للتوقيع على الاتفاق.

بن سلمان، يريد أن يبعث بإشارة مفادها أن القضايا الثقيلة والحساسة لن تترك حتى نهاية المفاوضات، وأنه يجب التعامل مع العنصر الفلسطيني في مرحلة مبكرة، وفي هذا الصدد، تُظهر المملكة العربية السعودية أنها هي التي تحدد ترتيب الحركات وتقود العملية وفقًا لاحتياجاتها واهتماماتها والجدول الزمني الذي يناسبها.

السؤال الآن، هو ما إذا كانت هذه ستكون الخطوة الأولى في سلسلة من بادرات حسن النية الإضافية التي ستتخذها المملكة العربية السعودية تجاه الفلسطينيين، حيث من الواضح أن رام الله تريد المزيد.

رغم المعارضة المستمرة والعنيدة للفلسطينيين للتطبيع بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية، يعتقدون في رام الله أنه في غياب فرصة لإحياء “عملية السلام” مع “إسرائيل” في ظل الحكومة اليمينية الحالية، يجب عليهم على الأقل محاولة الاستفادة من الاتصالات الموجودة تحت رعاية المملكة العربية السعودية من أجل الحصول على أكبر قدر من بوادر حسن النية السياسية من “إسرائيل” والولايات المتحدة.

المصدر: إسرائيل اليوم/ دانا بن شمعون

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي