في إطار اتفاق التطبيع المرتقب..
تحليل| هل ستكتفي السعودية بخطوة رمزية للفلسطينيين أم سيكون هناك تنازلات حقيقية؟
ترجمة الهدهد
مع التقدم في الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية ظهر خلاف كبير بين الإدارة الأميركية و”إسرائيل” حول التنازلات التي ستطلب لصالح الفلسطينيين.
تتحدث شخصيات “إسرائيلية” رفيعة بشكل علني، عن بادرات حسن نية ضئيلة، كتلك التي لن تزعج الشركاء في ائتلاف رئيس “الحكومة” من اليمين المتطرف، مثل التعهد بالامتناع عن الضم الرسمي للأراضي الفلسطينية وسلسلة من التسهيلات الاقتصادية لرفاه الفلسطينيين.
ونشر زير الخارجية “الإسرائيلية”، “إيلي كوهين” أول أمس مقالاً في “وول ستريت جورنال”، اقترح فيه على الولايات المتحدة أن توقع مع السعودية على اتفاق دفاع يشبه اتفاقها مع كوريا الجنوبية، كلمة “فلسطينيين” لم يتم ذكرها في النص.
لكن في الجانب الأميركي يعرضون صورة مختلفة تمامًا، حسب الإدارة الأميركية، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، معني بالتوقيع على اتفاق مع “إسرائيل”، ليس فقط لأنه الحاكم الفعلي للسعودية، بل لأنه زعيم العالم السني كله، وحسب الإدارة الأميركية فإن الاتفاق الذي سيتضمن بادرات حسن نية رمزية فقط يتوقع أن يتعرض للانتقاد من قبل الفلسطينيين والأردن والجزائر، وربما من قبل دول عربية أخرى، ولن يخدم هدف ابن سلمان.
أيضًا، الانتقاد المحتمل من قبل إيران، الذي بحسبه تكون السعودية تخلت عن الفلسطينيين من شأنه أن يشكل بالنسبة للأميركيين مشكلة لولي العهد السعودي.
من السابق لأوانه تحديد أي طرف من الطرفين هو محق في هذا الجدال، لكن يجب الأخذ في الحسبان عاملا آخر وهو الرأي العام الأميركي، بالأساس في أوساط مؤيدي الحزب الديمقراطي، “نتنياهو” وابن سلمان مكروهان لدى “القاعدة الانتخابية” لحزب جو بايدن، وأي اتفاق سيعزز من مكانتهما يتوقع أن يتعرض للانتقاد الشديد من قبل الجناح اليساري في الحزب.
قال اثنان من السيناتورات من ذوي النفوذ أول أمس، بأن أي اتفاق يتجاهل الفلسطينيين سيجد صعوبة في الحصول على الأغلبية المطلوبة في مجلس الشيوخ.
هذا الواقع السياسي واضح لدى الإدارة الأميركية، لكنه ليس معروفا، تقريبا لدى الوزراء في حكومة “نتنياهو”، الذين لا يعرفون الساحة الأميركية ولا يلتقون مع كبار أعضاء الإدارة، ولا يقيمون وزنًا ليهود الولايات المتحدة.
إذا تقدمت حقًا الاتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق، فان نتنياهو سيضطر إلى اتخاذ قرار بشأن كيف سيتعامل مع هذه الصعوبة التي يمكن أن تقوض ائتلافه.
إلى جانب التسهيلات للفلسطينيين، تقف أمام الطرفين صعوبات أخرى، فالسعودية قدمت طلبات غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة، بدءاً باتفاق دفاعي مشترك، مروراً بمنظومات سلاح أميركية لا توجد في أي دولة من دول الشرق الأوسط باستثناء “إسرائيل”، وانتهاء بدعم أميركا لمشروع نووي سلمي في المملكة، هذه الخطوات تحتاج إلى أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الأميركي، وهي أبعد من أن تكون مضمونة، وفي الحزب الجمهوري لن يسارعوا إلى تقديم إنجاز سياسي لبايدن قبل الانتخابات في السنة القادمة، بينما في الحزب الديمقراطي هناك عداوة حقيقية للسعودية.
المصدر: هآرتس/ أمير تيبون
Facebook Comments