مقال رأي الهدهد

دخان التطبيع ونار الصراعات “الإسرائيلية” الداخلية

رأي الهدهد – هيئة التحرير

على الرغم من التقارير الكثيرة والحديث الإعلامي الذي ظهر مؤخرًا حول محادثات صفقة ثلاثية بين الرياض وواشنطن و”تل أبيب” تنتهي باتفاق تطبيع مع السعودية، إلا أن الأخبار والتحليلات لا تزال تبني توقعاتها وتحليلاتها على تسريبات معظمها “إسرائيلية” تنشر عبر صحفيين “إسرائيليين” في صحف أمريكية، وسرعان ما تنفيها واشنطن.

لكن يبدو أن هناك شيئا ما خلف هذه التسريبات، وخاصةً أن هناك ردة فعل “إسرائيلية” داخلية، عبر عنها “يائير ليبد” زعيم المعارضة “الإسرائيلية” الذي يبذل كامل جهده للتخريب على “نتنياهو”، فقد أبلغ واشنطن أن اتفاق تطبيع مع السعودية مشروط بحصول الأخيرة على برنامج نووي مدني قد يضر بأمن الكيان، وهو موضوع مضمون من جهة “لبيد” بأنه سيجيش الحزبين الأمريكيين ضد الاتفاق إذا ما تعلق الأمر بأمن الكيان.

لذلك، تحدث “نتنياهو” في الأيام الأخيرة، عن أنه حتى لو لم تثمر المفاوضات عن اتفاق تطبيع رسمي لربط السعودية الأمر بشروط تتعلق بأمور أمنية خاصة بها وبالقضية الفلسطينية، فإن هناك تعاون من المتوقع أن ينشأ بين الكيان والسعودية مبني على تعاون في مجالات عديدة أهما اقتصادية وأمنية وهو تعاون موجود حالياً لكنه غير معلن.

في إعلام العدو، يقولون إنه وخلال الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية ظهر خلاف كبير بين الإدارة الأميركية والكيان، حول التنازلات التي ستطلب لصالح الفلسطينيين، فهناك شخصيات “إسرائيلية” رفيعة تحدثت بشكل علني عن بادرات حسن نية ضئيلة للفلسطينيين، لكن في الجانب الأميركي يعرضون صورة مختلفة تمامًا، وحسب الإدارة الأميركية فإن الاتفاق الذي سيتضمن بادرات حسن نية رمزية فقط يتوقع أن يتعرض للانتقاد من قبل الفلسطينيين والأردن والجزائر، وربما من قبل دول عربية أخرى، إذا تقدمت حقًا الاتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق فإن “نتنياهو” سيضطر إلى اتخاذ قرار بشأن كيف سيتعامل مع هذه الصعوبة التي يمكن أن تقوض ائتلافه.

في غضون ذلك، يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غدا الأحد في العلمين غربي مصر بالرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقال مصدر فلسطيني كبير لصحيفة “هآرتس” إن القادة في القمة الثلاثية سيناقشون الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق مع السعودية والكيان ومطالب الفلسطينيين في إطار مثل هذا الاتفاق، كما سيناقشون سبل التعامل مع رفض الكيان تقديم تنازلات للفلسطينيين، وتصعيد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وبحسبه فإن هذه الرسائل ستصل إلى البيت الأبيض عبر الملك عبد الله الذي يتوقع أن يزور واشنطن قريباً.

في غضون ذلك، تلقت القيادة الفلسطينية رسالة مشجعة من الرياض اليوم، عندما تسلم المستشار السياسي لعباس مجدي الخالدي كتاب تعيين السفير السعودي لدى السلطة الفلسطينية في حفل أقيم في عمان، واعتبرت وسائل إعلام العدو الحدث رسالة على قرب التطبيع مع الكيان.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى