أربع خطوات تمنع حربا متعددة الجبهات

#ترجمة_الهدهد
ثمة خط يربط بين رسالة وزير جيش العدو في شهر آذار حين دعا إلى وقف التعديلات القضائية بسبب الوضع الأمني، وبين زيارته المغطاة إعلاميا أمس على الحدود اللبنانية، بعد خمسين سنة من حرب أكتوبر 1973 ازداد تهديد الحرب.
السبب الأساس هو تغير إيران، ويجد تعبيره في ثلاثة أمور: أولا: إيران “تشعر أنها بخير” أكثر ؛ روسيا تحتاجها، الصين تغازلها، السعودية تنبطح، والولايات المتحدة تخشى. ثانيا: إيران تنجح في أن تتزود وتزود وكلاءها بسلاح دقيق، حتى قبل نحو عقد، كان السلاح الدقيق تفوقا “إسرائيليا” أمام صواريخ ومقذوفات صاروخية “غبية“، أما اليوم فتدفع إيران قدما بنجاح إنتاج الصواريخ والمسيرات الهجومية أو تحويلها إلى دقيقة.
ثالثا: تؤمن إيران بأنها إذا ما نجحت في “توحيد” الساحات وتفعيل حزب الله من لبنان، والميليشيات من سوريا و العراق بل وحتى من اليمن، وهجوم مباشر من إيران، وأخيرا إثارة الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية بل والكثير من فلسطينيي الداخل جميعهم بشكل منسق، فإن “إسرائيل” لن تتمكن من الصمود أمام هذا.
هذا لا يعني أن الحرب مؤكدة، وليس واضحا متى، أو ما إذا كانت ستحدث على الإطلاق، سيعتقد الإيرانيون أنه نشأت الظروف المناسبة،لكن الحديث يدور عن سيناريو أكثر خطورة وترجيحا مما قدرنا حتى قبل تسعة أشهر، ونعم، الإيرانيون بالتأكيد متشجعون أيضا مما يقدرونه كضعف “إسرائيلي“، يدفع هذا التشجيع بحزب الله أن يزيد الاستفزازات، وكنتيجة لذلك الاحتمالية لنشوب الحرب تزداد أيضا.
ثمة أربعة أمور يتعين على حكومة العدو أن تفعلها: أولا: أن تفهم بأن هذا تهديد من شأنه أن يتطور إلى تهديد وجودي في غضون أشهر، وبالتالي من الصواب وقف الانشغال بالترهات، التي تمس بشدة بالجيش وبالشرطة، كل مؤرخ سيحلل سياسة حكومة العدو بعد 50 سنة أو بعد 2000 سنة سيصعب عليه أن يصدق ما الذي كان على جدول أعمال الحكومة، وكيف دهورت عن عمد “إسرائيل” إلى وضع يصعب عليها فيه الدفاع عن نفسها.
ثانيا: يجب أن نشرح للعالم مسبقا بأنه إذا بادر حزب الله بإطلاق النار فإن الأمر سيتسبب بحرب رسمية مع دولة لبنان وليس فقط مع حزب الله، تصريح وزير الجيش أمس كان صحيحا، لكنه ليس بديلا عن الحوار مع الولايات المتحدة في هذه المسألة.
ثالثا: تعرف “إسرائيل” كيف توفر الحماية المعقولة للسكان، لكن ليس للبنى التحتية الوطنية – المدنية، السلاح الدقيق سيطلق بقدر أقل نحو المراكز السكانية وبقدر أكبر كي يشل محطة توليد الطاقة، منشآت التحلية، مواقع الخدمات، الموانئ والمطارات وما شابه.
وبشكل لا يقل دهشة، ليس ثمة أحد في “إسرائيل” مسؤول عن إعطاء جواب معقول عن هذا التهديد، لا يدور الحديث عن مشكلة ميزانية أو تكنولوجيا، بل ببساطة عن خلل رهيب، لو كنت رئيس الوزراء لوضعت هذا الموضوع في أولوية عليا.
رابعا: الموضوع الفلسطيني: الإيرانيون، كما أسلفنا، يبذلون جهدا كبيرا لأن يزودوا عددًا أكبر من الشبان في الأراضي الفلسطينية بالسلاح، وبالطبع أن يخلقوا دافعا للمس بـ“إسرائيل“، بخلاف السياسة التي كانت في العشرين سنة السابقة، والتي أساسها كان مساعدة السلطة الفلسطينية ومنع الاحتكاكات في الميدان، فإن قسما من أعضاء “الائتلاف الحاكم” يحاول اليوم تحقيق نتيجة معاكسة؛ تشجيع الاحتكاكات، دفع المزيد والمزيد من الفلسطينيين إلى “التطرف” وإضعاف قدرة الجيش، والشباك والشرطة للتصدي للوضع.
لا يدور الحديث عن أخطاء، بل عن أجندة واضحة لقسم من “أحزاب الائتلاف“، غايتها خلق فوضى في الأراضي الفلسطينية على طريق تحقيق أيديولوجيتها، هذا ما يجب تغييره! وبالشكل ذاته يجب أن نفهم بأن حكومة تخلق عن عمد نفورا وإحباطًا في أوساط فلسطينيي الداخل، لا يجب أن تتفاجأ اذا ما شاهدنا أثناء الحرب المزيد والمزيد من العرب الفلسطنيين في الداخل يقاتلون ضد“الدولة“.
منذ 1973 نجحنا في عزل الساحات وأن نقاتل في كل مرة ضد عدو وحده، إذا ما نجح الإيرانيون بالتنسيق بين كل أعدائنا، فسنجد أنفسنا أمام تحد أكبر حتى من تحدي حرب أكتوبر. الجيش يفهم هذا ويعمل بما يتناسب مع ذلك، لكن بدون تغيير دراماتيكي في سلم أولويات الحكومة، فإن هذا لن ينجح.
يديعوت أحرونوت / غيورا آيلند
Facebook Comments