أخبارأصداء الشارع "الإسرائيلي"فلسطينيو 48

الاقتصاد الكهاني لـ “سموتريتش”

ترجمة الهدهد

هآرتس/ أسرة التحرير

بصفته مستوطناً مؤيداً للتفوق اليهودي، اعتاد على أن يعيش كسيد بين رعايا فلسطينيين لا دولة لهم، ولا مواطنة، ولا حماية ولا حقوق في الأراضي المحتلة وتحت رعاية “الجيش الإسرائيلي”، فإن مجرد فكرة مواطن عربي يحمل “الهوية الإسرائيلية” متساوي الحقوق، تغيب عن فهم “بتسلئيل سموتريتش”.

بصفته زعيم مشروع الاستيطان – سلب الأراضي برعاية “إسرائيل” – لا يفهم لماذا ينبغي للدولة أن تمول سلطات محلية عربية، وبصفته ممثل الجمهور في الكنيست عن عصابات منتهكي القانون، ومساعد إرهاب يهودي في داخل الحكومة، فإنه غير مستعد لأن تعزز “إسرائيل” الجمهور العربي “فلسطينيي 48” المستضعف وتحاول العمل من أجل تقليص الفوارق بعد سنوات من الإهمال بدلاً من المس به أو إهماله أكثر فأكثر.

عمليا يتطلع “سموتريتش” لأن يساوي مكانة فلسطينيي 48 مع مكانة إخوانهم الفلسطينيين في الضفة وفي غزة المحتلتين، وهو يسيء استخدام القوة التي أعطيت له بصفته وزير المالية كي يدهور أكثر فأكثر وضعهم وينتهك قرارات حكومية والتزامات مالية سابقة، وهو يرفض الآن تحويل مئات ملايين الشواكل التي وعدت بها السلطات المحلية العربية في إطار استئناف الخطة الخماسية للسنوات الخمسة التالية (خطة 550) – استمرار للخطة السابقة التي أقرت في حكومة “بنيامين نتنياهو” (خطة 922): وهو يجمد تحويل نحو 300 مليون شيكل للسلطات المحلية العربية ويوقف تمويل التعليم العالي للفلسطينيين سكان شرقي القدس (200 مليون شيكل).

يترأس وزير المالية “موشيه أربيل” من حزب (شاس) الاعتراض على محاولة التنكيل بالسلطات المحلية العربية، وهكذا “حاييم بيبس” رئيس مركز الحكم المحلي ورجل “الليكود” الذي توجه لـ “نتنياهو” في هذا الشأن، وتوجه رؤساء مؤسسات التعليم العالي في القدس هذا الأسبوع بكتاب لـ “رئيس الوزراء” وحذروا من آثار وقف الخطة، التي ساعدت في رفع معدل الطلاب من شرقي المدينة ممن يتعلمون في مؤسسات التعليم العالي في “إسرائيل”، وسرعت أيضاً انخراطهم في أعمال نوعية في المدينة.

ويدعي الرؤساء بأن “سموتريتش”، يترك الشبان لمصيرهم يواجهون حياة جهل، وفقر، وجريمة وإرهاب، ولكن هذا بالضبط ما يسعى إليه “سموتريتش”، الوزيرة “غيلا جمليئيل” هي الأخرى تعارض الاقتصاد الكهاني لسموتريتش.

في المناخ الحالي المريح للكهانيين وللجبناء ليس من البديهي أن يوجد معارضون يرفعون الصوت ضد السياسة العنصرية لأعضاء الحكومة، المشكلة هي أنه رغم معارضة الوزراء، رؤساء الجامعات، الشباك، رئيس بلدية القدس “موشيه ليئون”، وكذا رئيس هيئة الأمن القومي “تساحي هنغبي”، يبدو أن “سموتريتش” يحظى بدعم “نتنياهو” في هذا الشأن، كما قال أمس: “أنا أنسق مع رئيس الوزراء وتلقيت موافقته”.

سياسة “سموتريتش”، بإسناد “نتنياهو”، هي جريمة كراهية ضد فلسطينيي 48، عمليا “حكومة نتنياهو” هي جريمة كراهية ضد السكان كلهم وفقط إسقاطها سيضع حداً للمصيبة التي توقعها بالكيان.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى