أخبارمقالات

أيام من الانحطاط

“نتنياهو” لا يُقيِم الضغط الأمريكي بشكل صحيح

ترجمة الهدهد

تتفاقم الأزمة بين الولايات المتحدة “وإسرائيل”، وهناك تقدير متزايد في واشنطن بضرورة إنقاذ “إسرائيل” من نفسها، إنه بالفعل تدخّل أميركي في شؤون “إسرائيل” الداخلية، وهي ظاهرة غير مألوفة، لكنها ليست ظاهرة جديدة.

لا يتعلق اهتمام الولايات المتحدة فقط بالتعديلات القضائية، ولكن أيضاً بمعاملة الفلسطينيين والعنف في الضفة الغربية، وأكثر من ذلك، فإن الأميركيين قلقون من أن الخلاف الداخلي في “إسرائيل” يضر بردعها ضد الأعداء في المنطقة، وخاصة ضد إيران.

هناك علاقة خاصة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، لذا تعتقد “إدارة بايدن” أنه مسموح لها بمطالبة “إسرائيل” بمزيد من الاعتبار لمواقفها، إنهم غاضبون من تصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف التي أضرت بالولايات المتحدة الأمريكية ويقولون إن الرئيس ونائبه ووزراءه لا يفهمون ما يحدث هنا.

افتراض “نتنياهو” خاطئ

افتراض “نتنياهو” بأن الولايات المتحدة لن تذهب بعيداً في ضغطها على “إسرائيل”، بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في عام 2024، هو افتراض خاطئ، فيهود أمريكا لا يوافقون على سياسة “الحكومة”، سواء في الأمور القانونية أو في مسائل “الصراع الفلسطيني”، وهم من يضغط على بايدن لاتخاذ مواقف أوضح تجاه” إسرائيل”.

تنظر الولايات المتحدة إلى الخلاف بين أطراف الائتلاف أكثر من الخلاف بين الائتلاف والمعارضة.

لقد أكد لهم “نتنياهو” أنه يسيطر على الأمور، لكن في نظرهم فالعناصر الأكثر تطرفاً بالائتلاف هم “سموتريتش” و”بن غفير”، لأنهم من يملون الخطوات، ولهذا يضغطون عليه للتعامل معهم وتلطيف “سياسة الحكومة” سواء في الشؤون القانونية أو في قضايا “الصراع الفلسطيني”.

يمثل مقال المحلل “توماس فريدمان” موقفاً أكثر تطرفاً للإدارة تجاه “نتنياهو”، لكنه في تقديري يكثف الانتقادات إلى حد معين، لأنه يستخدم مفهوم “إعادة التقييم للعلاقات مع إسرائيل”، ما يعني الإضرار بإمدادات النفط الأسلحة لـ “إسرائيل”، كما حدث عام 1975.

المواقف الأخيرة – إشارات لـ “نتنياهو”

في هذه المرحلة، قد يتم التعبير عن استياء الولايات المتحدة بشكل أقل في العلاقات العسكرية والأمنية وأكثر في المجالات السياسية، وخاصة في الدفاع عن “إسرائيل” في المؤسسات الدولية للأمم المتحدة ووكالاتها.

كل المواقف الأمريكية الأخيرة هي إشارات لـ “نتنياهو” بأنه بحاجة لتغيير سياسته، وإلا ستزداد الأزمة سوءاً، لذلك، ما يجب القيام به، خاصة على خلفية تعزيز إيران النووي، هو أخذ المواقف الأمريكية في الاعتبار أكثر، والتقليل من الانتقادات التي لا أساس لها من الصحة تجاهها، والاعتدال في تلك القضايا التي تهمهم.

ليس فقط الشؤون الداخلية هي التي تزعج الإدارة في الولايات المتحدة، ولكن أيضاً السلوك في الضفة الغربية.

يعتقدون أن “الحكومة” لم تتعامل بشكل صحيح مع اعتداءات المستوطنين اليهود في حوارة وقرية ترمس عيا، التي هي إشكالية أكثر، لأن العديد من سكانها من المواطنين الأمريكيين.

صحيح أن التصريحات الأخيرة للولايات المتحدة يمكن سماعها على أنها دعم للاحتجاجات، لكنها تتعلق أكثر بكثير بالعلاقات داخل الائتلاف ومطالبة “نتنياهو” بالسيطرة على العناصر المتطرفة وأن يكون هو من يملي عليهم السياسة، وليس العكس.

المصدر: معهد القدس للاستراتيجية والأمن

البروفيسور “ايتان جلبوع”/ خبير في الاتصالات الدولية والدبلوماسية العامة

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي