
#ترجمة_الهدهد
صحيح، بشكل عام، إنها ماسورة مجوفة بها مادة متفجرة صغيرة ورأس مصنوع من الورق المقوى، ولكنه في النهاية صاروخ، أُطلق من شمال الضفة وسقط في مقبرة في “جلبوع” ومؤشر على أشياء قادمة، ومن يستخف بخطر صاروخ لديه ذاكرة قصيرة، مثل الذي استخف ببالون مع خيط مربوط بخرقة ممزوجة بالوقود طار من غزة وأحرق أكثر من ربع مليون دونم من الحقول بالقرب في غلافها.
أتذكر نظرة الإستهانة من قبل قائد المنطقة الجنوبية اللواء “إيال زمير” عندما سألته عما تنوي القيادة فعله مع تهديد البالونات الحارقة الجديد من قطاع غزة، الوجه المزدري والابتسامة المتكلفة والإجابة المحيرة “هل تتوقع مني أن أطلق صاروخًا على الذين يطلقون البالونات” لا، فأجبته، أتوقع ألا تستهين بالتهديد، هكذا انتهت محادثتنا.
في وقت لاحق حولت غزة التهديد إلى أنه جعل “الجيش الإسرائيلي” يقوم بتنفيذ مئات الهجمات في قطاع غزة، وتسبب في اغتيال نشطاء “إرهابيين”، وفي النهاية فقط عندما تقرر مهاجمة “المطلقين”، توقف تهديد “إرهاب الحرائق”.
يُحسب لضباط القيادة الوسطى في جيش العدو، أنهم لا يستخفون بالصواريخ البدائية الصنع، أحد أسباب قيامهم بعملية الأسبوع الماضي في جنين كان من بين أمور أخرى بسبب محاولة حماس إطلاق صاروخ من شمال الضفة الغربية.
في 26 يونيو تم تحميل مقطعي فيديو على الشبكات يظهران صاروخًا بدائيًا يطير في السماء، فحص “الجيش الإسرائيلي” لساعات عما يدور الحديث وعندما تبين أن الفيديو كان أصليًا سارع إلى الطمأنة على أنه “صاروخ مرتجل برأس يدوي مصنوع من الورق المقوى”، ما لم يكن الجيش يعرفه هو أنه إلى جانب الصاروخ البدائي الذي أُطلق، تم إطلاق صاروخ آخر ونجح في الوصول إلى بضع عشرات من الأمتار، على الأكثر 100 متر إلى مقبرة في إحدى المستوطنات في “جلبوع”.
في “القيادة الوسطى” اليوم، على عكس القيادة الجنوبية في ذلك الوقت مصممون على عدم السماح لهذا التهديد بالتجسد، أولاً في الاستخبارات وفي “الجيش الإسرائيلي” و”الشاباك” سيهتمون بالموضوع ويحبطون محاولات تصنيع وإطلاق صواريخ، ثانياً ستجري عمليات الاعتقال وإحباط لأي محاولة لتصنيع أو إطلاق صواريخ.
المشكلة هي أنه لا يوجد معدل نجاح بنسبة 100٪، بقدر ما يتم من جمع المعلومات استخباراتيًا، وقيام “الجيش الإسرائيلي” بعدد العمليات، إذا كان لدى الجانب الآخر العزم والمثابرة ستصل الصواريخ إلى شمال الضفة وتنطلق من هناك، وإذا كان الجيش أكثر تصميماً فسوف يعترض ويحبط هذا التهديد من خلال عمليات هجومية كبيرة.
“من يغفل سيدفع الثمن”، وإذا لم يعد “الجيش الإسرائيلي” إلى شمال الضفة الغربية في فترات زمنية أقصر من ذي قبل وإذا تجرأوا هناك على الوثوق بآجهزة الأمن للسلطة الفلسطينية مرة أخرى، غير “الإرهاب” الذي سيحل علينا، فسيتعين على الجيش هذه المرة أيضًا وضع قبة حديدية في العفولة. يجب عدم الاستهانة بالهدف الصغير لأن الصغير كلما مر الوقت يكبر مهما كان صغيراً. من يختار التقليل من شأن التهديد اليوم سيترك ميراثاً سيئاً لمن سيأتي بعده.
ماكور ريشون/ بقلم نعوم أمير
Facebook Comments