
ترجمة الهدهد
مع دخول العملية العسكرية في مخيم جنين للاجئين يومها الثاني و”المنظومة الأمنية” لدى العدو ترفض تحديد موعد لنهايتها، لكنها تدرك المخاطر التي قد يجلبها البقاء المطول هناك.
ووصف جيش العدو صباح اليوم، العملية في جنين التي بدأت بعد منتصف الليل بـ “كمداهمة على مستوى لواء ” فقط وتجنب تسميتها “عملية”، وفي الساعات الأولى تحدثوا حتى على المستوى السياسي عن “نشاط” وليس عملية.
لكن من الواضح بالفعل أن هذه ليست غارة (تحرك عسكري تتغلغل فيه قوة ما في مناطق معادية وتهاجم وتنسحب) بل بالأحرى تحرك يبدو أنه بقاء أو مكوث عملياتي في منطقة القتال.
سيبدأ الساعات المقبلة حوالي ألف مقاتل من لواء “الكوماندوز” ووحدات استطلاع المشاة في جيش العدو يومهم الثاني في جنين، ولا يوجد مسؤول “إسرائيلي” مستعد بالتعهد متى سينسحبون، بعد استشهاد ما لا يقل عن ثمانية مسلحين، وإصابة أكثر من 100 شخص، واعتقال العشرات بزعم مقاومتهم للعدو.
وقال رئيس حكومة العدو “بنيامين نتنياهو” في بيانه مساء اليوم، إن العملية ستستمر طالما كان ذلك ضروريا حتى تكتمل المهمة.
وقال قائد المنطقة الوسطى اللواء “يهودا فوكس” عند معبر سالم على مدخل جنين “لا أعرف كم ستستمر العملية وإذا علمت فلن أقول، والقتال مازال مستمرا”.
حتى لو غادر جنود جيش العدو جنين الليلة وانتهت العملية، لا تستبعد “المنظومة الأمنية” لدى العدو، العودة إلى عمليات مماثلة في المستقبل وتقول، “كما انتظرنا اللحظة المناسبة بعد إطلاق عشرات الصواريخ علينا من غزة قبل ثلاثة أشهر وفقط في الوقت الذي يناسبنا تم اغتيال كبار قادة الجهاد العسكريين في غزة، وهكذا عملنا في جنين الآن وسنعمل بهذه الطريقة في المستقبل في أماكن أخرى، وفقًا للجداول الزمنية الجيدة بالنسبة لنا التي تزيد من الضرر لدى العدو، وتفاجئه وتسمح بالمبادرة والهجوم مع حماية جنودنا”.
ويقول مسؤولون أمنيون إن المعنى هو أن هذه قد تكون أول جولة قتال حقيقية وطويلة في الضفة الغربية، في قلب الأراضي الفلسطينية، على غرار الجولات التي جرت في قطاع غزة خلال العقدين الماضيين.
وأكد اللواء “فوكس”، أن هذه العملية “ليست مستقلة و ستكون هناك سلسلة من الأنشطة هنا، وعندما ننتهي من هذه العملية التي تقوم بها فرقة الضفة الغربية، سنعود إلى هنا بعد بضعة أيام أو بعد أسبوع، ولن نسمح بهذا الوضع الذي يكون فيه مساحة تسمح بتنفيذ هجمات تؤذي “مواطني دولة إسرائيل”.
في قيادة المنظومة الأمنية وبين المسؤولين على المستوى السياسي، يعملون حاليًا على تقوية السلطة الفلسطينية، “من مصلحتنا ومن المهم جدًا تقويتها وليس إضعافها، نحن نعمل على هذا و نأمل أن تسمح الظروف التي ستنشأ بعد العملية بعودة الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية إلى العمل هناك”، هكذا يقولون.
في الوقت نفسه، تتابع “إسرائيل” إعلان “أبو مازن” عن انتهاء التنسيق الأمني، ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس السلطة الفلسطينية عن ذلك، فإن الأمر لم يتم التعامل معه باستخفاف، وهو أحد العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار بمواصلة العملية.
وقالت شخصيات سياسية بارزة إن “إسرائيل” غير معنية بإنهاء السلطة الفلسطينية: “نحن مهتمون ببقاء السلطة وننقل رسائل حول هذا الموضوع”.
وأضاف قائد المنطقة الوسطى عن العلاقة مع السلطة الفلسطينية وقال :هناك نوع من التنسيق، نحن لا نعمل ضد السلطة، بل ضد الجهاد وحماس.
المصدر: يديعوت أحرونوت
Facebook Comments