أخبارشؤون دولية

هل رهنت السعودية تطبيعها مع “إسرائيل” بالقضية الفلسطينية؟

ترجمة الهدهد

استبعدت صحيفة هآرتس أن يتم تنفيذ ما ذكرته وسائل إعلام تابعة لـ “حكومة نتنياهو” بالتوصل لاتفاق تسيير رحلات جوية بين مكة ومطار “بن غريون”، لنقل حجاج الداخل المحتل 1948 خلال موسم الحج هذا العام.

ومن المقرر أن يغادر معظم الحجاج إلى المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة، وقد اشتروا بالفعل تذاكر طيران من الأردن

كما شككت “هآرتس” في تصريحات “المسؤولين الإسرائيليين” بأنه لا يوجد التزام للمملكة السعودية تجاه القضية الفلسطينية، كونها العائق الحقيقي لأي عملية تطبيع محتملة بين كيان العدو والسعودية.

القضية الفلسطينية قبل التطبيع

نقلت صحيفة “هآرتس” تصريحات المتحدث باسم السفارة السعودية في الولايات المتحدة، فهد نزار، أن اتفاق التطبيع مع “إسرائيل” لن يكون ممكناً إلا إذا انتهى “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

وأضاف نزار: “إسرائيل لديها إمكانات كبيرة، والتطبيع يمكن أن يكون جيداً في عدة أمور مثل العلاقات التجارية والثقافية، ولكن لكي تتخذ المملكة هذه الخطوة، نحتاج إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

تعد السفارة السعودية في واشنطن من أكثر السفارات التي أغلقت أبوابها لوسائل الإعلام، ونادراً ما تُجرى مقابلات مثل التي أجراها نزار أول أمس (الأحد) مع قناة عرب نيوز، ومقرها السعودية وتنشر باللغة الإنجليزية.

وتناولت معظم المقابلة العلاقات مع الولايات المتحدة التي وصفها المتحدث بأنها “قوية ومستقرة”، بل وسلطت الضوء على الزيارات الأخيرة لبعض كبار أعضاء إدارة بايدن إلى المملكة، كما تطرق نزار إلى المصالحة مع إيران وأوضح أنه “لم يتم حل جميع الخلافات بين الجانبين”.

وعن إسرائيل قال نزار: “موقف المملكة العربية السعودية من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني معروف ومتسق منذ سنوات طويلة، وقد قدمت المملكة العربية السعودية مبادرة السلام العربية في عام 2002، والتي في إطارها يقدم العالم العربي بأسره التطبيع مع إسرائيل، مبادلة حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وهذا الاقتراح ما زال مطروحاً على الطاولة، ونأمل أن يعود الطرفان للحديث مع بعضهما بعضا لتسوية النزاع “.

وصرح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان الأسبوع الماضي “أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو مصلحة إقليمية ستجلب الكثير من الفوائد، ولكن دون معالجة التحدي الفلسطيني، ستكون الفوائد محدودة، يجب أن نركز مرة أخرى على تعزيز حل الدولتين”.

ولم يذكر بن فرحان اسم “إسرائيل” في كلماته.

وأوضح فرحان أن الارتباط بين القضية الفلسطينية والتطبيع مقبول أيضاً لدى الإدارة في واشنطن: “هذا أيضاً هو موقف الولايات المتحدة، ومن المهم مواصلة هذه الجهود”.

في الأسبوع الماضي، قام وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكين” بزيارة المملكة العربية السعودية، والتقى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبحث الاثنان الاتصالات مع كيان العدو.

قبيل رحلته أكد “بلينكن” في خطاب أمام اللوبي المؤيد لـ “إسرائيل” في واشنطن أن “التطبيع بين السعودية وإسرائيل لا يمكن أن يأتي على حساب التقدم بين إسرائيل والفلسطينيين”.

فجوات كبيرة

قد زعم مسؤولون كبار في كيان العدو في الأشهر الأخيرة أن القضية الفلسطينية لا تشكل عقبة أمام تقدم محادثات التطبيع مع السعودية.

في كيان العدو، يميلون إلى التقليل من الالتزام السعودي تجاه الفلسطينيين، ويزعمون أن العقبة الرئيسية في طريق التطبيع هي مطالب السعودية من الإدارة في واشنطن وعلى وجه الخصوص رغبة المملكة في تطوير برنامج نووي مدني بدعم.

لكن تصريحات السعوديين في الأيام الأخيرة، وكذلك خطاب “بلينكن”، تلمح إلى أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين حكومة العدو والقيادة في السعودية حول حل القضية الفلسطينية.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي