أخبارترجمات

الصفقة:

تسهيلات في الاتفاق النووي مقابل التقرب من الرياض

ترجمة الهدهد

يبدو أن “إسرائيل” لم تنجح في منع الولايات المتحدة من الاقتراب من اتفاق نووي مع إيران، برغم سافر وزير الشؤون الاستراتيجية “رون ديرمر” ورئيس مجلس الأمن القومي “تساحي هنغبي” أمس لعقد لقاءات في الولايات المتحدة في الموضوع، وليس واضحاً مع أي إنجازات سيعودان إلى الكيان، وبأي قدر ستكون هذه الإنجازات ذات مغزى.

يبدو أن لقاءاتهما في الولايات المتحدة ستتركز في موضوعين حرجين:

  • السعي المتجدد لـ “إدارة بايدن” في التوصل لاتفاق مع إيران.
  • وكذلك في إمكانية الدفع قدما باتفاق تطبيع مع السعودية.

من خلف الكواليس يتبين أن الأمريكيين يربطون الموضوعين معاً… كيف ذلك؟

تسعى الولايات المتحدة لتهدئة الساحة الشرق أوسطية، أمام السعي الذي لا يتوقف من جانب إيران لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من 90 %، وأبعادها عن الهدف بشكل دبلوماسي.

ومقابل المعارضة المحتملة من جانب “إسرائيل” في اتفاق من هذا النوع، وحقيقة أن إمكانية الهجوم لم تسقط أبداً عن الطاولة، ظهرت إمكانية العمل على اتفاق تطبيع بين “إسرائيل” والسعودية، كسبيل لتهدئة “الجبهة الإسرائيلية”.

جهات سياسية سابقة في مكتب رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” يميلون لقبول الصفقة المتراكمة، وفي مثل هذه الحالة، ثمة من يقولون أن هذا سيكون “اتفاق استسلام”.

“يعملون بكل طريق”

عملياً، لم تيأس “إدارة بايدن” أبداً من حل دبلوماسي مع إيران، رغم الخروقات المتكررة من جانب إيران حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهدف الولايات المتحدة هو إعاقة إيران قدر الإمكان للوصول إلى مستوى تخصيب 90%، بثمن تراه طفيفاً: اتفاق انتقالي غير متشدد، ورفع جزئي للعقوبات يسمح بضخ المليارات للاقتصاد الإيراني المتعثر.

وبحسب مسؤولين سياسيين سابقين: “إن حقيقة عدم اتخاذ خطوات علنية من جانب إسرائيل ضد الاتفاق المحقق، تشهد على موافقة من تحت السطح، وإلا فقد كان نتنياهو سيعمل مثلما عمل في 2015”.

بالمقابل، تفيد التقارير عن أن “إسرائيل” لم تعد تعمل ضد الاتفاق، وبحسب مصدر في مكتب “نتنياهو” رداً على سؤال من “إسرائيل اليوم” أن “إسرائيل لم تغير موقفها”، شرح قائلاً: “إسرائيل تعمل بكل طريق ممكن، في كل القنوات وعلى كل المستويات، ضد كل محاولة للسماح لإيران بالوصول إلى قدرات نووية وسلاح نووي، أحد الطرق هو اللقاءات القريبة التي سيعقدها ديرمر وهنغبي في الولايات المتحدة، في المقابل هناك تعتيم على هذه اللقاءات”.

أكد الباحث في البرنامج النووي الإيراني في معهد بحوث الأمن القومي “داني سترينوبتس”، بأن الأمريكيين معنيين بالاتفاق، وقال: “من ناحية سياسية، بايدن لا يمكنه أن يعود إلى الاتفاق الأصلي لأنه ببساطة لن يتمكن من إقراره في الكونغرس”.

وأضاف: “الإدارة الأمريكية لا تزال قلقة جداً من أن إيران توجد على مسافة خطوة من التخصيب إلى مستوى 90 %، وعليه فيتعين عليهم أن -يشدوا البراغي- كي لا يصل النظام الإيراني إلى ذلك”.

من جهة أخرى، يريد الإيرانيون العودة إلى الاتفاق لأنهم يحتاجون إلى التسهيلات والتحرر من العقوبات النفطية وهذا هو الأمر الأهم بالنسبة لهم.

على حد قول “سترينوبتس”، ففي الوضعية الناشئة “توجد للطرفين إمكانية للوصول إلى اتفاق صيغة نووية محدودة يتفق فيها على وقف التخصيب فوق 20%، مقابل تخفيف معين في العقوبات وضخ الأموال كنتيجة لذلك في الاقتصاد الإيراني.

منع الهجوم

وصف رئيس هيئة الأمن القومي سابقاً، “مئير بن شبات”، الذي يشغل اليوم رئيس معهد “مسغاف للأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية”، هذا الاتفاق كاتفاق استسلام، وعلى حد قوله فإن “اتفاقاً يبقي إيران قريبة من دولة حافة نووية، يفرج لها عن أموال ويسمح لها بمراكمة القوة – هو اتفاق سيئ”.

كما يدعي “بن شبات” التأثير السلبي على المنطقة كلها الذي تبثه مثل هذه الخطوة التي تسمح لإيران بمواصلة الحفاظ على ترسيخ نفسها في الخريطة الإقليمية والعالمية.

الإحساس بأن الحديث يدور عن “اتفاق استسلام” يتعلق بمن ينظر إليه، فعلى حد قول “سترينوبتس”، تكاد لا تكون خيارات أخرى على الطاولة في السياق الإيراني إذا كانوا لا يريدون الوصول إلى الهجوم.

المصدر: “إسرائيل اليوم”/ “شيريت افيتان كوهن”

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى