كلمة رئيس هيئة أركان جيش العدو في مؤتمر “هرتسيليا”

ترجمة الهدهد
المُحاور: مساء الخير، يشرفنا، وهذا أمر يجلب الانفعال والمشاعر بشكل كبير، أن رئيس هيئة الأركان العامة الفريق “هرتسي هليفي” وافق على دعوتنا كي يشاركنا بأفكاره حول الحاضر والمستقبل.
أريد أن أقول لكم أنه من وجهه نظر تاريخية، رئيس الأركان، ولأسباب تشكل تحديا كبيرا، هكذا نسمي الأمور، يجسد هنا قيادة رائعة قائمة على قيم كثيرة جدا. لا أريد أن آخذ من وقته، أدعو رئيس هيئه الأركان العامة ليقول كلماته.
رئيس هيئة الأركان، “هرتسي هليفي”: مساء الخير، شكرا يا عاموس على الدعوة. وشكرا على الفرصة، أنا في مؤتمر موضوعه هو: “الاستراتيجية والتخطيط في عصر عدم الوضوح“.
أريد الحديث بمديح متواضع للبروفيسور “راخيمان”، ليس بمديح الجامعة، اسمح لي، وكذلك ليس بمديح مدينة “هرتسيليا”، إنما بمديح “هرتزل”. وهذا قريب ليس فقط بسبب علاقتي بالاسم. لقد كتب “هرتزل” كتاب دولة اليهود، قصة كيف يجب إنشاء وطن للشعب اليهودي، خطة مفصلة جدا، وكتب كذلك “ألتلو أيلند” كقصة غرامية من أجل الرؤية: الحلم والاستراتيجية.
نحتاج التخطيط ونحتاج كذلك الكثير من الخيال. وأنا أقوم بتوزيع نسخ مشتركة لكلا الكتابين في أوساط الضباط الكبار بهيئة الأركان العامة: كتاب دولة اليهود، وكتاب “ألتلو أيلند” حيث هناك رؤية يوجد فيها خطة ويوجد فيها كذلك نثر (أعمال نثرية)، وبهذه الروح سوف أتحدث عن ثلاثة أمور:
أولاً عن تقدير الموقف، وسأتحدث كذلك عن الحملة التي كانت في غزة قبل حوالي أسبوع ونصف، كما سأتحدث عن الخطة متعددة السنوات.
الجيش الإسرائيلي يعيش بهذه الفترة في بداية إجراءات التخطيط، وبلورة خطة متعددة السنوات التي سترافقنا في السنوات القريبة القادمة. أنا هنا سأتحدث فقط عن حملة إعداد هذه الخطة، والأمور الأولية للتوجهات. وكذلك سأتحدث عن قضايا مختلفة بمجال الجيش والمجتمع بالطبع. لكن بداية سأتحدث عن تقدير الموقف وسأبدأ بالحديث عن المجال الاستراتيجي.
يعيش العالم حالة من التغيير الكبير جدا والكثير من الأزمات، وهذا التغيير يجري بوتيرة عالية، وعدم الوضوح يرتفع بالمجمل، وهو ما يقودنا إلى عنوان المؤتمر.
عندما ترتفع نسبة عدم الوضوح، الأمر المهم هو أن الرؤية والاستراتيجية يجب أن تكون واضحة جدا. نحن يجب أن نستنتج من ذلك أنه مطلوب هوامش أمنية واسعة جدا.
عندما ننظر إلى الدول العظمى، نرى منافسة متزايدة بالأساس بين أمريكا والصين. ونحن نرى الصين كذلك لها رغبة كبيرة لموطئ قدم حقيقي جدا في المنطقة، عذرا، وأكثر في منطقتنا.
نحن ننظر لإيران ليست كدولة عظمى، لكن دولة كبيرة وسوف اتحدث عنها، إيران بحالة تنافس، وهو تنافس حضارات. (صراع الحضارات) كتاب مهم تم كتابته في وقت ما نهاية سنوات الثمانينيات للكاتب هنتنجتون وهو يسميه بصدام الحضارات.
هذه حرب ليس ضد دولة إسرائيل أو ضد الولايات المتحدة، هذه حرب ضد الغرب وضد وجود قيمه هنا. تدور اليوم حرب في العالم اعتقد الكثيرون أنها لن تقع في هذا العصر: حرب روسيا أوكرانيا. وأريد ان أذكر هنا عبرتان، والتي أعتقد أنها ذات صلة كذلك بالنسبة لنا؛ الأولى حول الحرب العصرية، طريقة القتال، روسيا دخلت الى أوكرانيا كما يدخل جيش حروب القرن العشرين وقابل قوة متفرقة (مبعثرة) كما يتجهز عدو في القرن الواحد والعشرين. هذا اللقاء بين القوة المركزة والقوه المتفرقة (المبعثرة) خلق أمر مهم جداً ويجب أن نقول إنه خلق الكثير من الأفضليات والتفوق للعدو المبعثر. ودلالة هذا الأمر سأتحدث عنه عندما أتحدث عن الخطة متعددة السنوات. فالجيش الإسرائيلي عليه أن يعرف كيف يبني نفسه بشكل يستطيع فيه مواجهة عدو مبعثر، وقتال عصري يتناسب مع القرن 21، وفي معرض حديثي سأرسم بخطوط عامة كيف يجب أن تبدو حربا كهذه.
العبرة الثانية من حرب روسيا أوكرانيا، وهي فكرة ليست عصرية، وهي مطلوبة في بقية الحروب، روح القتال. نحن نرى بهذه الحرب، أن هناك موازين جافة للقوات كانت على الورق في بدايتها وانقلبت في ظل روح قتالية محددة وروح القتال هو أمر هام جدا. ولو أردتم يوجد وثيقة لاستنتاجاتي بالنهاية.
الدفاع عن دولة إسرائيل يجب أن تبقى مهمة قيمية (أخلاقية)، مهمه قومية مهمة سامية، كي يرتبط الجميع بروح القتال، لهذا الأمر سمعت كلامك يا رئيس مجلس الأمن القومي حول الولايات المتحدة، وأنا سوف أعزز هذه الكلمات من زاويتي العسكرية.
الولايات المتحدة الأمريكية هي الحليف الأهم لنا، حليف استراتيجي، ونحن نريد أن تبقى معنا لسنوات طويلة قادمة، إلى جانب ذلك، وفي ظل المتغيرات بالعالم، وفي ظل تعاظم وتطور الإجراءات، دولة إسرائيل يجب أن تكون مبنية لتعرف وحدها كيف تفعل أكثر، ونحن دوما سنحتاج الى شركاء أقوياء جداً معنا، وبالطبع الولايات المتحدة، النموذج الجيد، عفوا، النموذج الجيد للفرصة.
نحن انتقلنا بالفترة الأخيرة، في دولة إسرائيل، من مسؤولية (اليوروكم) المنطقة الأوروبية في الجيش الأمريكي إلى مسؤولية (السنتكوم) قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي. وهي المسؤولة كذلك عن كل الدول المعادية لنا ومسؤول كذلك عن الدول التي يوجد لدينا معها فرص واتفاقيات سلام.
في الحاضر وربما كذلك في المستقبل، هذه الفرصة فرصة كبيرة، فالولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تحصل هنا على تأثير حقيقي كبير، بدون زيادة التواجد وذلك بواسطة دمج إسرائيل عبر تحالفات مع دول أخرى، وهذا الأمر بالنسبة لنا يوجد له أهمية كبيرة جدا.
أنا أقول بالخلاصة في القسم الاستراتيجي وبالنظر الى الأمام، إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتم اعتبارهم في منطقتنا أنهم أقوياء جدا، لكن بالطبع لا يوجد لدينا الامتيازات لأن نفترض أن واحدة من الجبهات ستكون هادئة على مدار كل السنوات القادمة وهذا يجبرنا للاستعداد.
سأنتقل للحديث عن الجبهات، وسأبدأ بالحديث عن منطقة ما هناك بعيدة، رأس المحاور، وسأبدأ بالحديث بالذات عن إيران. نحن ننظر لإيران من منظورين، التهديد النووي والتهديد الإقليمي. إيران في مسارها النووي تقدمت في السنوات الأخيرة في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي مرة مضت. ونحن نفحص عن قرب كذلك المجالات الأخرى بالطريق لامتلاك قدرة نووية. وبدون الدخول الى تفاصيل بسبب الوقت، أقول إنه يوجد تطورات سلبية محتملة بالأفق قد تؤدي الى عملية، يوجد لدينا قدرات وللأخرين يوجد قدرات. وهذا الموضوع هو موضوع جوهري جدا وهام.
من المنظور الإقليمي، إيران تتدخل في كل موضوع حولنا، بكل موضوع ضدنا، بالتوجيهات بالعلم بالمال، كل عدو نقابله بمستوى كهذا وغيره يوجد هناك البصمات الإيرانية. يوجد لدينا القدرة للمساس بإيران، نحن لسنا غير مبالين لما تحاول إيران فعله أو ما تقوم ببنائه حولنا. وأنا أسمح لنفسي بالقول إن إيران من الصعب جدا أن تكون غير مبالية أيضاً في ظل الخط الذي نتخذه نحن.
يوجد ظاهرة في الشهور الأخيرة، وهي تقارب دول المنطقة مع إيران. لا اعتقد أن هذه الظاهرة نابعة من ذلك، تريدها بحق، باتفاقيات سلام أو تؤمن بقدراتها لفعل أمر كهذا. أعتقد أن هذا نابع بالأساس من الرغبة لتخفيف درجات الحرارة في المنطقة، وليس بالضرورة للوصول الى مواجهات كبرى، وهذا خيار الدول.
بنهاية الجزء الإيراني، وبالأساس كي يخدمني هذا فيما بعد عندما أتحدث عن الخطة متعددة السنوات، أريد الحديث عن إيران بخمس نقاط فرعية لكل من يريد أن يفهم ما هو هذا التهديد بالنسبة للجيش الإسرائيلي:
- إيران بعيدة، 1500 كيلو متر من هنا، وهذا متعلق الى أين نقيس. كذلك بالنسبة للقوة الجوية، مسافة 1500 كيلو متر هذا ليس عملية بسيطة. الجيش الإسرائيلي تم بناؤه للقيام بحروب في الباحة الخلفية للمنزل. لا يوجد لدينا قوات للتوسع بعيد المدى، وهذا الأمر ليس موجودا في ثقافتنا العسكرية، ونحن يجب علينا أن نقوم ببناء هذه القدرات.
- إيران هي دولة كبيره حوالي 70 ضعف من مساحة دولة إسرائيل، وعندما تقوم بنشر قدراتها على هذه المساحة علينا أن نعرف أين توجد هذه الأمور وأن نكون قادرين على إصابة كل نقطة فوق كل هذه المنطقة العظيمة، وهذا تحدي مختلف عما قمنا بفعله بالماضي.
- إيران كبيرة في السكان بعشرة أضعاف من دولة إسرائيل.
- إيران لديها اقتصاد كبير ولكن ليس متطور. والأمر متعلق كيف يتم قياس الناتج القومي، أنا لن أقوم هنا بوضع خلاصة، يوجد هنا عدة خبراء في مجال الاقتصاد، لكن بطرق مختلفة، يوجد لها اقتصاد بحسابات واحدة هي مشابه للناتج القومي لدينا وبحسابات ثانوية هي أكبر بقليل.
- خامساً هو المهم وهو فرصتنا، الناتج القومي للشخص في دولة إسرائيل هو تقريبا أربعة أضعاف بالمقارنة مع الناتج القومي للشخص في إيران، وهذه هي فرصتنا، وهي نوعية.
وسأنتقل من هنا للحديث عن لبنان
للحديث عن التمثيل الأقوى لإيران هنا في المنطقة. نحن ننظر للبنان، دولة ذات مشاكل اقتصادية واجتماعية صعبة جدا، دوله تعيش في أزمة عميقة جدا.
أريد الحديث عن تعاظم القوة العسكرية والردع، وبالأساس عن هذه الأمور:
- التعاظم العسكري في لبنان لحزب الله هو تحدي مركزي بالنسبة لنا. نحن نؤخرها نحن نعيقها، ومن الصعب الحفاظ على هذا الأمر بشكل تام. ولذلك يجب القيام بأمرين:
- الاهتمام دوما بالحفاظ والزيادة لفجوة جوهرية نوعية بين وتيرة التجهيزات والتحسينات التي نقوم بها نحن وبين ما يفعلونه هم.
- والأمر الثاني، دراسة التوقيت لمبادرة قد يمكنها للتوصل الى التفوق.
- المصطلح الثاني الردع، أريد في 60 ثانية ترتيبه لأنه يستخدمونه كثيرا، وهو مصطلح نسبي. عندما أقول إنني الآن مردوع من الخروج الى الركض في ماراثون في ساعة الظهيرة الحارة جدا، فهذا جملة واحدة. أنا لست مردوعا من الخروج للركض 5 كيلو متر في الخارج الآن، وهذا يعني ان الردع دوما يكون بالتناسب مع شيء ما.
وبهذه الروح أنا أريد القول إن نصر الله لا يركض في الماراثونات كما هو معروف لي. لكن أريد القول إن حزب الله مردوع جداً من حرب شاملة ضد إسرائيل. هو يعتقد أنه يفهم كيف نحن نفكر وهذا التفكير يقوده الى الجرأة وتحدينا بالأشياء التي هو واثق أنها لن تؤدي الى حرب.
أرى في هذا الأمر سكة جيدة لخلق مفاجآت، في حالة الضرورة يوجد لدينا جهوزية جيده للحرب في الجبهة الشمالية وهي تتحسن حقا كل يوم. مع ذلك يجب القول وأن نعرف، وبدون مبالغة، أن المعركة على الجبهة الشمالية ستكون صعبة على الجبهة الداخلية. نحن سنعرف كيف نواجهها لكن ستكون صعبة، وفي لبنان ستكون أصعب ضعفين وعلى حزب الله أكثر من ذلك. أعتقد انه في ظل الوضع الاقتصادي المتدني في لبنان، سيكون من الصعب جداً على لبنان أن تفوق بعد حرب كهذه.
سأنتقل بالحديث عن سوريا
دولة مرت في العقد الأخير بتغييرات كبيرة جداً. هي بدأت تتعافى والطريق لا تزال طويلة. ولا أستطيع القول إنه تم إطلاق الرصاصة الأخيرة بهذه الحرب الأهلية. سوريا تحافظ على ارتباط قوي مع إيران. إيران تستخدم سوريا كمجال قتال محتمل مع إسرائيل. ونحن كما قلت مسبقا لسنا غير مبالين لذلك.
وأنا سوف أقوم بتذكير بشار الأسد بواحده من المعطيات المهمة جدا، بالعصر الذي يتحدثون فيه كثيرا عن الداتا، كل دولة في السنوات الأخيرة الماضية التي التصقت في إيران هي اليوم دولة فاشلة ومدمرة وبدون مستقبل. وإذا هو أراد البناء بعد هذه الحرب الأهلية فعليه أن ينتبه لهذه الأمور.
يوجد تطورات مهمة في الأسابيع الماضية. في الأسبوع الماضي، وصل بشار الأسد لأول مرة منذ 12 سنة إلى الجامعة العربية، والأسد الذي استطاع البقاء بكل قوته مع سوريا مضروبة ومصابة خلفه بدأ ربما بتردد بالعودة للدخول الى المنطقة. ومن المهم المتابعة ورؤية هل سيتم خلق فرصة بين الدول العربية الأخرى في الجامعة العربية وبين تأثير إيران على سوريا.
الحلبة الفلسطينية
سأتحدث أولا عن الضفة الغربية وبعد ذلك عن غزة، وسأحاول تغطية السلطة وكذلك الفصائل.
يوجد ارتفاع بالعمليات في الضفة الغربية ومن الضفة الغربية. واجبنا هو تحليل الأسباب لهذا الارتفاع؛ أولاً، هناك جيل صغير في السن، شبابي، في الضفة الغربية لم يعش تجربة السور الواقي ويخطئ بالتفكير أنه بقوة الإرهاب سوف يحقق إنجاز هام.
السبب الثاني أن السلطة الفلسطينية تقدم القليل جدا للسكان بالضفة الغربية، وهذا الأمر يثير الإحباط، والإحباط يشمل ما يحدث عندهم في التعامل معنا والتعامل مع العالم، وهذه الأمور هي على ما يبدو ما تقف خلف هذا الارتفاع في العمليات.
وخلافا لما فعلته مسبقا، هنا بالضفة الغربية أريد الحديث أولا عن التكتيك وأنهي الحديث بالذات عن الاستنتاجات الاستراتيجية.
إحباط الإرهاب: الجيش الإسرائيلي يعمل بحزم كبير جدا لإحباط الإرهاب في الضفة الغربية نحن نتوجه إلى كل مكان. وأرى هذه الحملات في الضفة الغربية من مواقع مختلفة منذ أن كنت جندياً وحتى هذا اليوم. مع الاضطلاع بالمنصب الأخير بالجيش، أرى هذا من زوايا رؤية مختلفة وأنا مجبر على القول إنه بالفترة الأخيرة نرى حملات فيها مستوى المخاطرة عالية جدا والقوات تواجه ذلك وتنتصر بفضل قدرات مهنية وقيمية وليس أقل من ذلك قدرات عالية جدا وهذا الأمر يجلب الاعجاب.
وحقا هذا هو المكان للإعراب عن التقدير الكبير لوحدات الجيش الإسرائيلي ولوحدات حرس الحدود وللشاباك التي تساهم في هذه الأمور. وأعتقد أن جميعنا يتمتع من حالة أمنية جيدة بفضل هذا. كل خلية وكل مخرب قام بتنفيذ عملية أو يخطط لتنفيذ لعملية بنهاية الأمر سيقابل قواتنا.
وبالبعد الاستراتيجي الذي سوف أنهي الحديث به وهو الجزء المتعلق بالسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية.
بالضفة الغربية وعلى المستوى الاستراتيجي يجب الامتناع عن حالتين في انعدام انجاز إيجابي ممكن التوجه نحوه، لأنه من الصعب تعريفه الآن ليس فقط بسببنا. يجب اتخاذ طريقة التوجه نحو الخيارات السلبية، وهو المكان الذي لا نريد بأي شكل من الأشكال الوصول اليه. وأنا أقول هنا جملة بسيطة: نفضل سلطة فعالة على فوضى في الضفة الغربية، أو على صعود حماس للحكم بدلا من السلطة الفلسطينية.
في قطاع غزة، ندير الأمور وفق مثلث استراتيجي، نحاول إدارة الاستقرار في القطاع وهي بالطبع تنعكس على الغلاف وعلى جنوبي البلاد وأحيانا على الدولة كلها.
- في المركز الأعلى لهذا المثلث يوجد الردع والجهوزية للتصعيد في منطقة غير مستقرة. وبالتعريف هذا يجب أن يكون الأول.
- وفي قاعدة المثلث هناك أمران، أولها منع تعاظم القوة العسكرية، لا نريد أن نرى ارتفاع بنوعية القدرات. نحن ننجح بالمجمل في مواجهة ذلك بصورة جيدة ليست ممتازة لكن جيدة.
- وفي المركز الثالث المجهود الإنساني المدني. وهو ذلك الذي يساعد في استقرار غزة مردوعة. نعم في واقع مدني نعرفه على أنه معقول، وهو غير مستقر في قاعدته وهذا مهم جدا للحفاظ على ذلك بداخل المثلث.
وبعد أن قمت بوصف هذا المثلث بشكل جيد جدا. يجب أن أشرح ما الذي جرى قبل أسبوعين ولماذا تم خرق المثلث، أريد أن أقول كيف بدأ هذا الأمر. نحن رأينا أن الجهاد الإسلامي يريد أن يدهور الوضع قبل شهر رمضان أو خلال شهر رمضان، ولم نريد أن نمدد هذا الأمر لفتره طويلة من الزمن، لأن هذا التمدد يؤدي بالأساس الى صعوبة ومعاناة سكان الغلاف.
الرشقة الصاروخية على سديروت قبل أسبوعين كانت سبب واضح جدا للرد، حيث كانت في منتصف النهار، وكان أكثر من اللازم وكان يجب معالجته. وتم سؤالنا كثيراً لماذا المعركة في غزة مع الجهاد وليست مع حماس؟ حماس منظمة إرهابية هكذا كانت وهكذا ستكون وأنا لا أعتقد أن هذا سيتغير. كنا نريد في غزة عنوان آخر، وعلى يبدو أن هذا ليس قريبا ولا على النطاق الذي يمكن رؤيته بالعين. يوجد لدينا أدوات عسكرية ومدنية للعمل ضد حماس. نحن نهاجم بغزة في كل وقت يتطلب هجمات صعبة وفعالة. حملة حارس الأسوار خلقت ظروف جيدة جداً للاستقرار.
ويوجد لدينا أدوات مدنية لأن حماس مسؤولة عن الواقع المدني في غزة لأنها تقوم برعاية 2.2 مليون شخص، ولأن الإطار الذي نزل عن السكة هو للجهاد الإسلامي، لذا توجهنا اليه بشكل مركز.
وهنا من المهم لي القول شيء عن الحوار مع المستوى السياسي. بعد الرشقة الصاروخية في سديروت قابلنا المستوى السياسي، وقال إنه يريد رداً مختلفاً وأنا يجب علي أن أقول نحن كنا مستعدين بشكل مسبق، كنا مستعدين لـن مهمتنا هي أن نتوقع طوال الوقت التطورات المستقبلية، وأن نكون مستعدين، وهذه الأمور تلاقت بشكل جيد مع بعضها البعض على طول الحملة وكذلك باتخاذ القرارات للخروج للحلبة، كان حواراً جوهرياً وهاماً مع رئيس الوزراء ووزير الجيش حول هذه الحملة.
الحملة بدأت بالمباغتة (ضربه استباقيه) وهذا يمنحنا تفوقاً هاماً جداً. أصبنا في بدايتها قيادة تنظيم الجهاد الإسلامي، ليس بسبب ما فعلوه في الماضي وهم فعلوا أكثر من ذلك. إنما بسبب نوايا مستقبليه سوف تتطور. منذ اللحظة التي يوجد فيها ناشط إرهابي كبير وجدي والذي يجهز كل ما يستطيع تجهيزه من أجل قتل مواطنين إسرائيليين ومن بينهم أطفال، هو يتحول إلى عنصر يجب إخراجه من الصورة. نحن في البداية نهدد، وننقل رسائل وإذا لم يكفي هذا نتقدم نحو المساس به.
في هذه الحملة قتلنا ستة من القيادات الكبرى في الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي ونشطاء آخرين. نسبة المشتركين وغير المشتركين بالقتال في هذه الحملة وبالتناسب مع حملات في أماكن مبنية ومزدحمة كثير، نسبة جيدة. أنا لا أتساهل مع أي شخص غير مشارك بالقتال يصاب أو يقتل بهذه الحملة. إنجازات الحملة بالتناسب مع هذه النسب مهمة جداً.
وهنا أنا أريد أن أقول عدة كلمات عن قضية المساس بغير المشاركين بالقتال، ولو كنت سأقول جملة واحدة كنت سأقول الكلام التالي، وأنا أقول هذا الكلام وأتحمل مسؤوليته بشكل مطلق: نحن نفعل كل شيء، أي شيء ممكن للامتناع من إصابة غير المشاركين. بالطبع عندما يدور الحديث عن النساء والأطفال. ومن جهة أخرى يجب أن نفهم، نحن نعمل في محيط يوجد به دوما بعد محدد ليس صغيرا من عدم الوضوح والذي نحاول أن نقلصه طوال الوقت.
التوتر بين ضرورة تنفيذ المهمة وإصابة نفس المخرب وبين الرغبة الحقيقية والقوية للامتناع عن إصابة غير المشاركين بالقتال. هذا التوتر دائما موجود. وأنا أقول لكم كشخص قام بصناعة جزء من هذه القرارات. بنهاية الأمر في هذا التوتر يجب اتخاذ قرار عندما يكون لدينا مخربين، حيث أن التخفي بين السكان المدنيين هي جزء من الطريقة العملياتية لهم. لو أننا لم نجد طريقا للمساس بهم، سوف نسلم بمساسهم بنا وهذا ليس خياراً بالنسبة لنا.
أريد أن أذكر مع مرور أسبوع ونصف على هذه الحملة: نحن ندير اليوم في الجيش الإسرائيلي سويا مع الشاباك تحقيقات عن كل شخص غير مشارك بالقتال كيف أصيب وكيف حدث هذا، وكيف كنا نستطيع الامتناع عن ذلك. الطرف الأخر يرى في عجوز عمرها 80 سنة في رحوفوت قتلت من صاروخه الإنجاز الكبير للحملة وعلى ما يبدو الوحيد. هذه هي الطريق، ونحن لن نغير هذا وهكذا سوف نستمر بالتعلم والعمل. والطموح لفعل ذلك بأقل نسبة ضرر ممكنة.
أعتقد لو أنكم كنتم ترون الأشخاص بالأجهزة الاستخباراتية وفي سلاح الجو أولئك الذين يخططون وأولئك الذين يحققون وأولئك الذين ينفذون كنتم ستأخذون انطباعاً كبيراً إلى أي حد يتم فعل هذا بمسؤولية وحذر. وحتى الآن وإلى الأبد لن يكون لنا حالة كاملة من الوضوح.
خلال هذه الحملة الإنجاز تعاظم. إنجازات الاستخبارات رائعة جداً. حيث سمحت لنا كل يوم بالمساس بهدف كبير آخر، وإعطاء العدو شعور أنه كل يوم تستمر فيه المعركة سيتعرض لتجربة صعبة جدا. وهذا يحدث عندما تحارب شخص أنت تريد ان تمنحه هذا الشعور بالطبع.
سوف أعطي مثالاً واحداً لإياد الحسني، إياد الحسني قتل يوم الثلاثاء بعد ظهر، قبل ذلك، يوم الاثنين ليلاً، تم تعيينه لخلافة خليل بهتيني الذي قتلناه بالضربة الافتتاحية، وإياد الحسني الذي كان متورطاً في العملية في بيت ليد لمن يتذكر أدت الى مقتل 21 جنديا إسرائيليا وفي العملية في دينزغوف سنتر، وليس لهذا السبب لم نقم بتصفية الحساب معه على هذا الأمر. شاهدنا ما الذي يبنيه الى الأمام وما الذي يخطط له، وأعتقد أن القدرة لتنفيذ كل الاغتيالات بعد ذلك وليس في الضربة الافتتاحية وبدون مفاجأة وبدون أن نقتل أشخاص غير مشاركين في القتال بصورة دقيقة في بناية متعددة الطوابق وبداخل طابق واحد. من يعتقد أن هذا انجاز بسيط! أنا أقول لكم هو غير بسيط. وليس الجميع يتصرفون هكذا. كانت هناك إنجازات عالية في الدفاع.
أعتقد ان الإنجازات في الدفاعات الجوية تتحدث عن نفسها، وعلى الحدود كانت إنجازات جيدة في قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة. والمنطقة الحدودية قمنا بحمايتها بطريقة جيدة وسمحنا كذلك لسكان الغلاف بحياة روتينية جيده خلال هذا التصعيد.
وهنا يجب أن أذكر التصرفات الرائعة لسكان الغلاف وسكان الجنوب بشكل عام وحصانتهم والتي هي دوماً مشاركة جيدة في الإنجازات وجيدة بالنسبة للدفاع والإنجازات بشكل عام. وبعد لحظات سوف أتحدث عن الشؤون العسكرية والاجتماعية.
وأريد من خلال هذه الحملة استخلاص نقطة واحده: لم أعتقد أنني في بداية المنصب سوف اتخذ قراراً هل سيتم إقامة عرض في داخل بارك هيركون أم لا؟ وقابلت هذا التحدي وأنا بدقيقة أريد ان أشرح الشكل الذي فيه اتخذنا القرار:
أولاً، أعتقد أنه أمام الإرهاب من الصحيح جدا عدم الاستسلام، والحفاظ على روتين الحياة هذه هي الطريقة الأفضل جدا لمواجهة الإرهاب. لكن لا يمكن التوقف هنا لأنه كذلك يجب أن نكون مسؤولين، وبعد هذا الأمر قمنا بتنفيذ تحليل مهني جدا للنظر للتهديد وعلمنا أننا نقدم هناك ثلاث طبقات من الحماية قوية جداً. ونقوم بترتيب التصرفات في داخل العرض وفي المكان هناك. بعد يومين من ذلك في عرض في منطقه ريشون ليتسيون، في تقدير تهديدات مختلفة ومكان جغرافي آخر، قمنا بإلغاء العرض. وهذا مهم جدا، نحن لا نريد أن نستسلم إلى الإرهاب. لكن فحصنا ما هي المخاطر التي ممكن أن نتحملها على المواطنين، وبعد ذلك أعتقد أننا قمنا باتخاذ قرار سليم.
الإنجازات في هذه الحملة والردع الذي تم انتاجه حتى على تداعياتها الإقليمية، أعتقد أنها تحوله الى إنجاز هام وواضح. وحتى الآن من المهم لي القول إن غزة بقيت مكان معقد ولم ننتهي من التعامل معها. وهي ستكون معقدة كذلك في المستقبل لكن يمكن أن نقول إنها مردوعه حالياً.
بهذه الحملة تم تجسيد قوه الجيش الإسرائيلي بالقوات النظامية الاحتياط. الجميع جاؤوا والجميع تجندوا والجميع امتازوا بأفعالهم.
ومن هنا أريد الحديث عن الخطة متعددة السنوات للجيش الإسرائيلي:
الجيش الإسرائيلي يتطور بشكل جيد وأعتقد أنه منذ حرب لبنان الثانية، الجيش الإسرائيلي يقوم بإجراء لملائمة القدرات لحروب القرن الـ 21 للحروب ضد المنظمات الإرهابية التي تتحول إلى جيوش إرهابية. بالطبع في محيط متغير، يتم فيه اختفاء العدو ولا يظهر بتشكيلات نظامية أمامك، نحن نسعى كثيراً لتطوير الجيش الإسرائيلي بطريقة طابق على طابق.
أنا أستفيد جداً من القرارات والأمور التي فعلها من سبقني بالمنصب، ودوري الآن هو إضافة طابق في هذه البناية الجميلة التي تتمتع بطبقات تحتي، وسوف تخدم بصورة جيدة جداً لسنوات طويلة قادمة، هكذا تتطور المنظمة بصورة سليمة.
أحاول النظر إلى الحروب بعمق القرن الـ 21 لخمسين سنة إلى الأمام. وأريد أن أقول لكم ثلاث كلمات إضافة لكلمة أخرى مرتبطة بالكلمات الثلاثة الأخريات حول كيف أفكر أنه من الصواب النظر للحروب القادمة وكيف نبني قوه الجيش الإسرائيلي:
- الأولى هي المعرفة في عالم ثورات العلم والمعرفة وفي عالم بناء الذكاء الاصطناعي. نحن نريد أن نؤسس قتالا قدر الإمكان يكون قائم على العلم والمعرفة.
- ونحن نريد ان ندمج هذا، وهنا الكلمة الثانية، مع الدقة. الدقة والعلم والمعرفة يسمحون بفعالية عالية جدا في القتال. ستصيب من تريد أن تصيبه ولا تبذر الموارد على ما لا تريده. ولا تصيب من لا تريد إصابته في محيط كهذا وغيره.
- والكلمة الثالثة هي القوة، في ميدان المعركة يوجد الكثير من علم النفس. العدو يجب أن يشعر ان ما تفعله له هو أكبر من أن يتحمله. والقوه يجب ان يتم تجسيدها.
هذه الكلمات الثلاثة أنا أقوم بتغليفها بمرونة. لأن حروب القرن الـ 20 كانت حروب فيها المحرك والموجه الرئيسي هو الجغرافيا. وهذا أمر ليس مرن الى هذه الدرجة كما نعرف جميعنا. اليوم الحروب هي؛ توجهات العدو، وتوجهات القدرات، اليوم الموضوع كله موضوع حيل وفرص ومخاطر. والأكثر مرونة الذي يستطيع أن يرد بسرعة أكثر، وعلى ما يبدو سيصل إلى نتائج أفضل.
تم كتابة الكثير عن كيفية تأثير التطور على الحروب، هل ستكون هذه حروب مع لوحات المفاتيح لروبوتات في الأمام والأشخاص على لوحات المفاتيح من الخلف؟ ربما هذا الأمر لن يكون، أنا لا أعتقد بوجوده.
لا أريد الحديث هنا عما بعد خمسين سنة. أعتقد أنه في ظاهرة الحرب في العشرين سنة القريبة القادمة، التكنولوجيا سوف تؤثر بشكل كبير، والإنسان سيبقى هو الفاعل المركزي. ويجب أن أقول إنني أتمنى ذلك، وليس فقط أرجح. نوعية الإنسان سوف تحدد، ولنا كما قلت في هذا المجال يوجد فرصة.
حددنا أربعة مواضيع رئيسيه لهذه الخطة متعددة السنوات:
الأول هو الأشخاص وعلاقات المجتمع بالجيش في دولة إسرائيل. وأريد هنا باختصار أن أتطرق هنا لبعض المصطلحات:
أولاً، “جيش الشعب” الذي تم الحديث عنه مؤخراً بشكل كثير. أريد أن أقول هنا بصورة واضحة جداً أن جيش الشعب، حتى لو لم يكن كل الشعب حتى آخر واحد شخص يتجند فيه، هو الذي يسمح للجيش الإسرائيلي بإنتاج سلسلة قيادية نوعية جداً بالتركيز على القتال. هذا الجسم الواسع الذي يأتي إليه كل الشباب الإسرائيلي يسمح لنا بجعل هؤلاء الناس يقابلون هذا الأمر وربطهم وجعلهم في داخل الخدمة و استقطاب الأفضل من بينهم. من يعتقد أنه ممكن إلغاء نموذج التجنيد الإجباري فليأخذ بالحسبان، أنه فوراً بعد ذلك، نحن سنتعرض إلى انخفاض في نوعية من يخدمون في الجيش وهذا سيكون خطأً كبيراً جداً. وإلى جانبه ضرراً كبيراً. وأنا أسمح لنفسي القول، كمسؤول في المنطقة التي نتواجد نحن فيها، يوجد دول أوقفوا التجنيد الاجباري في مناطق أخرى، أنا لا أوصي بفعل ذلك في منطقتنا. نحن نريد أن نجدد قدر الإمكان من كافة أقسام المجتمع الإسرائيلي.
من الصواب أن نطمح إلى ذلك، حتى لو وصلنا إلى ذلك ببطء شديد وبالتدريج. وأنا حقا أدعو السكان الحريدين والقيادة الحريدية أن تشجع كل مرة أكثر التجنيد. يوجد لدينا مسارات استثنائية، ولقد تسرح منها بعض الأشخاص. خرج عدد كبير من الحريدين، مواطنين جيدين للدولة، وأشخاص جيدون بشكل كبير لعائلاتهم ولطوائفهم، هذا جيد للجميع.
الأمر الثاني لدينا رغبه لأن ندع الجيدين جداً في الجيش الإسرائيلي. يوجد لدينا اليوم أشخاص رائعون، ونحن نريد أن نكون قادرين على قول هذا الأمر كذلك بعد 20 سنة. وهذه القرارات نتخذها اليوم لأن من يدخل اليوم لدورة الضباط سيكون بعد 20 سنه قائد لواء.
أينما يوجد قاده وضباط جيدون، إذا الجنود الجيدون يبقون تحت القيادة. هذه السلسلة ممنوع المساس بها، ونحن نريد في هذه الخطة متعددة السنوات لتحسين حوارنا مع الشباب الإسرائيلي وأن نعطيه مساحة واسعة جداً. وحقاً أن نحضر للمناصب الهامة أفضل الشباب. أنا أرى غالبية هؤلاء الشباب عموماً في الاحتياط، والذي هو واجب وحق، أن يتقابلوا مع بعض بانسجام.
الاحتياط يسمح للجيش الإسرائيلي أن يكبر بسرعة بوقت الحاجة. لكن في هذا العقد يوجد لنا واجب أن ندربه ونسلحه وهذا حق وواجب أخلاقي. أرى بالجيش الإسرائيلي فرصة كبيرة للمجتمع الإسرائيلي في الوحدة وفي بناء الاقتصاد الإسرائيلي وفي تقوية مناطق ضعيفة وفي الصدارة الاجتماعية، وباختصار، هذا هو القاسم المشترك الواسع جداً بدولتنا. هذا الموضوع الرئيسي الأول.
أما الموضوع الرئيسي الثاني، هو إيران والمواجهة المتعددة الجبهات
تحدثت سابقاً عن إيران، يوجد لدينا اليوم قدرات ضد إيران وهي جيدة. يجب أن نقوي هذا، ويجب أن تكون لنا قدرات أكثر وكميات أكثر كي نستطيع أن نخوض معركة واسعة ضد إيران. ولكي تكون فعاله أكثر وخلال زمن قصيرة قدر الإمكان.
حول السيناريو المتعدد الجبهات، هي حالة نحارب فيها ضد عدة جبهات متماثلة، بالطبع هذا التهديد هو تهديد معقد جداً. عندما تلعب التنس وفي النصف الثاني من الملعب ضدك أربع أو خمسه لاعبين، تفرض اللعبة عليك تحديات أكثر، لكن أريد هنا أن أقول شيء واضح جداً: إسرائيل لم تدر هذه الحرب كما تدير الحرب ضد حلبة واحدة. يوجد لدينا قدرات قوية جدا ويوجد لدينا قوات كبيرة جداً. وفي حالة معركة ضد خمسة لاعبين أو ثلاثة لاعبين تفعيل قوتنا سيكون بقوة أكبر بكثير، وستكون حادة جداً كون السيناريو سيكون سيناريو معقد جداً. وهذا الأمر هو تغيير حقيقي في أساس التمعن بالجهوزية لمواجهة كهذه.
الموضوع الرئيسي الثالث الذي أود التحدث عنه هو الاجتياح وعن حدودنا
يوجد الكثير من الأسئلة حول هل نحتاج حتى الآن الاجتياح في عصر يوجد فيه الاستخبارات الجيدة والقنبلة الجيدة ويمكنهم الوصول لكل مكان؟
أنا مرة أخرى أعود إلى علم النفس، وأريد القول إنه يوجد اهتمام لعدو يعرف أنه يستطيع أن يستشعر تحركات عدوه في ميدانه وهذا أمر هام جداً من أجل الردع. لكن يوجد مستوى معين من الإنجازات في الحرب لا يمكن تحقيقها بدون الاجتياح.
والآن يجب أن نقول ما هو الاجتياح الذي نريده؟ وأعود هنا إلى حروب القرن العشرين وليس مثل هذا ما نريد. الاجتياح العصري لحروب القرن الـ 21 هو كهذا الذي تجري فيه ثلاثة أمور: هو يتمتع باستخبارات جيدة قدر الإمكان وهو يتمتع بنيران دقيقة. وهذين العنصرين الاستخبارات والنيران الدقيقة تغلفه بشكل جيد وتحوله الى قادر على ان يتوجه أينما يريد بشكل جيد وأكثر فعالية في عمله عندما يقابل العدو الذي مر بمرحلة إضعاف.
وهو بنفسه يكون مبنيا على ذلك بانه قادر على خلق علاقات تدمير جيدة جدا. ولهذا نحن نعد ونبني في السنوات القادمة، وسوف نحسن هذا بشكل كبير. وأنا أتمنى كذلك في الخطة متعددة السنوات أن يكون لدينا القوة على الحدود. وأتمنى كذلك أنه في المستقبل مع تعاظم القوة الاقتصادية للدول المحيطة بنا وذات توجهات معاكسه، الحدود يجب أن تكون قوية. حتى لا نعيش هنا تجربة هجوم ليس المهاجرين الطالبين للعمل أو الرغبة في المياه، والأفضل أن نتوجه لمساعدة الطرف الاخر حتى لا يدخلون الينا، وبالطبع عدم دخول الإرهاب بشكل أولي وأساسي.
الموضوع الرابع الذي سوف أتحدث عنه باختصار هو الثقافة المهنية
أريد الحديث عن كلمتين: المسؤولية والمبادرة.
انظروا، أنا أستطيع ان أجلس اليوم في هذه الليلة هنا. وفجرا كانت هناك نشاطات وحملات في الضفة الغربية وحملات معقدة أنا أستطيع أن أجلس هنا في المكتب في تل ابيب وأن أفتح كل كاميرا للجيش الإسرائيلي في أي مكان على طائرة بدون طيار أو على نقطة في المنطقة الحدودية وأحيانا على جندي يكون لديه كاميرا فوق الخوذة. وأنا أستطيع رؤية كل حملة.
للوهلة الأولى الأمر رائع، أنت تستطيع إدارة المنظمة بصورة سهلة جداً وتكنولوجية، وتعرف طوال الوقت ما الذي يحصل حولك. لكن سأقول لكم شيء، لم أفعل ذلك ولا مرة! وأحرص على عدم فعل هذا حتى انتهاء منصبي. وكوني لا أقوم بفعل شيء كهذا فالضباط تحتي عندما يعرفون أنني أفعل هذا، أنا بالأساس أقول لهم أنني لا أعتمد عليهم، وأنا في الحقيقة أعتمد عليهم بشكل كبير.
لدينا أشخاص استثنائيون بالأسفل، يوجد قيمة عظيمة ويوجد تفوق ضخم بمن يشعر بحواسه الخمسة ما يحدث في الحملة. يجب إعطاءهم المسؤولية لاتخاذ القرارات. أنا أستطيع تجهيزه بشكل مسبق لأن يصادق على هذا الأمر أو غيره. وهناك هو يقرر، هذا الموضوع، الذي نسميه نحن قيادة المهمة باللغة العسكرية. وهو موضوع مهم جداً بالنسبة لنا لتطوير ثقافه عملياتية حيث أن الضابط الصغير مثل الضابط الكبير يعتبر نفسه عنوان أولي وأخير، تشمل 360 درجة.
لكل حاجات جنوده والتوازن الصحيح بين المهمة وبين الأشخاص ولكل أمر يجب عليه فعله، هذا هو توقعي من الضباط الذين أقابلهم اليوم في الجيش الإسرائيلي حتى الصغار منهم. يبثون لي أننا قادرون على تحمل هذه المسؤولية على كاهلنا. وإلى هناك نحن بالطبع نريد أن نذهب.
بعدما تحدثت عن الأربعة مواضيع الرئيسية، وفي اليوم الذي تجري إجراءات للمصداقة على ميزانية الدولة، أريد القول إننا في قيادة الجيش الإسرائيلي ووزارة الجيش ووزارة المالية نقوم بإجراء عميق جداً لمحاولة التوصل إلى أي تسوية للميزانيات بالمواضيع الأخرى. يوجد في فكرة الميزانية ما يسمح للجيش الإسرائيلي بالتطور وفقا للتحديات التي تحدثت عنها حاليا، ليس كل أحلامنا تتحقق لكن يسمح له بالتطور بصورة جيدة.
يوجد هناك تغييرات في الخدمة الإلزامية الإجبارية. تغييرات كهذه من جهة تسمح للجيش الإسرائيلي بإدارة قتال معقد جداً، وأن تترك لديه الجنود الذين يخدمون لفترات طويلة حيث أن مراحل الإعداد والتدريب تكون طويلة جداً، والتمتع من خدمة قصيرة لكن جوهرية نوعية في وظائف أخرى وعند تسريحهم للمرحلة التالية في سوق العمل.
ويوجد لهذا قيمة اقتصادية عالية، وهذا توازن جيد، ويحفظ نموذج جيش الشعب. الجميع يخدمون في الجيش قدر الإمكان. في الخدمة النظامية نحن نريد أن نحافظ على الموجود وعدم كسر ما يوجد لدينا اليوم. نحن نعم نريد ادخال مركّبات جديدة عندما نتطلع الى سوق العمل العصري مع تحفظ واحد، الجيش الإسرائيلي لا يمكن ان يكون محطة قطارات.
أصبح شائع جداً اليوم التنقل كل عامين الى مكان عمل. ونحن يجب أن نطور ترتيب القيادة بداخل المنظمة بوتيرة عالية، ونحن نحاول إيجاد حلول في وزارة المالية لهذه المعضلة.
الموضوع الأخير الذي أرغب الحديث عنه هو قضايا الجيش والمجتمع
مع التطلع إلى المستقبل بالأساس، الشهور الأخيرة في المجتمع الإسرائيلي كانت معقدة. وحتى إنه يمكن القول إنها كانت صعبة، كون الجيش الإسرائيلي نحن اخترنا مع قيام الدولة أن نسميه جيش الشعب وفي مقدمة المجتمع الإسرائيلي، وما مر على المجتمع في مؤخراً بالطبع كان يلامس ويؤثر على الجيش الإسرائيلي.
نجحنا بالحفاظ على الجيش الإسرائيلي مختلف كجيش نظامي، كان لدينا تحديات كبيرة في الاحتياط. غالبية الأشخاص يكونون غالبية أيام السنة مواطنين مدنيين ويأتون إلينا. وهنا سوف أتحدث على كيف من الصواب إدارة هذا الأمر. وكون أن هذا الوضع كان معقداً جداً حددنا لأنفسنا ثلاثة أهداف واضحة:
- الهدف الأول والأهم جدا الحفاظ بكل ثمن على كفاءة الجيش كل يوم ولكل سيناريو، نحن في منطقة لا يستطيع الجيش الإسرائيلي حتى ليوم واحد أن يقول اليوم نحن لسنا مؤهلين هذا الأمر كان يشكل تحديا.
- الهدف الثاني الحفاظ على وحده الجيش الإسرائيلي، حيث تكون الوحدات بحالة وحدة جيدة والمقدرة على العمل سويا.
- والأمر الثالث المستمد منه، وهو هو ترك الخلافات خارج الجيش، وكما قلت سابقا في عالم الاحتياط كان هذا الأمر يشكل تحديا. يوجد لدينا نموذج احتياط خاص جدا وجيد. لكن هذا النموذج لجيش الشعب يجب التصرف به بحذر كبير. لذلك ممنوع القيام باستخدام خدمة الاحتياط لأهداف غير أمنية.
العقد غير المكتوب عندنا، حسب رؤيتي مع أعضاء الاحتياط، أنهم سيأتون للخدمة كلما يطلب منهم ذلك، بدون تحفظ وبدون شروط. وعندما كانت هناك حالات شاذة عن هذا الأمر، قمنا بالرد وعالجنا الأمر من ـجل الحفاظ على الجيش الإسرائيلي مؤهل لتحقيق الهدف الأول الحفاظ على نموذج الاحتياط. الأمر الذي عمل بشكل جيد على مدار أكثر من 50 سنة. ويجب أن نتخطى الفترة المعقدة، والحفاظ على عناصر الاحتياط. وهم حقا يستحقون تقديرا كبيرا جدا، جميعهم، وأنا أبداً لم أقوم بفحص أي أحد بناءً على رأيه أو على ما يفعله بحياته المدنية، ولا أين يسكن، وإنما عندما يلبس الزي العسكري ويخدم معنا.
كان لدينا بالشهور الأخيرة نسبة 95% من الالتزام بالتدريبات بالاحتياط. وهذه نسبة رائعة جداً وهي تدفئ القلب في دولتنا وهذا أمر مفهوم.
الطلب الذي يستوجب فيما بعد الامتناع عن الخلط بين مواقف الإنسان كمواطن مدني، وبين خدمته بالاحتياط. وفي اللحظة التي يبدأ فيها خلط كهذا، حتى لو تشقق صغير كل واحد يستطيع أن يجد المسبب والدافع الخاص به لعدم المجيء للخدمة.
مهمة الجيش الإسرائيلي هي أمن الدولة. ويجب ان يكون واضحا أن الجيش الإسرائيلي هو فوق كل خلاف. نحن سنوفر في الدولة حصانة أمنية حتى في عيوننا وحتى في عيون شبابنا. وكذلك في عيون أعدائنا لسنوات طويلة.
سوف ألخص كلامي في أربع نقاط:
بعد ثلاثة أيام في 26 من مايو يوم الميلاد السابع والخمسين للجيش الإسرائيلي، هذا يوم تأسيس الجيش الإسرائيلي، الجيش الإسرائيلي تم تأسيسه قبل 75 سنة كقوة دفاعية لدولة إسرائيل، وهكذا يجب ان يبقى في نظر العالم وتحديداً الشرق الأوسط.
في العقد القادم مطلوب منا أن نكون أقوياء من أجل الاستمرار والازدهار ومن أجل الردع ومن أجل الانتصار متى يتطلب الأمر ذلك، جيش الشعب هو مفتاح مركزي لهذه الحصانة.
الخدمة بالجيش يجب أن تبقى موضوع قومي وواجب وهو المهمة الكبرى.
قوة المتغيرات في المحيط من حولنا تفرض علينا بناء قدرات إضافية غير التي توجد لدينا اليوم وبكميات أكبر كذلك مما يوجد لدينا اليوم. ممنوع تأجيل هذا الأمر، هذه إجراءات تستغرق سنوات.
الجيش الإسرائيلي هو فرصة كبيرة جداً دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي. وكما قلت فهو القاسم المشترك الواسع جدا الذي يجب الحفاظ عليه، يجب الدفاع عنه وتركه خارج أي خلافات.
أنهي حديثي بقصة، أنا من حوالي أربعة شهور في منصبي هذا وبين يوم الذكرى للكارثة والبطولة وما بين يوم ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي ويوم الاستقلال، اخترنا يوما واحدا بسبب مشكلة الوحدة التي كانت هنا، بسبب التعقيد الاجتماعي وبسبب هذه الأيام الخاصة، اخترنا يوم الذكرى ويوم الكارثة واخرجنا وحدات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ممثلين من الوحدات كافة للتنزه في مسار الجيش الإسرائيلي. مسار الجيش الإسرائيلي هو مشروع لسلاح التعليم من الشمال وحتى الجنوب والذي يمر بعشرات مواقع الإرث القتالي في كل دولة إسرائيل. ماذا نفعل يوجد لدينا الكثير منها!
أنا توجهت في مسار كان فيه جنود احتياط من عدة وحدات و جنود من لواء جفعاتي وجنود وضباط من قاعدة تال نوف لسلاح الجو وجنود من لواء الكوماندوز، وجنود من الإدارة، والقوات النظامية والضبط، وجنود في الحقيقة من الجميع. ببساطة قمت بالمشي في المسار وانتقلت من قوة الى قوة تحدثت مع جنود وتحدثت مع ضباط. وأولاً، يجب أن أقول لدي نسبة رضا عالية جداً. الجميع يشعرون أنهم مهمين بالمناصب والوظائف كافة، جميعهم يشعرون أنهم يسهمون ويريدون فعل أكثر.
قال لي جندي هل أستطيع ان أسألك سؤالا؟ قلت له بالطبع. قال لي انا أريد أن أتوجه الى دورة ضباط قلت له نعم تفضل، هو منذ ثلاثة شهور في الجيش الإسرائيلي. أنا عندما كنت في جيله لم أستطع أن أقول هذا لنفسي.
يقول لي أنظر، أنا أقول لك هذا، لأنني أريد أن ألزم نفسي. أنا أعرف أنه بعد ‘ن قلت لك ذلك أنا سوف أبذل مجهوداً كبيراً لكي أنجح.
إذا نحن حددنا مقابلة لمراسيم تخريج دورة الضباط بعد سنة حسب ما أفترض أو شيء كهذا يمكن سنة ونصف يوجد لدينا أشخاص رائعون، ومن المهم جداً أن نحافظ على هذا.
شكرا جزيلا لكم
Facebook Comments