أخبارأصداء الشارع "الإسرائيلي"

صفقة الغواصات تكشف عن فساد “سلاح البحرية الإسرائيلي”

ترجمة الهدهد

تصدرت الغواصات التي اشتراها كيان العدو من شركة “تيسين جروب” الألمانية عناوين وسائل إعلام العدو بسبب تحقيقات الفساد التي طالبت رئيس حكومة العدو في حينه “نتنياهو” ومسؤولين كبار في سلاح بحرية العدو ووزارة جيشه في ظروف شرائها ولوائح الاتهام التي قدمت في وقت لاحق.

تكشف وثائق دولية جديدة مسربة، أن الغواصة الأولى التي تم توريدها إلى كيان العدو جاءت بمناظير لا تُلبي المتطلبات التشغيلية لسلاح بحريته، وبلغت تكلفة تركيبها ملايين الدولارات.

فيما نشرت موقع “كلاكيست” تحقيق مبني على وثائق تم تسريبها من مصنع ألماني لمكونات أنظمة الأسلحة تسمى “هانزولدت” وحصلت عليها صحيفة “دير شبيجل” الألمانية، وشاركت منظمة التحقيق الأوروبية EIC ووسائل إعلام أخرى في تحليل الوثائق.

بعد تسليم أول غواصة، استثمرت بحرية العدو جهوداً كبيرة لضمان شراء المعدات البصرية للغواصات الأخرى التي تم توريدها من شركة أخرى، وكجزء من هذه الجهود، نصح سلاح بحرية العدو الشركة الموردة “هانزولدت” بما يجب عليها فعله لإقناع وزارة الجيش وأوصى بوجود “شريك استراتيجي” بالكيان يمكنه دفع القضية قدماً.

تثير القضية برمتها فساد المشتريات “بجيش العدو الإسرائيلي” وتفضيل المساعدات الأمريكية، حتى عندما تكون هناك أولوية تشغيلية للأنظمة الأخرى.

المناظير لم تستوف المتطلبات

إن الوثائق المتعلقة بالغواصات هي في الغالب مراسلات بريد إلكتروني بين كبار المسؤولين التنفيذيين في “هانزولدت”، والتي تتم على خلفية الاتصالات بين الشركة وسلاح بحرية العدو، وشركة “ELTA الإسرائيلية” للصناعات العسكرية.

تم توفير مناظير غواصات دولفين من قبل الشركة الأمريكية “”Kollmorgen (التي أعيدت تسميتها الآن L3 Harris KEO)، حيث أن اختيار الشركة الأمريكية ينبع من الضغوط السياسية وتدخل وزارة الجيش ومصالح “أحواض بناء سفن العدو الإسرائيلي”.

أموال المساعدات الأمنية الأمريكية التي يتلقاها العدو، تجبره بالشراء فقط من الشركات المصنعة الأمريكية.

عندما تم استلام أول غواصات دولفين في كيان العدو، أصبح من الواضح أن المناظير لا تفي بالمتطلبات التشغيلية للبحرية، وفي عام 2019 كان مطلوباً من “سلاح البحرية الإسرائيلي” الشروع في “مشروع تحديث المعدات“.

تنافست شركة “هانزولدت” على المشروع، وانضمت في اللحظة الأخيرة إلى السباق شركة L3″ Harris” و “وضعت 20 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية على الطاولة” لمشروع الترقية.

لم يكن أمام بحرية العدو خيار سوى اختيار شركة L3 Harris”” لتنفيذ المشروع، ولكن بعد مرور عام، واجه المشروع صعوبات من حيث التركيب والتكامل، وأصبحت هذه الصعوبات فرصة لشركة “هانزولدت”.

سلاح بحرية العدو يوصي بشريك استراتيجي

بسبب مشاكل شركة “L3 Harris” الأمريكية، سعى سلاح بحرية العدو إلى تقديم “هانزولدت” كمورد بديل في وقت مبكر من شركة بناء الغواصات.

في الوثائق، قالت شركة “هانزولدت” أن هذه الرغبة تنبع من حقيقة أن أنظمتهم البصرية هي الوحيدة التي تلبي “99% من متطلبات سلاح البحرية”.

من جانبها لم تستسلم شركة “L3 Harris”، واستخدمت الشركة الأمريكية أموال المساعدات كوسيلة ضغط.

وأوصى سلاح بحرية العدو شركة “هانزولدت” بما يجب عليها فعله للترويج لاقتراحها مع وزارة الجيش كما جاء في المراسلات: “شجعنا الإسرائيليين على السعي لشراكة استراتيجية مع شركة إسرائيلية”.

قررت حكومة “بينت -لابيد” في يناير 2022، تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن ملابسات صفقة الغواصات المبرمة مع ألمانيا

وأدين “وزير إسرائيلي” سابق في أكتوبر الماضي بتهمة خيانة الأمانة في قضية رشوة تشمل صفقة بمليارات الدولارات لشراء سفن بحرية من مجموعة “تيسن كروب” الألمانية.

في القضية، التي أطلق عليها اسم “قضية الغواصات”، اتُهم مسؤولون بينهم مقربون من “نتنياهو” وضباط كبار سابقون في البحرية، بالفساد في صفقة لشراء ثلاث غواصات وعدة سفن من “تيسن كروب” بين 2009 و2017.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي