المظاهرة والتحديات وعلامات الاستفهام:
الدورة الصيفية للكنيست هي فرصة ثانية للحكومة

ترجمة الهدهد
قبل أقل من عام، أرسل رئيس وزراء العدو آنذاك “نفتالي بينيت”، رسالة إلى “الأغلبية الصامتة” وناشد جمهور العدو النزول إلى الشوارع لدعمه ودعم حكومته، في مواجهة احتجاجات معارضيها، بعد أسبوعين انهارت حكومته، وأمس مرة أخرى حكومة العدو -غير قادة الحُكم- تطلب من مؤيديها الخروج والتظاهر.
صحيح أن هذه المرة لم يكن متوقعاً سقوط الحكومة، لكن الوضع الذي يدعو فيه الوزراء الجمهور للتظاهر لصالح التعديلات القضائية، والذين لديهم القدرة على الدفع بها، وفي الواقع ضد قرار رئيس الوزراء وقادة الائتلاف في كيان العدو أنفسهم بوقف التشريع، لا يُبشر بالخير، بالنسبة لقدرات الحكومة وبسط السيطرة.
هذه المرة لم تطالب حكومة العدو بمظاهرة فقط، بل دعم أحزاب الليكود والصهيونية الدينية هذه التظاهرات من خلال تمويلها جزئياً، وتدخل “نتنياهو” أيضاً من وراء الكواليس.
يسعى ائتلاف “نتنياهو” إلى الدعم الشعبي، بعد فوزه في صندوق الاقتراع في أوائل الشتاء، لكنه يشعر أنه فقد هذا الدعم في أوائل الربيع، والآن انتقلوا للقتال مرة أخرى من أجل السيطرة على الشارع.
قرر “نتنياهو” عدم حضور التظاهرات، بالرغم من أنه كان متحمساً لرؤية الدعم العام لحكومته، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد أن تقيده المظاهرة من اليمين، بحيث يضطر إلى إعادة التعديلات القضائية إلى جدول الأعمال بعد أن أوقفها بالفعل.
بالنسبة للآخرين في الائتلاف، على سبيل المثال- “ياريف ليفين” و”الصهاينة المتدينون”، كان الهدف من المظاهرة إضعاف “يوآف غالانت” و”يولي إدلشتاين”، وأعضاء الليكود الآخرين المترددين بخصوص التعديلات القضائية.
قانون التجنيد في صُلب الموضوع
قانون التجنيد هو التحدي السياسي الرئيسي للائتلاف في الدورة الصيفية للكنيست، حيث لم يجر نتنياهو حواراً رسمياً حتى الآن مع الأحزاب الحريدية، لكن “أغودات إسرائيل” غاضبة بالفعل من وضع قانون التجنيد في الزاوية، بالرغم من الدعم الحريدي للتعديلات القضائية، ومن المتوقع أن يجتمع حاخامات “أغودات إسرائيل” في الأيام القادمة، لتنسيق أساليب العمل، ومن المحتمل أنهم لن يدعموا الميزانية حتى يتم تمرير قانون التجنيد الإلزامي.
في غضون ذلك، واجهت صياغة القانون صعوبات، فقد حاول “سموتريتش” تقديم حل مالي لهذه الخطوة، لمساعدة الاقتصاد واحتياجات الائتلاف، ولكن بسبب المبالغ الكبيرة التي طالب بها “غالانت” لصالح امتيازات للجنود، توقف الاقتراح، وسيتطلب من رئيس وزراء العدو حل المشكلة.
من وجهة نظر الحريديم، إذا لم يتم العثور على حل آخر، فسيكون “نتنياهو” مطالباً بتنفيذ الاتفاقات الائتلافية، التي تمنح قانون التجنيد حصانة من المحكمة العليا، مثل قانون التغلب على قرارات المحكمة العليا، وقانون أساس دراسة التوراة.
لقد أدرك “غالانت” أن “نتنياهو” لا يستطيع إقالته، لذلك تصلب “غالانت” في مواقفه، لقد أصر وزير جيش العدو في النقاشات، على أنه من أجل منع الضرر عن “الجيش الإسرائيلي” نحتاج إلى امتيازات للجنود، ويعتقد “نتنياهو” أنه يستطيع شراء الهدوء العام لنفسه بمساعدة ميزانيات للجنود.
هل ستؤثر الخلافات؟
يخشى “جيش العدو الإسرائيلي” من تأثير الخلاف بين “غالانت” و”سموتريتش” على خطة الميزانية متعددة السنوات، لقد ربطت وزارة مالية العدو المناقشات حول الخطة متعددة السنوات، باتفاقيات بشأن المسائل المتعلقة بالتجنيد، وكانت مطالب “غالانت” أكثر مما تم الاتفاق عليه.
لقد شوهد رئيس أركان العدو “هيرتسي هليفي” وهو يدخل وزارة المالية هذا الأسبوع، وفي طريقه التقى “هليفي” برئيس اللجنة المالية “موشيه غافني”، واتضح أن هذه هي ساحة المعركة الحالية بالنسبة لقائد الجيش، بدل أن يناور بين غزة ولبنان، هو يناور بين الحريديم ووزارة المالية حول قانون التجنيد الإجباري.
منذ خمسة أسابيع وهم يتناقشون في منزل “هرتسوغ” وناقشوا القانون الأساس، والتشريع، ولجنة اختيار القضاة، وترسيخ الحقوق الأساسية، ومكانة المستشارين القانونيين في الوزارات الحكومية.
يمكن التوصل إلى اتفاقيات حول العديد من القضايا، ولكن في ضوء الفهم على أنه سيتم التوصل إلى اتفاقيات حول جميع القضايا مرة واحدة، فإن السؤال واضح: بما أن المعارضة ترفض السماح للائتلاف بالسيطرة ولو جزئياً على لجنة تعيين القضاة، هل سيوافق الائتلاف على التنازل عن الطلب؟
إذا وافقوا، سيكون هناك تقدم؛ إذا لم يحدث ذلك فهذه ستكون مضيعة للوقت، ولعبة لإلقاء اللوم على الجانب الذي سيتسبب في الانفجار، ومن المؤكد أن هذه المحادثات لن تستمر حتى نهاية الدورة الصيفية للكنيست.
المصدر: “إسرائيل اليوم”
Facebook Comments