الطريق لوقف الاندفاع الإيراني نحو النووي يمر من خلال مستودعات الصواريخ في لبنان

ترجمة الهدهد
القذائف الصاروخية التي أطلقت على كيان العدو في عيد الفصح هي مبادرة من المحور الموالي لإيران، بالرغم من أن حزب الله لم يتحمل المسؤولية عن الحادث إلا أنه لا شك في أن الحزب يريد تعويد “إسرائيل” على “تنقيط الصواريخ” من التنظيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، مما يتيح له مجال الإنكار ومنع التصعيد الذي لا تهتم به إيران في هذا الوقت الذي تتقدم فيه بسرعة نحو القنبلة النووية.
إطلاق الصواريخ هو جزء من الاستراتيجية الإيرانية التي تهدف إلى إحاطة كيان العدو بـ “حلقة من النيران الصاروخية لتنغيص حياة مواطنيها. في طهران يعتقدون أن نقطة ضعف كيان العدو هي الجبهة الداخلية المدنية وأن الضغط المستمر سيؤدي إلى انهيار “الدولة الصهيونية”. ويهدف تهديد النيران الصاروخية أيضًا إلى ردع كيان العدو عن العمل ضد المشروع النووي الإيراني.
ومن المحتمل أن تكون الخلافات في كيان العدو حول الإصلاح القانوني قد أدت إلى تآكل “الردع الإسرائيلي” وأثرت على تقييم أعدائنا الاستراتيجي حول عزيمة الكيان، وإلى توقيت إطلاق النار الأخير من لبنان وغزة.
إيران قامت بتسليح حزب الله بأكثر من 100.000 صاروخ، تغطي كامل الأراضي المحتلة، ومن الواضح للجميع أن “الصواريخ لن تصدأ” ومن المحتمل أن تكون جهود إيران لتطوير مخزون الصواريخ هذا ناجحة جزئيًا على الأقل (تمامًا كما تكون مخزون الصواريخ في غزة وتحسن بمرور الوقت).
أحد العوائق التي يجب إزالتها قبل التعامل مع الملف النووي الإيراني هو تهديد أو خطر الصواريخ في يد حزب الله، الأمر الذي يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بكيان العدو. على عكس الوضع في غزة، فإن الرد على حجم التهديد من حزب الله ليس مجرد معركة متبادلة بين الصواريخ ونظام الدفاع الجوي للعدو. من المفهوم للجميع أن التعامل مع مخزون الصواريخ في لبنان يتطلب أيضا عملا بريا واسعًا.
يجب على جيش العدو الاستعداد لحربٍ استباقيةٍ وقائيةٍ في الشمال للقضاء على التهديد الصاروخي على المنشآت الاستراتيجية في الأراضي المحتلة قبل التعامل مع الأسلحة النووية الإيرانية
يجب أن يهدف النشاط العسكري والدبلوماسي الإسرائيلي اليوم إلى القضاء على التهديد الصاروخي من الشمال، هذا هو الهدف المرحلي في طريق إحباط البرنامج النووي الايراني.
يتطلب اجتياح لبنان لتطهير الجار الشمالي من الصواريخ استعدادات دقيقة، تدريبات جيش العدو في الشمال ومناوراته في جبال قبرص تشير إلى أن هناك استعدادات للسيناريو اللبناني، كما شهد وزير جيش العدو السابق “بيني غانتس” على ذلك في الأيام الأخيرة. وعلى جيش العدو التركيز على هذه المهمة.
“إسرائيل، التي بدأت الحروب في الماضي (في 1956، 1967، 1982، 2006) وأيضًا عمليات واسعة النطاق، تعلم أن كل حرب تتطلب موارد شرعية من الداخل ومن المجتمع الدولي (بشكل أساسي الولايات المتحدة). نحن بحاجة إلى بناء أجواء مريحة لـ”مبادرة إسرائيلية” في لبنان في أسرع وقت ممكن، لأن انزلاق لبنان إلى الفوضى والهجمات الصاروخية من جنوب لبنان يمثل فرصة لخلق بداية لفهم حاجة كيان العدو إلى التحرك، فيجب ربط لبنان وحزب الله بشكل وثيق في الوعي الدولي والإسرائيلي بالاعتداءات الإيرانية.
إن تقدم إيران السريع نحو القنبلة وتزايد ظهور إيران كحليف لروسيا التي تقاتل في أوكرانيا قد يسمحان بمزيد من حرية العمل لـ “إسرائيل”.
إذا كان هناك بالفعل تراجعا في ردع كيان العدو (من الصعب قياس الردع)، فإن الطريقة المثبتة لزيادته هي باستخدام القوة بشكل فعال أو مؤثر، إن إظهار الرغبة في استخدام قوة جيش العدو مع الاستعداد لتحمل الخسائر يبني الردع.
يتطلب الحفاظ على مكانة كيان العدو الإقليمية أيضًا، استعدادًا لاستخدام القوة العسكرية ضد وكلاء إيران، إن الدول العربية “المعتدلة”، وخاصة التي وقعت على اتفاقيات التطبيع تتابع باهتمام سلوك الكيان، وفي ظل غياب نشاط “إسرائيلي” حازم وفاعل، فإن حلفائه في المنطقة، -الذين يخشون انسحاب الأمريكيين، ويخشون من العدوان الإيراني-، سيعتقدون أن كيان العدو ركيزة لا يمكن الاعتماد عليها، وبعد ذلك سوف يقتربون من إيران، وقد أشارت المملكة العربية السعودية بالفعل إلى مثل هذا الاتجاه عندما جددت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
الوقت الذي سيتعين على كيان العدو أن يقرر ما إذا كان سيعمل بمفرده من أجل أمنه، ويبدو أن الطريق إلى منع إيران النووية والانتشار النووي الخطير في المنطقة يمر على مايبدو من خلال القضاء على التهديد الصاروخي من لبنان.
معهد القدس للاستراتيجية والأمن برئاسة البروفيسور “أفرايم عنبر”
Facebook Comments