ترجمة الهدهد
N12
المقال يُعبر عن رأي كاتبه
للمرة الأولى بعد 15 عامًا زار وفد من حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وزعيم الحركة في الخارج خالد مشعل مساء (الأحد) مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، من أجل إعادة العلاقات التي تدهورت وتسببت في انقطاع طويل في العلاقات.
على خلفية الزيارة التاريخية، قال مصدر مُقرب من القصر الملكي للقناة 12، “إن التطبيع مع إسرائيل على بعد سنوات ضوئية، وأن حكومة نتنياهو هي حكومة مغامرين وغير مسؤولة”.
بعد المصالحة بين السعودية وإيران، فتحت المملكة الباب أمام حماس أيضًا، من أجل إعادة العلاقات معها، والتي وصلت إلى طريق مسدود في السنوات الأخيرة.
يشارك في الزيارة إلى جانب هنية ومشعل المسؤول عن ملف أسرى حماس زاهر جبارين، ونائب زعيم الحركة في غزة خليل الحية، وكجزء من الزيارة، من المتوقع أن يجتمعوا، من بين آخرين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن قضية المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين في المملكة العربية السعودية ستكون أيضًا على طاولة النقاش.
وأكد المصدر المقرب من البيت الملكي السعودي أن “السعودية مهتمة حاليًا بحل الخلافات مع محيطها، وتعتبر حماس عنصراً مركزياً في الشعب الفلسطيني، وتحظى بتأييد كبير لدى الشارع الفلسطيني.
قبل الزيارة قرر البيت الملكي إعطاء بادرة مصالحة لحركة حماس وأطلقوا سراح الدكتور محمد حسن عاشور، أحد كبار مسؤولي حماس، والمعتقل في البلاد منذ حوالي أربع سنوات، فيما لا يزال هناك عدد من المعتقلين.
بالتزامن مع زيارة وفد حماس، هبطت طائرتان مروحيتان أردنيتان بعد الفجر في رام الله لنقل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، في زيارة للأردن من هناك، سيستمرون غدًا في زيارة المملكة العربية السعودية، بدعوة من الملك سلمان لطعام الإفطار، إلى جانب الاجتماعات التي سيعقدونها مع كبار المسؤولين السعوديين.
اجتمع أمس وزراء خارجية الدول العربية في جدة وناقشوا إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن ذلك
واختتم المؤتمر بدعوة للعمل من أجل حل سياسي للحرب الأهلية في سوريا، وفي ضوء اندماج السعودية بمحور المقاومة في الآونة الأخيرة، وأوضح المصدر السعودي أن “العلاقات مع نظام الأسد لن تصل إلى مستوى السفارات، بل القنصليات فقط، ولكن بالنسبة للبقية – فالسعودية بالفعل ليس لديها مشكلة مع أحد اليوم، حتى مع الحوثيين والإيرانيين واللبنانيين بما في ذلك حزب الله بعد التفاهمات الأخيرة.
في غضون ذلك، يبدو أن فرص تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية تتضاءل، والاعتقاد السائد في المملكة أن هذا حُلم بعيد المنال، هذا لن يحدث لأن “إسرائيل” لن تنسحب من حدود عام 1967، إذا تحدثنا عن السياسة فالأمر بيد “نتنياهو” الذي لا يعبر عن رغبة كافية، فحكومة “أرييل شارون” وحزب “كديما”، كانا أكثر صدقًا وأقرب إلى السلام من “نتنياهو”.
وقال المصدر في القصر السعودي: “نتنياهو وعد شعبه خلال حملته الانتخابية أنه سيعمل على تدمير برنامج إيران النووي، هل فعل ذلك؟ لا ولن يكون قادرًا على ذلك”.
في أكتوبر الماضي، أطلقت السعودية سراح محمد الخضري، ممثل حركة حماس في المملكة، الذي قضى 3 سنوات في السجن والذي اعتقل في أيلول 2019 إلى جانب عشرات من نشطاء حماس، وحكم عليه بالسجن 15 عامًا، الآن، يبدو أنه بعد العديد من المجاملات للسعوديين، تأخذ حماس نصيبها من الدفء في العلاقات بين إيران والسعودية وتنسب إلى نفسها إنجازًا مهمًا، ومكانة مرموقة في محور المقاومة.
Facebook Comments