الحقيقة التي عرضتها “ديان” وأكدها “شنير” و”أرجمان”

رأي الهدهد – هيئة التحرير

ما تزال حدة التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين السابقين في كيان العدو تتصاعد، وتدور معظم التصريحات حول تصاعد العنف الداخلي، والخطر الذي تُشكله “الإصلاحات القانونية” على الديمقراطية اليهودية كما يصفونها.

وهناك احتمال أن تتحول “الدولة” إلى مملكة للملك، والجنود خدم وعبيد لـ “نتنياهو الملك”، وسارة سيدة البلاد الأولى، و”يائير” ولي عهد البلاد، وما قد يجره ذلك من صدام داخلي قد يصل لحرب أهلية، تؤثر بالتالي على وجود الكيان.

كل ذلك يُقال اليوم وأكثر، وكانت أقوى التصريحات، وأكثرها تأثيراً، تلك القادمة من قادة المجال المهني، كما يصفونهم، وتحديداً من قائد هيئة الطاقة الذرية “الإسرائيلية” “زئيف شنير”، الذي استقال قبل 8 أشهر من منصبه، ووجه رسالة حادة لـ “نتنياهو” حذره من خلالها من الاستمرار بتشريع القوانين التي يعتقد أنها تضر بالديمقراطية وأن: “الأعداء ينظرون إلى إسرائيل بفضول، إنهم لا يحتاجون إلى أسلحة نووية، كل ما يحتاجونه هو أن يروا كيف نؤذي أنفسنا”، وقال له إن هناك خطراً وجودياً حقيقياً بسبب هذا الصدام الذي سببه كما قال؛ “نتنياهو”.

الرئيس السابق للشاباك “نداف أرجمان”، هو الآخر كسر صمته الطويل، وحذر هو الآخر من فوضى وانهيار للأجهزة الأمنية وتشكل دويلات في الكيان، وقال إنه لا يعتمد على” بن غفير” أو “سموترتش” أو “نتنياهو” لأنهم يعرضون رؤية خطيرة تهدد وجود الكيان.

الكاتب في يديعوت أحرونوت “رونن برجمان” قال في مقال، “إن كليهما لم يكن ليفعل ذلك لو لم يشعر بخطر كبير على مصير البلاد التي كرسوا حياتهم من أجلها لتعزيز أمنها، لذلك استمعوا لهم”.

هذه التصريحات هي جزء من ماكنة إعلامية

كلها تتحدث حول الخطر ذاته، وهي تضاف إلى تطوير خطوات الرفض من قبل الاحتياط، اليوم هدد الجنود الاحتياط بجيش العدو بالانتقال من إعلان الرفض إلى تنفيذه بشكل عملياتي، كما أعلن ضباط في نظام “السايبر” عن عدم العمل بشكل فعلي، ورفض الخدمة إلى حين تراجع “نتنياهو” عن انقلابه.

بين تصريحات هؤلاء، وحتى تهديداتهم، تبقى الأمور على الأرض مختلفة، ولم تصل الحالة السياسية والأمنية “الإسرائيلية” إلى الحد الذي يستعد فيه الجندي أو السياسي “الإسرائيلي” ليدمر كيانه، لكن هذه التصريحات ليست خالية من المضمون، بل هي نوع من الشحن الداخلي والتأثير السلبي على الوعي، الذي سيصل إلى نوع من التمزق الداخلي، الذي لن يكون بالإمكان إعادته لوضعه السابق.

فالوضع الراهن الذي وضعه “بن غوريون” لتكييف الواقع السياسي مع تركيبة الكيان، لم يعد يصلح اليوم لاستيعاب المتغيرات الاجتماعية والسياسية والأمنية “الإسرائيلية”، وهذا يقود وسيجر الكيان في المستقبل لمزيد من الانهيار الداخلي الحقيقي، الذي يؤثر اليوم على مرافق الحياة ومؤسسات الكيان، التي تعاني من التراجع أمام حالة الغموض والتدهور السياسي.

في هذا الوضع، وفي حالة مثل كيان العدو، الأمور لا تحتمل، والتعبئة الإعلامية أصبحت هي من يمزق الحالة أكثر، وأصبحت الحرب الأهلية تطحن في داخل التركيبة السكانية، وكأنها قائمة أصلاً، حتى لو لم نر الدماء تسيل في الشوارع، والبنادق تتنقل من حارة إلى حارة، والجثث ملقاة على الأرصفة، فالوعي في حالة كيان العدو يكون أقوى من السلاح النووي في إذابة كل الروابط، ومحو الفكرة الصهيونية التي من أجلها قدِم هؤلاء إلى هذه البلاد كما قالت “إيلانا ديان” في برنامج “عوبداه”.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى