لا إيران ولا الهجمات
“حكومة نتنياهو” مهتمة فقط بـ “الفوضويين اليساريين”

ترجمة الهدهد
حتى أعتى أعداء “إسرائيل”، قادة حزب الله وحماس والنظام الإيراني ينظرون بذهول إلى ما يحدث هذه الأيام في الكيان، هذا هو حلمهم الجامح، فيما يتعلق بتفكك “إسرائيل”، ويحدث أمام أعينهم دون أن يتحركوا أو يبذلوا جهداً.
قبل أيام قليلة فسّر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بأوضح العبارات أن “كل ما يحدث في إسرائيل هو في نظره علامة على نهاية وجود الكيان الصهيوني”.
وبالفعل، كل غريب أجنبي تواجد هنا في الأيام الأخيرة، سيجد صعوبة في فهم وتصديق التصعيد الأمني غير العادي في الساحة الفلسطينية، واقتراب إيران أكثر من أي وقت مضى من امتلاك أسلحة نووية وتخصب اليورانيوم إلى حافة المستوى العسكري.
وزير الأمن القومي “الإسرائيلي” الذي يفترض أن ينشغل في أمن “الإسرائيليين”، منشغل في شيء واحد فقط “الاغتيالات السياسية”.
توضح الأرقام خطورة الوضع، فقط في الشهرين الأولين من العام الجاري، باستثناء شهر مارس، قُتل 14 مستوطناً في “إسرائيل” في هجمات نضالية، بينما قُتل 26 في عام 2022 بالكامل (وهو العام الأكثر دموية منذ عام 2015).
يشير عدد “الشهداء” في الجانب الفلسطيني إلى دافع واستعداد الشباب الفلسطيني لقتل “إسرائيليين” حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، أكثر من 80 “شهيداً” فلسطينياً منذ بداية العام بالضفة الغربية والقدس الشرقية، بينما “استشهد” في 2022 كله 152 فلسطينياً، ضعف عدد القتلى في عام 2021 وسبعة أضعاف في عام 2020.
تواجه المنظومة الأمنية للعدو كل يوم تقريباً إنذارات عن هجمات، وحقيقة عدم وجود أي هجمات استشهادية أو هجمات خطيرة أخرى هي معجزة بالطبع، سببها نجاحات “الشاباك” وجيش العدو في إحباط الهجمات، حيث أوقفت السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني (بشكل شبه كامل)، وعناصر حماس والجهاد الإسلامي في غزة وفي الخارج يساعدون منفذي الهجمات بالمال بشكل أساسي.
وتنضم إلى هذا الجهد إيران التي تحاول بطريقتها إرسال السلاح إلى الضفة الغربية، على غرار أيام الانتفاضة الثانية.
وهذا التصعيد الكبير كله يحدث قبل 12 يوماً فقط من بداية شهر رمضان والحساسيات التي يجلبها معه، وبينما “عيد البيسح” في الأفق، والافتراض بأن بعض أنصار “بن غفير” و”سموتريتش” سيطلبون اقتحام المسجد الأقصى خلال العيد.
في هذا الوقت تحديداً، اختار “إيتمار بن غفير” المبادرة إلى تنحية قائد شرطة منطقة تل أبيب “عامي أشاد”، لأنه لم يؤد إلى إراقة دماء كافية ضد المتظاهرين، وبالتالي منع تصعيد أوسع في القتال ضد الحكومة التي يجلس فيها.
وهذا هو نفس “بن غفير” الذي وعد بمهاجمة “الإرهاب” وتدمير حماس ومحو غزة وإقامة المزيد والمزيد من المستوطنات، واكتشف الحقيقة المعقدة التي اختار أن يتجاهلها طوال حياته، وهي حقيقة أن مشكلة الفلسطينيين وقضيتهم لن يذهبوا إلى أي مكان.
لم يعد هناك منصور عباس ولا حزب “راعم” ليكيل لهم الاتهامات، ولا حكومة متساهلة كما سمت “ميري ريجيف” حكومة “بينت لابيد” بعد الهجمات.
هذه حكومة يمينية بالكامل كانت رسالتها واضحة -سنعرف كيف نتعامل مع العرب-.
ناخبو “بن غفير” و”سموتريتز” و”الليكود” لا يهمهم موضوع “الانقلاب القانوني”، بل يهمهم الوضع أمام الفلسطينيين، فالفلسطينيين هم من جعلوا -أولئك الذين وعدوا بأنهم سيعرفون كيف يتعاملون مع الإرهابيين- كيف يبدون ضعفاء وعاجزين.
إن الضعف في المجال الأمني يجعل هذه الحكومة تبدو أسوأ، خاصة أنها تتعامل مع أمر واحد فقط – المتظاهرون – “الإرهابيون والفوضويون” وبالطبع الانقلاب.
كل شيء آخر، للأسف، يجب أن ينتظر، أو كما كتب أحد مؤيدي الإصلاح، وهو عضو في المعسكر الصهيوني اليميني، على تويتر بعد فترة وجيزة من الهجوم في تل أبيب: “لننهي التشريع الانقلابي في أسرع وقت ممكن ونبدأ في إدارة البلاد”.
هذا هو ترتيب الأولويات في الوقت الحالي، الانقلاب الآن، وعندها سنكون أحراراً في التعامل مع القضايا الأمنية، وليقتل الناس في الشوارع، وليقتل الجنود في أزقة نابلس وجنين، لكن أولاً وقبل كل شيء الانقلاب.
المصدر: يديعوت أحرونوت/ آفي يسخاروف
Facebook Comments