تتزايد التهديدات ضدها..
“إسرائيل” في أكثر المراحل تعقيدًا في تاريخها

ترجمة الهدهد
يمر العدو حاليا بمرحلة من أكثر المراحل تعقيدًا في تاريخه، ففي الوقت الذي ينشغل فيه بشكل رئيسي بنفسه هذه الأيام، فإن التحديات السياسية – الأمنية التي تواجهه لن تتوقف، بل يمكن ملاحظة بأن بعضها قد اشتد وضوحه واشتدت حدته في الآونة الأخيرة.
وبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم”، فإن “كلاما كثيرا قيل في الخطاب العام حول المفهوم الفضفاض المسمى “الردع”، لكن الردع العسكري ليس قصة أبيض وأسود، أو قصة 1 أو 0، بل العنصر الأساسي فيه هو معرفة عدونا أن لدينا إيمانا مشتركا بأهدافنا المشتركة، ولدينا مجتمع إسرائيلي في الجبهة الداخلية يقف قويًا كالجدار الحصين في مواجهة المحاولات الخارجية لترهيبه وتهديده”.
المفاجأة التي يمكن توقعها..
في الآونة الأخيرة، ضجت عناوين الصحف بأن مفتشي وكالة الطاقة النووية قد اكتشفوا يورانيوم مخصبا بنسبة 84٪ في إيران، وكان هذا الاكتشاف مصحوبًا بتصريح لمسؤولين أمريكيين كبار بأن إيران ستكون قادرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية في غضون 12 يومًا من اتخاذها القرار، أولئك الذين يتابعون عن كثب المشروع النووي الإيراني لم يفاجَؤوا على الإطلاق بالتقارير، فهذه الحقيقة ليست مفاجأة استراتيجية، لأن القادر على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20٪ وبعد ذلك إلى 60٪ سيكون قادرا على تخصيبه إلى مستوى عسكري 90٪ في وقت قصير.
وقالت الصحيفة إن “إيران تعودنا وتعود العالم الغربي حتى لا يصدم بتوسع مشروعها النووي أحد، وكان شيئا لم يتغير، من أجل التعامل مع الوضع الجديد والخطير، نحتاج إلى تركيز جهودنا مع المجتمع الدولي، أي توفير بديل للاتفاقية النووية (بعد تحطيم الاتفاقية الحالية) ومن ناحية أخرى لتشكيل تهديد عسكري موثوق يدفع إيران إلى الاتفاق، والعمل ضدها إذا استمرت في التقدم نحو القنبلة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “مثل هذه الاستراتيجية المعقدة، يجب أن يجعل الدول الغربية راغبة في مساعدة إسرائيل، وأن يعترفوا بأهميتها كجزيرة للديمقراطية الليبرالية في قلب منطقة شمولية ومظلمة، ولكن بدلاً من أن نقوم بذلك يبدوا أننا نقوم بالعكس”.
في الطريق إلى شهر رمضان عاصف..
إن التوترات محسوسة أيضا في الساحة الفلسطينية، الهجوم الذي وقع في “ديزنغوف” يوم الخميس ليس سوى غيض من فيض من التصعيد المتدحرج الذي يبدو أن العدو لم يصل إلى ذروته بعد، والأمل في تحقيق هدوء معين في الأسابيع التي تسبق شهر رمضان سيكون صعبا وسيدخل العدو فترة هي أيضًا كل عام متوترة، ويمكن أن تزيد أيام رمضان من حدة العنصر الديني في الصراع، إن القدس والمسجد الأقصى أولاً وقبل كل شيء، ربما يكون أخطر مسبب انفجار في الساحة.
وأوضحت الصحيفة بأن ” الإنذارات الكثيرة تؤدي إلى نشاطات استباقية مضادة مطلوبة من قبل الشاباك واليمام والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ويؤدي هذا النشاط إلى سقوط العديد من الضحايا الفلسطينيين، الأمر الذي يؤدي إلى الانتقام، والمزيد من الأعمال، والحلقة المفرغة التي لا تنكسر، هذه هي الأيام التي يلزم فيها إلى جانب الجهد العملياتي ضبط نفس وكبح من جانب المستوى السياسي والكابينت، وينطبق هذا أيضًا على التصريحات التي لا تهدئ الأرواح ولا تلطف الأجواء وينطبق أيضًا على النشاطات غير العاجلة، التي من الأفضل دراستها بتروٍ في المستقبل القريب”.
هل سيأتي الشر “لإسرائيل” من الشمال؟..
ذكرت الصحيفة بأن ” الأحداث الداخلية في إسرائيل قد تدفع بنصر الله إلى سوء تقدير بالنسبة لقدراته، ذكريات عام 2006 تتلاشى وتصريحاته الأخيرة تثير احتمال أنه في وقت ما يريد أن يثبت أنه بعد كل شيء أصبحت نظريته “شبكة العنكبوت” هي نظرية صحيحة، ولا ينبغي أن ندعه يفعل ذلك، في الوقت نفسه، تستمر المعركة بين الحروب، خاصة في سوريا، ومن الصواب لإسرائيل ألا تأخذ مفاهيم الماضي كأمر مسلم به، ومن الصواب إعادة النظر في المعركة أمام أهدافها الأصلية وعدم افتراض أن رد فعل الإيرانيين في الماضي أو عدم الرد على الضربات التي يتلقونها سيستمر إلى الأبد”.
وأردفت الصحيفة بأن “تعميق الاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي قد يكون له أيضًا عواقب أمنية، وقد يخطئ أعداؤنا الحسابات، كما حدث عدة مرات في الماضي، ويفترضون أنه بينما تكون إسرائيل منشغلة بنفسها، فمن الممكن التمادي، ويصبحون أكثر جرأة لتحقيق الإنجازات، إن القوى من حولنا التي فشلت في تفكيكنا من الخارج تنتظر بفارغ الصبر الآن وسعيدة بما تنظر إليه على أنه تفكك داخلي”.
إن المشاهد التي نراها حاليا عند العدو تصل أيضًا إلى بيروت، والصدع الكبير في علاقات جيش العدو بالمجتمع تتم دراسته أيضًا في طهران، كما أن العدو يخشى من إلحاق الضرر بما يسميه “الديمقراطية” وكذلك باقتصاده، كل هذا يثير قلق حلفائه، الذين سيحتاجهم في مواجهة التحديات المقبلة.
وترى الصحيفة بأنه “من أجل التعامل مع كل تحدٍ على حدة أو معهم جميعًا، يجب على الحكومة الآن إيقاف العمليات التشريعية، والتحدث، والوصول إلى مخطط متفق عليه، القوة في يديها، وبالتالي هي الوحيدة القادرة على إيجاد حل للأزمة، يجب على الإسرائيليين جميعاً الحفاظ على مفهوم “الحسم” في معاركهم ضد أعدائهم الخارجيين وليس ضد بعضهم، حتى لو كنا نختلف مع بعضنا بشدة، حان الوقت للتوقف والتحدث والتنازل والتراجع عن محاولة التغلب على بعضنا بعضا”.
المصدر: صحيفة “إسرائيل اليوم”
Facebook Comments