دعوة أخيرة للاستيقاظ.. قبيل انهيار العدو بالكامل

ترجمة الهدهد
في عقيدة الاستخبارات هناك طريقة يأخذون بها تسمى المؤشرات الأساسية للتنبؤ بالتهديدات المتزايدة، اليوم وفقًا لهذه النظرية، تتراكم الأحداث لدى العدو لتصبح صورة صعبة للغاية، غير مسبوقة في خطورتها على العدو، وبموجبها يمكن أن يحول الانقلاب على النظام القضائي كيان العدو إلى حالة من الضعف والانهيار.
وبحسب القناة 12، فإن “ما يعرف بـرفض الخدمة لدى جنود الاحتياط، حتى لو لم يكن خطوة مقبولة، يعكس في الواقع صرخة، ولا يتعلق الأمر بمعارضة قرار سياسي – أمني من نوع أو آخر، بل بالأحرى عدم الرغبة في العيش في بلد تُمنح فيه العناصر السياسية الحرية والمساحة لحكم البلاد بدون قيود أو ضوابط”.
وتلمح الولايات المتحدة بوضوح للعدو، وربما بشكل أكثر حدة، خلف الأبواب المغلقة، أنه إذا ضعفت العلاقة والرابط بين الدول، فلا يمكن توقُع استمرار التعاون الكامل، مثال على ذلك: لنفترض أن حكومة العدو قررت مهاجمة إيران عسكريًا واستخدام سلاح الجو، قد يكون هذا ممكنًا من وجهة نظر عسكرية، لكنه لن يكون ممكنًا من الناحية العملياتية، مثل هذا الهجوم يشبه حربًا متعددة الساحات، وله العديد من العواقب التي تتطلب دعمًا كاملاً من الولايات المتحدة للعدو.
علاوة على ذلك، فإن الدعم السياسي الواسع من أوروبا مطلوب للعدو أيضا، وإذا أصبح الكيان في نظرهم دكتاتوريا، فلن يحصل على مثل هذا الدعم، وإلى جانب الاستقطاب الداخلي والانقسام الذي يزداد تأثيره سوءًا على العدو، قد يتحرك العدو وحده في عزلة حقيقية، حتى أكثر من قضية إيران.
على الصعيد الداخلي تجاه الفلسطينيين، تشكل مسرحيات الوزير “سموتريتش” البغيضة وتصريحات “بن غفير” الاستفزازية في شهر رمضان خطرا حقيقيا على أمن العدو وعلى علاقاته مع العالم العربي، لذا فإن أي مواجهة غير ضرورية مع الفلسطينيين، في ظل تراجع وضعف السلطة الفلسطينية، وتحول “الإدارة المدنية” إلى هيئة ضعيفة بعد عزلها عن المنظومة الأمنية، ستؤدي ببساطة إلى تعقيد علاقات العدو مع الدول العربية، التي بُنيت بجهد كبير بعد حروب دامية.
واعتبرت القناة بأن “وجود مزيج من قوة الجيش الإسرائيلي والحكمة السياسية أدّى إلى واقع رائع، تتواجد فيه إسرائيل والدول العربية في تحالف عسكري استراتيجي يمنحنا مضاعفات قوة هائلة في الدفاع وأشياء أخرى، كما أن إسرائيل جزء من القيادة المركزية للجيش الأمريكي وهذا مهم للغاية، لا يجب أن تحقق إسرائيل حلم كل أعدائها: وهو الدخول في صراع ديني وهي معزولة عن الدعم الدولي والولايات المتحدة”.
في الاقتصاد، هناك بالفعل علامات على أن الحالة الاقتصادية للعدو، التي على شكل الدمج بين دولة التكنولوجيا الفائقة ورأس المال الأجنبي الهائل الذي يتدفق إليها، قد تنقلب رأسا على عقب، من أين ستأتي القوى الاقتصادية اللازمة للحفاظ على القوى العسكرية؟ إن الانقلاب الحالي سيحول العدو إلى كيان ضعيف ومعزول ومتخلف.
وأوضحت القناة بأنه “على الرغم من كل هذا، فإن الطيارين في الاحتياط الذين أعلنوا عن توقفهم عن الحضور إلى التدريبات يجب أن يتصرفوا بضبط النفس وحسن التقدير، يمكن أن نفهم بالفعل أنه إذا تم تمرير القوانين في القراءة الثانية والثالثة، فإن الاحتجاج سيصبح أكثر حدة – وسلوك إسرائيل في هذه النقطة التي وصلت فيها إلى ذروتها، لا يمكن تفسيره تمامًا”.
وختمت القناة بأنه “من المهم بالنسبة لإسرائيل، العمل لمنع استمرار الانهيار أمام الطيارين والجنود الآخرين في الاحتياط، ومن المهم أيضا منع سبب كل هذه الظواهر، والخطة التي تتعارض مع رؤية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وتفسد رؤية مؤسسيها ومنشئيها وقادتها ومواطنيها، هذه دعوة أخيرة للاستيقاظ قبل وقوع الكارثة”.
المصدر: القناة 12
Facebook Comments