لبنات رفض الخدمة لدى العدو تبني الوعي التدميري الذاتي

سعيد بشارات

إن إعلان 200 طبيب لدى العدو قبل قليل رفضهم الخدمة في صفوف الاحتياط، إذا لم يتراجع عمّا أسموه بالتعديلات المدمرة، هو أمر خطير، فهذه المجموعة الرافضة للخدمة في عصب وأساس وجود الكيان – الجيش، تضاف إلى وحدات وأسراب عديدة وحساسة أعلنت رفضها الانخراط في الاحتياط لحظة صدور الأوامر ، من كل التشكيلات الحساسة مثل الطيران و شلداج والسرب 69، ومجلان والمدرعات، هذا الأمر دعا نتنياهو إلى القول أن الرفض يهدد وجودنا وأنا مقتنع بأننا سنتغلب عليه- كما قال.

وليس أقل تأثيراً على الأحداث ما أعلنه طاقم شركة الطيران الإسرائيلية “العال” أنه يرفض نقل نتنياهو وزوجته إلى روما، ما استدعى الشركة لإحضار طائرة عادية بدون فرشة لنقل الزوجين إلى هناك.

لماذا أصبح الأمر خطيرًا؟ لأن هناك حالة متسعة من الرفض، تؤثر على الوعي، هذه الحالة تُعدي بعضها بعضا، و تبني لبنة على أخرى نحو الفوضى وفقدان السيطرة، وحشر كتلة منتخبة في الزاوية جعلها تهدد وتحذر من أن الإعلان عن الرفض يؤثر على وجود الكل، وخاصة إذا لم يتم حل الأزمة.

اليوم “نتنياهو” هو الذي يحكم، لكن الذي يضغط وبشكل كبير ويدير الكيان هم المعارضة، والعلمانيون الذين يملكون المال والشركات والقضاء والطب وحتى نخبة الجيش وطياريه، وبالتالي أصبحت المعارضة مصرّة أكثر وتحاول فرض أجندتها التي لا اعتقد أن نتنياهو سيستسلم لها، “لبيد” صرح اليوم بأن المسؤول عن الفوضى والصدع العميق في “المجتمع الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي” هو فقط أكثر الحكومات تدميراً في تاريخ البلاد، كما قال.

“إيتمار بن غفير” دعا “لبيد وغانتس” لإبداء “المسؤولية والوحدة كي نشعر أننا شعب واحد”، كما دعا المتظاهرين الذين يريدون التظاهر يوم الخميس “لعدم التحريض أو الفوضى أو الإضرار بالبلد”.

هذه التصريحات تعكس حجم تمترس كل طرف خلف مواقفه، وإصراره على تحقيق ما يعتقد أنه جاء لتحقيقه، فاليسار يعتقد أنه صاحب الدولة ومؤسسها ولن يسمح بسرقة أساساتها وقواعدها التي بنيت عليها، واليمين الديني والعلماني يقول إنه حان الوقت للثورة على الإرث اليساري الذي قامت عليه “الدولة”، ولابد من “إصلاح المسار” الذي يؤمن بأنه هو الأصلح والذي يثبت أسس الديمقراطية اليهودية- كما يصفونها – أكثر.

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى