سُم السياسة يسري في روح الجيش

رأي الهدهد – هيئة التحرير
تجتاح “جيش العدو الإسرائيلي” هذه الأيام ظاهرة “الإعلان” عن عدم الرغبة- الرفض- بالخدمة في أوساط جيش الاحتياط، وخاصة في سلاح الطيران، والوحدات التي تعتبر من النخبة مثل “شلداج” و”مجيلان” و”يهلوم”، وغيرها من الأذرع العسكرية، مثل المدرعات، ما استدعى رئيس الأركان السابق “آيزينكوت” – من المعارضة- ووزير الجيش السابق “غانس”- من المعارضة- و”نتنياهو” رئيس وزراء العدو، إلى التحذير من هذه الخطوة حتى لو كانت على مستوى (الإعلان الورقي) ودعوا الاحتياط الذين أعلنوا عن رفض الخدمة أو عدم الالتزام بالامتثال للتدريب إلى التراجع، لخطورة الموضوع، على مستقبل وهيبة الكيان.
وحذر قائد أركان جيش العدو “هرتسي هليفي” “نتنياهو” خلال جلسة مغلقة وممنوع اطلاع الإعلام عليها- لكن تم تسريبها- من خطورة ظاهرة الرفض للامتثال للأمر العسكري، وخاصة أنه وصل إلى عصب الجيش وعموده الفقري؛ احتياط سلاح الطيران.
على أي حال، هذه الظاهرة لم تصبح حقيقة واقعة في الميدان، ولم يقرر بعد من يسمون بالرافضين (عدم الامتثال للأمر العملياتي الفعلي) ،يعني أنها لم تخرج بعد من إطار الإعلان والتهديد على الورق، لكنها خطيرة جداً على مستوى الوعي، وتأثيرها على بنية وتركيبة وحتى مستقبل الجيش، الذي يعتمد كثيراً على الاحتياط، خطيرة جداً، والاحتياط إذا ما بث روح سلبية في باقي الجسم فإن ذلك يعتبر نفساً قاتلاً للجيش.
الرفض المنتشر والذي يتوسع حالياً في أوساط الاحتياط يعطينا لمحة بسيطة عن تأثير الأزمة السياسية على المجتمع الذي أصبح ممزقاً إلى أجزاء، ولا يمكن إعادة ربطه ببعضه، ما انعكس على الجيش، وخاصة خلال الأربع سنوات الأخيرة، وهو حقيقة تنذر بتأثر الجيش بما يحدث، ويعكس موقف عام، بدأ يؤثر عليه، ولا مانع عنده من السعي نحو التمزق كما السياسة، وكما المجتمع، وهذا ظاهر أكثر في الضفة الغربية.
اليوم الجيش يسمع كلام “يائير نتنياهو” ابن الملك الدكتاتور “بنيامين نتنياهو”، الذي وصف الرافضين والمحتجين بأنهم إرهابيون وليسوا فوضويين فحسب، ويسمع وزيرة الإعلام والدعاية “ديستال اتابريان” التي قالت في تغريدة لها: “الطيارون الذين يربطون خدمتهم بشروط، ليسوا وطنيين، ليسوا ملح الأرض، ليسوا صهيونيين، ليسوا أفضل شبابنا، ليسوا رائعين، ليسوا شعب إسرائيل، الطيارون الذين يربطون توفير الأمن للمواطنين بنتائج الانتخابات، سقطوا في النرجسية، لست مهتمة بما فعلوه من أجل البلد، فالمساعدون في رياض الأطفال يفعلون الكثير من أجل البلد، في هذا هم متساوون”.
هناك نقف ونقول، إن هذه روح، وسم السياسة دخل إليها، وبقوة، مما يجعل الجيش الذي ينتظر “نتنياهو” أن ينفذ له مهمة مهاجمة إيران أو ضرب غزة، بعد سماعه كلام ابنه “يائير” ووزيرته “ديستال”، يقف ويفكر، وربما يقول: “خليني قاعد في الدار”.
Facebook Comments