“نتنياهو” يواجه سبع جبهات قد تطيح بحكومته

ترجمة الهدهد
لا تنهار الائتلافات بسبب تحركات المعارضة، بل تنهار على نفسه، وهذه جملة معروفة في النظام السياسي.
بالرغم من أن هذه الحكومة لم تنهر بعد، وسيكون هناك من يزعم بأنها مجرد أعراض انهيار، وأنه من السابق لأوانه الجزم بانهيارها، لكن في غضون شهرين ظهرت على الحكومة -الأكثر تجانساً التي عرفناها في السنوات الأخيرة – أعراض سلبية تشعل الضوء الأحمر في النظام السياسي.
هناك قاعدة عامة تنطبق على أي ائتلاف على الإطلاق: بمجرد أن يبدأ الوزراء في الاستقالة من الحكومة وإعلان حرية التصويت بسبب القوانين المتنازع عليها داخلياً – تكون هذه هي بداية ديناميكية سياسية سلبية، قد تتحول إلى كرة ثلج متدحرجة من الأزمات، وهذان العرضان يصيبان الحكومة اليمينية الفتية.
“نتنياهو” يتعرض حالياً للهجوم من سبع جبهات مختلفة – من الداخل والخارج، وإلى جانب موجة العمليات وغلاء المعيشة والاحتجاجات في الشوارع
كما تلقى رئيس الوزراء ثلاث ضربات من الداخل، مساء “الثلاثاء” أعلن وزير ما يسمى القدس والتقاليد “مئير باروش”، أنه يستقيل من منصبه كمسؤول عن “طقوس ميرون”، وأنه يفكر في الاستقالة كلياً من منصبه كوزير في الحكومة.
هذه هي الاستقالة الثانية خلال يوم واحد، بعد استقالة “آفي ماعوز” من “حزب نعوم” من منصبه كنائب وزير، على أساس أن ما وعد به في الاتفاقات الائتلافية لم يتم الوفاء به.
“باروش” و”معوز” ليسا الوحيدين اللذين يتحدثان عن عدم وفاء “نتنياهو” بالوعود.
أعضاء حزب “يهودوت هتوراة” غاضبون جداً من نتنياهو لأنه في نظرهم لا يفي بالاتفاقيات المتعلقة بميزانيات دعم دراسة التوراة ووسائل النقل العام.
فيما هاجم مسؤولون في الحزب رئيس الوزراء وقالوا إنهم في “الليكود” يعتقدون أن الالتزام بالاتفاقيات أحادي الجانب، وقالوا: “لذا إذا لم يحترموا الاتفاقات فنحن لسنا ملزمين بالائتلاف وأنهم لديهم أغلبية حتى بدوننا ولن نسمح لهم بإيذاء الجمهور الحريدي”.
هناك جبهة أخرى يواجهها “نتنياهو”، يقف فيها “إيتمار بن غفير”، فحزب “عوتسما يهوديت” لا يعجبهم سلوكه الأمني، وهم غاضبون من “عدم إشراكهم” لأن نتنياهو لم يطلعهم مسبقاً على القمة الأمنية السياسية في العقبة.
من المتوقع أن يتم تقديم قانون “بن غفير” لتنفيذ عقوبة الإعدام على منفذي العمليات للقراءة الأولية اليوم “الأربعاء”، ويفكر “الليكود” في السماح بحرية التصويت لحزب “يهدوت هتوراة”، التي لا تدعم الاقتراح لأسباب دينية وترغب في الامتناع عن التصويت، وترى “عوتسما يهوديت” أن مثل هذا الانتهاك لانضباط الائتلاف حول قانون تم الاتفاق عليه بالفعل خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، يعد انتهاكاً خطيراً.
“نتنياهو” على علم بالأزمات من حوله ويحاول حلها
في مكتب “نتنياهو”، تحدثوا مع “آفي ماعوز”، الذي ستدخل استقالته حيز التنفيذ مساء “الأربعاء” ويحاولون إقناعه بالتراجع عنها، والتقى “نتنياهو” أيضاً مع رئيس لجنة المالية “موشيه غفني” ومع “درعي”، كما عقد اجتماع آخر مع “بن غفير” لخفض التوتر.
لا يزال بإمكان “نتنياهو” إطفاء الحرائق ولا يبدو في الوقت الحالي أن الحكومة ستنهار، لكن من الواضح للجميع أن مثل هذه الظواهر ما كان ينبغي أن تتطور في مثل هذه المرحلة المبكرة من ولاية الحكومة.
أمس “الثلاثاء” قال رئيس “الصهيونية الدينية” وزير المالية “بتسلئيل سموتريتش”: “من الواضح لي أنه لا أحد من الأعضاء الذين يطلقون الإنذارات النهائية ويرسلون خطابات الاستقالة يفكر في قلب نظام الحكم، ولا يريدون تقويض استقرارها، وربما يسمحون لأنفسهم بالتصرف بهذه الطريقة على وجه التحديد بسبب استقرار الحكومة – لكن هذا تصرف خطير وغير مسؤول”.
Facebook Comments