من القمة إلى الدرك الأسفل

ترجمة الهدهد
مع أن قمة العقبة تُعبر عن إرادة ومصلحة من الطرفين، سواء رئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو” أم رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن اللذين يريدان منع مزيد من التصعيد عشية رمضان و”عيد الفصح”، غير أن الميدان يشتعل منذ الآن، وقطار التصعيد الأمني انطلق دون سيطرة، وسيكون من الصعب جداً إيقافه.
إن العملية القاسية في حوارة واعتداءات المستوطنين في القرية ليست حدثاً إضافياً آخر في سلسلة أحداث، فهذا التصعيد يتواصل منذ نحو عام، وهذه الأحداث ذات مغزى من شأنها أن تكون المحفز لتصعيد إضافي في الميدان.
من يعتقد وحتى يقول علناً إن ثأر حوارة هو الحل لتحقيق الردع الذي لا تنجح المنظومة الأمنية في تحقيقه في الحرب ضد العمليات، سيصعب عليه أن يفهم مدى الضرر لـ “إسرائيل”، إقليمياً ودولياً، ولا يقل عن الضرر الأمني أيضاً.
عندما تتعاظم وتيرة الأحداث، يكون واضحاً جداً للمنظومة الأمنية بأن عمليات أخرى هي مسألة وقت فقط.
وقد استغل منفذو الهجوم الفرصة، في منطقة غور الأردن قرب أريحا لتنفيذ عملية إطلاق نار أخرى أمس، هذه ليست الإشارة الأولى إلى أن هذه المنطقة تغلي هي الأخرى بشكل غير مسبوق، ربما منذ بداية سنوات الألفين وهي تغلي.
حتى في السنوات القاسية بقيت أريحا -المزدهرة نسبياً- مرات عديدة خارج دائرة التصعيد، العملية في بيت عربا، تبدو كعملية مخطط لها أكثر بكثير من عمليات أخرى، فبعد عملية إطلاق النار في المطعم في مفترق “الموغ”، يبدو أن منفذي الهجوم الذين خططوا له أمس، استخلصوا الدروس وأجروا استعدادات مسبقة، وقد تضمن هذا محور الهروب، حرق السيارة والهروب في سيارة أخرى، يبدو أنها عادت باتجاه أريحا في المنطقة الفلسطينية.
إن الضرر المحتمل لـ “إسرائيل”، أمنياً وسياسياً أكبر بكثير مما يمكن تقديره، فالمنظومة الأمنية وأساسها الجيش والشرطة، فشلوا في فهم صورة الوضع، رغم وجود مؤشرات واضحة في الميدان على أن رد فعل المستوطنين سيكون قاسياً.
منذ زمن بعيد فتيان التلال، يصلون إلى مفترقات معروفة، في منطقة حوارة وفي مفترق “يتسهار” لأجل رشق الحجارة على سيارات فلسطينية.
المصدر: معاريف/ تل ليف رام
Facebook Comments