الانحدار نحو الخراب الأخير

رأي الهدهد – هيئة التحرير

المظاهرات الاحتجاجية للأسبوع الثامن على التوالي، ربما ينظر إليها البعض على أنها استعراض للقوة، ومحاولة يائسة من اليسار المهزوم في انتخابات كيان العدو الأخيرة، وأمام حكومة يمينية متطرفة لـ “نتنياهو”؛ لا تمثل سوى زوبعة في فنجان، أمام تسونامي القوانين والتشريعات التي يتم اعتمادها بسرعة في الكنيست، ضاربة عرض الحائط بكل التحذيرات التي أطلقها رئيس الكيان “هرتسوغ” بمبادرته المعروفة، وكبار الاقتصادين وأصحاب رؤوس الأموال والكتاب والسياسيين والجنرالات السابقين.

ألا أن بروز دعوات التمرد من قبل رئيس وزراء العدو ووزير جيشه السابق “إيهود براك” ذو المكانة الرفيعة في منظومة العدو العسكرية، ومسيرات ضباط سلاح المدفعية، وكبار رجال الأمن، وأبرزها انضمام وأحد من أبرز الأجهزة الأمنة حساسية “الموساد”، فمن رتبة لواء إلى العناصر الميدانية، يحق لهم الانضمام للاحتجاجات.

إضافة لعصب سلاح جو العدو وهم طيارو الاحتياط، الذين أعلن جزء منهم عن رفضهم للالتحاق بالخدمة – وعكس حالة التمرد الداخلي أكثر، تصريحات “دان حالوتس” قائد أركان جيش العدو وقائد سلاح الجو سابقاً- الذي عبّر عن مدى القلق والتململ بين صفوف أهم عنصر بشري مُدرب واحترافي في أهم سلاح بمنظومة العدو العسكرية، وهم ضباط الاحتياط في سلاح الجو، إضافة إلى 100 ضابط وعنصر من وحدة العمليات السرية في استخبارات العدو.

كل هؤلاء ينضم إليهم قادة سابقون في جهاز الأمن العام “الشاباك” وباقي أذرع الجيش وخبراء عسكريين وخبراء اقتصاديين كثيرون جداً، ليس محافظ “بنك إسرائيل” ولا الخبراء الاقتصاديون من مؤسسات الائتمان الدولية.

إلا أن هروب 20% من أموال الاستثمار الأجنبي وسحب ودائع تقدر بـ 200 مليار شيكل وانضمام كافة الأحزاب السياسية للاحتجاجات المتسارعة في كيان العدو، يعني أن حالة التشظي الداخلي في الكيان تفشت بسرعة غير متوقعة لتثبت استحالة الاندماج الداخلي لعدم الاجتماع على مضمون الوجود على هذه الأرض، وهذا يعززه كل يوم تصريحات “نتنياهو” وشركائه المتعطشين لشخصنة الحكم لصالحهم، وفرض أيديولوجيتهم الاستيطانية الإقصائية بأسرع الطرق، ضمن تطلعات الدولة الدينية، التي تُفرض في كل زاوية في كيان العدو.

فالانحدار السريع نحو الخراب الأخير كثر الحديث عنه هذه الأيام، حتى لو في إطار المبالغة اليهودية المعروفة، ومع ذلك تزداد فرص المواجهة – غير المسلحة لحد الآن-  والتي قد لا ترتقي لحرب أهلية في المرحلة الحالية.

فالمجرمون والفاسدون هم من يسيطرون على الحكم “الديمقراطي اليهودي” حالياً في كيان العدو، ضمن حكومة يمينة استيطانية متطرفة، ولكن ما يحدث مع عُمر الكيان القصير الذي لم يصل إلى عقده الثامن بعد، هو مشكلة حقيقية “لدولة” تعتبر نفسها في عداد الدول الديمقراطية.

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى