الردع يضرب قلب العدو

✍️⁩ عبد العزيز صالحه

رصدت وسائل إعلام العدو في الأيام الأخيرة العديد من تصريحات قادته من الحكومة والمعارضة، وتحمل هذه التصريحات والمواقف دلالات ومؤشرات مهمة يجب البناء عليها، لأنها تشكل نقطة تحول في صراعنا مع هذا العدو.

أولى هذه المواقف هو موقف رئيس جهاز الأمن العام للعدو “الشاباك” “رونن بار” والذي هاجم “بن غفير” وسياساته التي يطبقها على الشعب الفلسطيني، هذا الانتقاد جاء بعد تقديرات لجهاز “الشاباك” أن سياسية “بن غفير” ستجلب ردة فعل، وعمليات مضادة ضد المستوطنين في عمق مدن الكيان.

ثاني هذه المواقف ما صدر عن عدد من ضباط الاحتياط في جيش العدو، حيث طالبوا بوقف سياسة القتل والعنف التي ينتهجها جيش العدو ضد الفلسطينيين، وحسب رأيهم أنها ستجلب عمليات نضالية وأعمال مقاومة للفلسطينيين، هنا نُذكر بأهمية هذا الموقف وأنه لا يسمح للجنود بالتعبير عن آرائهم ضد الجيش بشكل علني، فخروجهم للعلن يعتبر نقطة تراجع في المنظومة العسكرية لجيش العدو، ودليل على دعم التوافق على هذه العمليات داخل المؤسسة العسكرية.

ثالث هذه المواقف ما صدر من الشخصيات السياسية والعسكرية الاعتبارية في كيان العدو، مثل “ايهود باراك” و”أولمرت” وقيادات أمنية أخرى، عبروا عن سخطهم عن سياسات هذه الحكومة وآلية إدارتها من قبل “نتنياهو”، حيث انتقدوا وبشدة كبيرة تعاملهم مع الفلسطينيين، وانتقدوا أيضاً العملية العسكرية التي شنها جيش العدو على نابلس قبل يومين، واعتبروها لعباً بقنبلة موقوتة ستنفجر في أي لحظة.

هذه المواقف توضح لنا حقيقة ما يدور في كيان العدو، من فرقة ونزاع داخلي خطير يضرب أهم مُركبات هذا الكيان، وهو المؤسسة العسكرية والسياسة.

وهو دليل على فشل سياسات العدو بزعامة هذه الحكومة المتطرفة، التي أصبح “نتنياهو” فيها مُبتزاً، ويدفع ثمن تحالفه مع “بن غفير” و”سموترتش” من أجل البقاء في الحكم والهروب من المُحاكمة.

أمر آخر مهم جداً ويُحسب لصالح الفلسطينيين وهو ردع العدو حيث أصبح يحسب حسابات كثيرة لعملياته ضد الفلسطينيين، لأنها ستجلب لهم الموت في عمق مدن الكيان.

إذاً جميع هذه التصريحات نابعة من الردع الذي شكلته المقاومة الفلسطينية وأدخلت لعقل وقلب كل مستوطن، أن بعد كل عملية عسكرية لجيش العدو ستقابل بعمليات وردة فعل فلسطينية كبيرة.

وأعتقد بعد عملية نابلس إذا وقعت عملية في عمق مدن الكيان، فستغير معالم الساحة السياسية في الكيان، ولربما نشهد خلخله لأركان هذه الحكومة وربما سقوطها.

خلاصة القول: مزيد من المقاومة سيجلب مزيد من الردع لهذا الكيان، وعملية واحدة ستنهي مستقبل المتطرفين.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى