خطة المراحل الثلاثة لـ “نتنياهو”

ترجمة الهدهد
رغم التحذيرات الشديدة لاقتصاديين وقانونيين ومفكرين وحاصلين على جائزة نوبل و”أصدقاء إسرائيل” في أرجاء العالم فإن “الانقلاب القانوني” لليمين يستمر في التقدم بوتيرة هسترية، وهو يهدد بتحويل “إسرائيل” إلى دولة ديكتاتورية فقيرة ومقاطعة.
لم تنجح المظاهرات الكبيرة في أرجاء الكيان بوقف السباق لتدمير الديمقراطية
لكن هذه ليست كل القصة، كل الدلائل تشير إلى أننا نوجد في ذروة خطة من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى:
يتم تنفيذها في هذه الأثناء، هي إضعاف المحكمة العليا، إلى درجة تصفيتها فعلياً.
وهكذا تستطيع الحكومة أن تسن (بواسطة الكنيست) كل ما يخطر ببالها بدون أن يقف أمامها أي كابح، لذلك، تم بناء حاجز ثلاثي: تعيين القضاة من قبل الائتلاف، سلب المحكمة من قدرتها على إلغاء قوانين من خلال بند التغلب، والحديث يدور عن حاجز لا يمكن اجتيازه، يحول رئيس الحكومة إلى حاكم وحيد له قوة غير محدودة.
المرحلة الثانية:
هي تصفية الصحافة الحرة
الصحافة ستتم مهاجمتها وإضعافها (مثلما يفعل شلومو كرعي الآن بهيئة البث)، بمساعدة تشريع، ومن خلال شن هجمات شخصية سامة على الصحافيين، ورعاية شبكات اجتماعية متخصصة بالأخبار الكاذبة.
الإعلام القوي والمستقل هو شرط للديمقراطية، وبدونه لا يوجد من سيكشف الفساد ويقول الحقيقة عما يخفيه النظام لذلك، “نتنياهو” و”الليكود” يريدون تصفيته.
بالنسبة لهم تكفي أن تكون القناة 14 و”صوت إسرائيل”، خلال الأسبوع الماضي صدّقت لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست على تسهيلات بملايين الشواكل للقناة 14، مثل الإعفاء من دفع الرسوم للقناة 2.
بدون محكمة عليا مستقلة وبدون إعلام حر سيكون من السهل تحويل الكذب إلى حقيقة والأخبار الكاذبة إلى واقعية
بدون المحكمة العليا وبدون إعلام مستقل لا يمكن التمييز بين رد حقيقي في الشبكات الاجتماعية وبين آلاف الأشخاص الوهميين الذين يشغلهم نظام الحكم من أجل نشر الأخبار الكاذبة التي ستغير التصويت للكنيست.
بدون المحكمة العليا وإعلام حر فإن الحكومة ستتمكن من الإعلان عن فترة طوارئ، وتؤجل الانتخابات لفترة غير محدودة، ويمكنها تغيير طريقة الانتخابات، وحتى وقف رؤساء المعارضة باتهامات لا أساس لها، ويمكنها أن تبقى في الحكم إلى الأبد.
المرحلة الثالثة:
سرقة الخزينة العامة دون الخوف من التقديم للمحاكمة
إذا لم يتغير الحكم فلا يوجد من يقوم بتنظيف الإسطبلات، هكذا سيكون بالإمكان إعطاء هدايا للنشطاء والمقربين على شكل وظائف رفيعة والفوز بالعطاءات، تقترح عضو الكنيست “ميري ريغف” السماح للوزراء بتعيين نشطاء سياسيين (غير مؤهلين) في وظائف في شركات حكومية، وتتساءل ما أهمية شركة حكومية إذا لم يكن بالإمكان استخدامها؟
“نتنياهو” و”الليكود” يعتبرون حكومة التغيير حادثاً خطيراً لا يجب أن يتكرر
هم غير مستعدين للانفصال مرة أخرى عن الحكم، حتى لو لعام ونصف، هم على ثقة بأن “الله اختارنا لنحكم”، كما كتب القيادي في الحركة الصهيونية “زئيف جابوتنسكي” قبل 85 سنة، إذا ما قيمة الانقلاب النظامي إذا كان يمكن إلغاؤه في الانتخابات القادمة؟
المصدر: هآرتس/ نحاميا شترسلر
Facebook Comments