الوعي المقاوم في مواجهة العنصرية

✍️⁩ عبد العزيز صالحه

يشن جيش العدو عمليات قتل ومداهمات يومية للمدن والقرى الفلسطينية بحجج مختلفة، تخلف وراءها عشرات من الإصابات والشهداء، حيث تشتبك قوات العدو مع الفلسطينيين، وتستخدم أسلحة وذخائر حية ضد المتظاهرين، هذه الاقتحامات التي ينفذها جيش العدو تحدث باستمرار وتستهدف الكل الفلسطيني.

تلك الاعتداءات تدفع نحو ازدياد الضغط، والرغبة في مواجهة جيش العدو، وأيضاً تخلق توسع لرقعة المقاومة، وانضمام شريحة أوسع بعد كل عملية يقوم بها جيش العدو، وتزيد من وحدة الصف الفلسطيني واختيار منهج المقاومة كطريقة ناجعة للجم سياسات هذا العدو.

في كل عملية يشنها جيش العدو يحاول تصدير إنجازاته، ويحاول القول إنه في طريقه نحو السيطرة على المقاومة وضرب جذورها، لكنه سرعان ما يتضح له فشل هذه السياسات بسبب جلبها لنتائج عكسية، فهو يهاجم في المدن الفلسطينية ليواجه الرد السريع والقاسي في الداخل المحتل.

فهذا العدو لا يعتبر من دروس الماضي وتجاربه مع الشعب الفلسطيني، فمنذ قيام كيان العدو وهو يمارس القتل والتهجير والإبعاد والاعتقال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ليثبت عبر الزمن أن هذه الإجراءات لا تزيد الفلسطيني إلا صموداً وتحدياً لهذه السياسات العنصرية، ليثبت للجميع إنه ومع كل قطرة دم تسيل، وكل بيت يُهدم يرتفع لدى الفلسطيني القناعة والإيمان بفكرة المقاومة، ويزداد وعيه واداركه الجيد في أساليب مقاومة هذا العدو.

فحاصر غزة لسنوات طويلة وما زال، فلم يجد منها غير الجلد والسير نحو الهدف المنشود، فبنت منظومة عسكرية قوية رغم محاربة العدو للمقاومة، ليس في القطاع فقط، بل امتدت قدرته وقوته إلى دول المنطقة والعالم ليجفف المنابع كما أسماها العدو.

وهاجم الضفة الغربية بمدنها وقراها وهدم عدداً كبيراً من المنازل واعتقل الكثير من أهلها وقتل خيرة شبابها، فلم يجد منها الاستسلام ولا الضعف ولم ينجح بردع الحاضنة الشعبية للمقاومة، فقاومه الفلسطينيين بكل ما أوتوا من قوة لينتشر الفكر المقاوم، ولتتشكل كتائب ومجموعات تتصدى لهذا العدو وتوقع به الخسائر ويحسب لها ألف حساب.

فانتصرت المقاومة بوعيها وحاضنتها، وفرضت قوتها وهيبتها على الأرض، حيث فشلت كل سياسات العدو لتكبيل وطمس المقاومة، وأكدت هذه الحقائق معاهد الدراسات الاستراتيجية في كيان العدو أن معركة الوعي قد انتصر بها الفلسطيني وليصل بوعيه إلى خارج حدود فلسطين.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى