جُنون وتهور في كُل اتجاه

رأي الهدهد – هيئة التحرير

6 صواريخ أطلقت فجر “الخميس” من قطاع غزة تجاه كيان العدو، 5 صواريخ منها تم اعتراضها بواسطة القبة الحديدية، والصاروخ السادس سقط في منطقة مفتوحة.

هذه الرشقة من الصواريخ تأتي بعد تحذيرات واستعدادات أعلن عنها كيان العدو بعد مجزرته التي نفذها في مدينة نابلس والتي ارتقى خلالها 11 فلسطينياً، تتهم قوات العدو 3 منهم بالمسؤولية عن تنفيذ إحدى العمليات الكبيرة في منطقة نابلس، وباقي الشهداء ارتقوا خلال اجتياح حي القصبة في نابلس منهم مُسن بلغ من العمر 80 عاماً.

أحداث نابلس رفعت من حالة التصعيد والترقب لانفجار الأوضاع وخاصة في ظل “الاستفزازات الإسرائيلية” وعدم قدرة نتنياهو على كبح رغبة شركائه في تفجير كل شيء، وعدم الاكتراث بأحد، حتى أصدقاء الكيان الذين لا يزيد احتجاجهم عن قلق مخفض الحدة.

“حكومة نتنياهو” لا تعمل فقط في الضفة الغربية أو القدس أو غزة فحسب، بل فتحت جبهات في كل الاتجاهات وعلى كافة الساحات، حتى تلك التي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتلك الداخلية المتعلقة بالصراع على الصلاة في الساحة المقامة على أنقاض حي المغاربة المدمر عام 67 والمقابلة لحائط البراق، وفي الساحة القضائية والساحة الاقتصادية، التي تضرر فيها الشيكل بشكل كبير، وأيضاً الساحة الإيرانية والشمالية التي تستعد “إسرائيل” كما قال “نتنياهو” لتوجيه ضربة لها، في ظل التقارير التي تتحدث عن تخصيبها اليورانيوم بنسبة 84‎%‎، مما يسرع عمليات التخصيب التي تهيئ لإنتاج قنبلة نووية.

في هذه الأثناء يتصاعد الصراع الداخلي ليصل إلى مستويات رأينا صورة عنها في “الكنيست”، من تصرفات لا تحصل إلا في حدائق الحيوان، وتعكس مدى عنصرية وفاشية وسفاهة عقل هذا الطاقم، الذي يتزعمه ويستفيد “نتنياهو” شخصياً من تهوره.

أمس شن نائب رئيس وزراء العدو ووزير القضاء “ياريف ليفين” هجوماً حاداً على رئيس المعارضة “يائير لابيد” واليسار وقال: “لم يكن هناك زعيم معارضة بائس وغير مسؤول كــ يائير لابيد، هناك ظاهرة غير مسبوقة هنا، المعارضة تحاول سحق الاقتصاد، هذه حركة BDS داخلية حقيقية”.

هذه التهجمات تأتي على حساب إمكانية الالتقاء للحوار بين الأطراف المتصارعة بالداخل وتعطي إشارات مهمة حول حجم الخلاف الداخلي، وضعف إمكانية التوصل لأي حل يكون مرضي للأطراف، حيث ينظر اليسار إلى هذه المعركة على أنها مصيرية بالنسبة له ولسيطرته على مؤسسات مثل القضاء والقطاع الاقتصادي.

إذاً هي معركة مجنونة، فتحها مجموعة من الفاسدين واللصوص والمعاتيه ضد كل شيء دون النظر للعواقب المحتملة، ودون مراعاة التحذيرات الشديدة ومن كافة الأطراف، وحتى لو صل الأمر كما يفضله أحد أقطاب الصهيونية الدينية (تسفيكا فوجل) للانفجار الكبير.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى