حتى في ظل “الأزمات الإسرائيلية والأميركية”؛ الفلسطينيون هم من يدفع الثمن

✍️ سعيد بشارات

بدأت صباح اليوم سلسلة تحركات من “المعارضة الإسرائيلية” احتجاجاً على بدء التصويت على “الإصلاحات القضائية” التي ينوي “نتنياهو” وحكومته تمريرها في الكنيست، هذه التحركات بدأت بعدة نقاط في الكيان وأمام منازل أعضاء كنيست يتصدرون هذه التغييرات القضائية.

في الخلفية يتصاعد الخطاب التحريضي بين الطرفين، ومعه تزداد الخشية من التصادم لدرجة أن أحد القادة الأمنيين السابقين، اعتبر ما يجري الآن في الكيان هو حرب أهلية لكن ينقصها الدم.

في هذه الأثناء ورغم وساطة رئيس كيان العدو، وتدخلات الولايات المتحدة الأميركية، واحتجاجات أصحاب رؤوس الأموال، وقطاعات مهمة في الكيان مثل البنوك والتكنولوجيا الفائقة، والتي أعلنت معارضتها للإصلاحات القضائية، بالرغم من ذلك إلا أن “حكومة نتنياهو” مُصرة على إجراء الإصلاحات ولا تريد التراجع عنها.

أمس الأحد أبلغت المستشارة القانونية لحكومة العدو “نتنياهو” أنه مسموح له بالتدخل لتهدئة الرياح كما قالت، لكن لن تسمح له بالتدخل الحقيقي فيما يحدث، لأن تدخله يُعتبر من وجهة نظرها إخلالاً باتفاق تناقض المصالح بسبب قضاياه الجنائية.

إضافة إلى ذاك كشفت بعض “وسائل الإعلام الإسرائيلية” مساء الأحد عن مصادر تمويل وتحريك المظاهرات التي تقودها المعارضة، والتي قالت إنها من قبل متنفذين سياسيين يساريين في الكيان والولايات المتحدة الأمريكية.

يصر كل “الخصماء السياسيين الإسرائيليين” على مواصلة كل لتحركاته السياسية، في ظل شارع معبَّأ ضد بعضه بعضا، إلى حد تشابك المصالح وتعقيدها ووصولها إلى نقطة اصطدام بين “نتنياهو” والمعارضة من جهة، وبينه وبين الإدارة الأميركية التي تعارض تحركاته، وفي هذه الأجواء تدار العلاقات جميعاً، دون الوصول للانفجار الداخلي، ولا قطع التواصل مع الإدارة، والاكتفاء بتحركات عملية في الميدان والسياسة ضد الفلسطينيين.

قد كشفت “وسائل الإعلام الإسرائيلية” مساء الأحد عن اتفاق ببن “إسرائيل” والولايات المتحدة، والسلطة الفلسطينية، تقوم بموجبها الأخيرة بوقف تحركاتها ضد الاستيطان في الضفة الغربية، مقابل وعد بلقاء بين محمود عباس و”بايدن”، وتأخير مؤقت للبناء الاستيطاني واقتحام المدن الفلسطينية وهدم البيوت، في ظل معارضة وزيرين في “حكومة نتنياهو”، وهما “بن غفير” و”سموترتش”، الولايات المتحدة ستتلافى الإحراج نتيجة موقفها المساند لـ “إسرائيل” حتى في موضوع الاستيطان، و”إسرائيل” ستستمر بسياستها الاستيطانية واجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى