ما بين أسوار السجون وأسوار القدس

“بن غفير” يرسم ملامح المعركة القادمة

رأي الهدهد – هيئة التحرير

عقوبات تتلوها عقوبات، وإجراءات قمعية متسارعة، بدأت بالسجون وربما لا تنتهي ضد الفلسطينيين بالقدس، وكلها بتوجيهات مباشرة من المتطرف “بن غفير”، وما أخفي ربما أكبر وأعظم، فإلى أين يقود “نتنياهو” و”بن غفير” المنطقة، وهل ستؤول الأمور بنهاية المطاف إلى معركة جديدة تتصدرها الساحة الفلسطينية كلها؟

تضييق الخناق على الأسرى

إن الإجراءات القمعية الجديدة التي أقرها “بن غفير” بحق الأسرى، وبدأت مصلحة سجون العدو بتطبيقها في بعض السجون، مثل إجراء تخصيص وقت محدد للاستحمام، ومنع الماء الساخن، وتوصيل المياه لكل قسم لمدة ساعة واحدة، سيترتب عليها تسخين كل القطاعات في الساحة الفلسطينية الداخلية، فالأسرى بالنسبة للكل الفلسطيني خط أحمر، والمساس بهم يعني إشعال فتيل القتال، وزيادة التوتر، وارتفاع منسوب العمليات، وقد تؤول الأمور بنهاية المطاف إلى تدخل عسكري من جبهة غزة.

وتشير التوقعات لدى الجهات الأمنية بكيان العدو، وبعض المحللين العسكريين البارزين هناك، إلى أن هذه المسألة لا تقل خطورة عن مسألة القدس، وأن أي توتر داخل السجون سرعان ما سينتقل إلى خارج أسوار السجن، وقد يصل إلى أسوار القدس، وجبال الضفة، وحدود قطاع غزة، خلال أو قبيل شهر رمضان.

شرقي القدس

تحت ذريعة الرد على موجة العمليات الفردية المتزايدة، التي يقوم بها الشبان المقدسيون، ضاعفت شرطة العدو، وقوات حرس الحدود من إجراءاتها العقابية ضد الفلسطينيين بعدة أحياء بالقدس.

وأوعز المتطرف “بن غفير” إلى شرطة العدو بتشديد الإجراءات العقابية ضد الكل الفلسطيني، وتعرض سكان الأحياء الفلسطينية شرقي القدس في الأيام الأخيرة الماضية، لسلسلة إجراءات غير مسبوقة، مثل المخالفات المرورية العبثية، ونشر الحواجز المتحركة، والاعتقالات الاحترازية، هذا عدى عن هدم عشرات المنازل بذريعة أنها غير قانونية وربما هناك المزيد بجعبة “بن غفير” والمنظومة الأمنية للعدو، التي تتأهب استعداداً لقدوم شهر رمضان.

العقوبات الجماعية المتلاحقة ضد الفلسطينيين بالقدس، والتشديد على الأسرى بالسجون، قد تكون عوامل حاسمة في تقريب المواجهة بين الكيان وفصائل المقاومة الفلسطينية، وقد تسرع هذه العوامل ليس فقط في زيادة نسبة العمليات بالقدس، أو اشتعال الميدان بالضفة الغربية، إنما في تسريع التصعيد العسكري مع قطاع غزة.

فالأسرى كالمسرى خطوط حمراء ولن يسكت أي فلسطيني على تخطيها والمساس بها، وعليه فإن المساس بهذه الخطوط الحمراء، سيؤدي بكل تأكيد إلى وقوع مواجهة حتمية مع الكيان، قد تكون قبل أو خلال شهر رمضان.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى