"سموتريش" و"بن غفير" و"الحريديم":
الألغام التي تُهدد مُستقبل حكومة العدو

ترجمة الهدهد
عشية تشكيل حكومة العدو الحالية، وعندما كان اليمين في ذروة نشوته، أوضح وزير القضاء السابق “جدعون ساعر” في تغريدة لم تلفت الأنظار، ولم تؤخذ على محمل الجد، “بأن الواقع سيكون العدو الأكبر لهذه الحكومة”، ولم يعلق أحد على ذلك لأنه كان في المعارضة.
مر الوقت واتضح أن هذه الجملة كانت دقيقة، بل وأكثر من ذلك، ليست المعارضة في “إسرائيل” هي من ستتحدى هذه الحكومة، بل أعضاؤها سيفعلون ذلك من الداخل، ثلاث ساحات تغلي وتغطيها سحب قاتمة، بينما من المفترض لم تحتفل فيها بعد بالنصر الجميل.
العلاقة المتكدرة والصلاحيات التي لم يتم تحديدها أو تعريفها بشكل صحيح بين وزير المالية “بتسلئيل سموتريتش”، الذي كان من المفترض أن يكون مسؤولاً عن الإدارة المدنية، وفقاً للاتفاقيات، وعن كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية، واكتشف عملياً أن ذلك الاتفاق ليس أكثر من حبر على ورق، وبين “يؤاف غالانت”، الذي يرى بطريقة معينة وظيفته وزيرا للجيش، وغير مستعد في السماح بالتدخل الخارجي، أدى إلى انفجارين كبيرين ذاتي إمكانات تفجيرية أكبر.
“سموتريتش” ليس الرجل الذي سيتخلى عن الصلاحيات الممنوحة له في اتفاقية الائتلاف، وهي في صميم نشاطاته على مر السنين، وقد ألمح أكثر من مرة في محادثات مغلقة إلى أنه سيذهب حتى النهاية مهما كان الثمن.
ليس من الواضح ما الذي سيحدث في عملية الإخلاء التالية وأي من الاثنين “غالانت” أو “سموتريتش” سيضطر إلى السكوت على مضض، لكن من الواضح تماماً أن هذا لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة.
أما الجبهة الثانية فتتعلق بوزير الأمن القومي “إيتمار بن غفير” الذي يُعرَّف حالياً بأنه الحلقة الأضعف في الحكومة، لقد بنى قوته السياسية العظيمة على مجموعة هائلة من التوقعات التي حددها للتعامل مع “الإرهاب” والأمن الشخصي، لكن الحملات الانتخابية شيء والواقع شيء آخر.
في الأسابيع الأخيرة تزايد عدد الهجمات النضالية، و”الرد الإسرائيلي” ضعيف ومتساهل.
11 قتيلاً في 17 يوماً ليس الرقم الذي يعرف “بن غفير” كيف يتعايش معه.
من الواضح بالفعل أنه لن يكون قادراً على الاستمرار في هذا النموذج لفترة أطول، واليوم، وجه أمام الكاميرا رسالة قوية لــ “نتنياهو” قال فيها: “دخلنا على حكومة يمينية بشكل كامل وليس هذا ما كنا ننتظره”، هناك تفسير واحد فقط لهذا الكلام وهو إما أن تغير إسرائيل سياستها بشكل جذري أو سيضطر إلى تفجير كل شيء.
الجبهة الثالثة هي جبهة الحريديم
أمس غادر “موشيه غافني” الكنيست في حالة من الغضب بعد أن سمع أن تمرير بند تجاوز قرارات المحكمة العليا قد أُسقط مرة أخرى من جدول الأعمال، على الرغم من الوعود الحازمة.
في الوقت نفسه، فإن أعضاء حزب “شاس” غير مستعدين للانتظار والعيش بوتيرة الليكود، لإيجاد حل لعودة الرئيس “آرييه درعي” إلى طاولة الحكومة، وهذا حتى قبل الالتزام بتمرير الإصلاح في ظل احتجاجات ضخمة ومخاطر اقتصادية.
وهكذا اتضح أن الحكومة من جميع الجهات تواجه الكثير من الألغام، وكل واحد منها قادر على أن يفككها، لذلك هذا صحيح، لا تزال مصلحة الجميع مشتركة، وصحيحاً أنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، ولكن عندما يكون الواقع هو أكبر عدو وهناك إصرار على الحفاظ على الزخم الانتخابي، لا تعرف أبداً إلى أين ستؤدي العواصف.
المصدر: يديعوت أحرونوت/ موران ازولاي
Facebook Comments