ترجمة الهدهد
برزت الاحتجاجات في كيان العدو ضد انقلاب نتنياهو في عناوين المواقع الإخبارية في جميع أنحاء العالم، عاكسة حالة الانقسام الداخلي والاستقطاب الشديد، وأن المستوطنين على شفا حرب أهلية.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” غطت المواقع الإخبارية الرائدة في العالم على نطاق واسع الاحتجاجات في كيان العدو ضد “انقلاب نتنياهو القضائي”، والتي بلغت ذروتها الإثنين، عندما احتج عشرات الآلاف من المتظاهرين أمام الكنيست بالقدس المحتلة.
حرب أهلية
وبرزت الاحتجاجات في القدس في عنوان صحيفة “نيويورك تايمز”، إحدى أهم وسائل الإعلام وأكثرها تأثيراً في العالم، وجاء في مقال عن الاحتجاج أن “الانقلاب القضائي لبنيامين نتنياهو يثير الجدل، ويأخذ الإسرائيليين إلى الشوارع”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المعركة من أجل مستقبل النظام القضائي ينظر إليها الكثيرون على أنها معركة من أجل روح الديمقراطية الإسرائيلية” – وأصبحت هذه المعركة أكثر عاصفة أمس “الإثنين”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز: “أن الانقلاب القضائي للحكومة الإسرائيلية – وهي حكومة عرفتها بأنها الحكومة الأكثر يمينية وتديناً ومحافظة في تاريخ إسرائيل – تسببت في انقسامات عميقة بين الإسرائيليين، وأثارت المخاوف من حرب أهلية”.
وكتبت الصحيفة أيضاً إن المظاهرة الضخمة في القدس جاءت في أعقاب خطاب مثير لرئيس الكيان “يتسحاق هرتسوغ”، الذي حذر من أن “إسرائيل” “على وشك الانهيار الدستوري والاجتماعي”.
كما علقت وسائل الإعلام الرئيسية الأخرى في العالم على خطاب “هرتسوغ” قبل أيام، مشيرة إلى أن دور الرئيس في كيان العدو رمزي إلى حد كبير وبالتالي فهو تدخل سياسي نادر.
وذكرت مواقع الإنترنت العالمية أن “هرتسوغ” عرض على الطرفين حلاً وسطاً وقدم مخططاً من خمسة أقسام، وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا”، وهي واحدة من أكثر الصحف شعبية في إيطاليا، أن “الآلاف يحتجون في إسرائيل ضد الانقلاب القضائي في وقت يريد فيه هرتسوغ التوصل إلى حل وسط”.
عراك جسدي
وصفت وكالة رويترز – التي تنشر تقاريرها حرفياً على آلاف المواقع في جميع أنحاء العالم – الضجة التي حدثت أمس في الكنيست، حيث بدأ التصويت على الانقلاب القضائي “أعضاء الكنيست أهانوا بعضهم بعضا بسبب التغييرات في النظام القضائي، بينما تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين خارج مكان الاجتماع”.
وقالت “رويترز” إن الانقلاب القضائي المزمع للحكومة سيزيد من نفوذ نتنياهو على تعيين القضاة، ويضعف قدرة المحكمة العليا على إبطال القوانين.
أوضحت “رويترز” “مشكلة حكومة نتنياهو مع النظام القضائي”: وكتبت: “يعتقد العديد من اليمينيين في إسرائيل أن المحكمة العليا يسارية للغاية ونخبوية وسياسية، وغالباً ما تعطي الأولوية لحقوق الأقليات على المصلحة الوطنية”.
إن التغييرات المخطط لها كشفت عن الانقسامات العميقة في المجتمع الصهيوني وضعف “المؤسسة الاقتصادية” والأحزاب الليبرالية في “إسرائيل” ضد مؤيدي “نتنياهو” وحلفائه الدينيين والقوميين في الائتلاف اليميني.
وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن عشرات الآلاف من المستوطنين تظاهروا خارج الكنيست ضد “الانقلاب القضائي المثير للجدل للحكومة”.
ووفقا لوكالة “فرانس برس”، تريد حكومة نتنياهو منح الائتلاف السيطرة على اختيار قضاة المحكمة العليا.
في تغطيتها للاحتجاجات، أشارت وكالة الأنباء الفرنسية وغيرها من وسائل الإعلام الرئيسية إلى بند الالتفاف، وهو أحد أبرز البنود في الانقلاب القضائي، وذكرت أن إجراءات وزير قضاء العدو “ياريف ليفين” سيمنح الكنيست سلطة إلغاء قرارات المحكمة العليا من خلال تصويت الأغلبية في الكنيست.
نظام ديكتاتوري
أشارت وكالة “أسوشيتد برس” لقرائها، إلى أن المظاهرة في القدس كانت أكبر مظاهرة في المدينة في السنوات الأخيرة.
وذكرت شبكة “CNN” أن عشرات الآلاف تظاهروا في القدس رافعين الأعلام، “على خلفية التحذيرات من أن خطة نتنياهو لإضعاف النظام القضائي ستؤدي إلى انهيار اجتماعي”.
وأشارت “CNN” إلى أن الائتلاف مهتم بإجراء أهم التغييرات على النظام القضائي منذ إنشائه، وأن “التغيير الأكثر أهمية سيكون إلغاء أحكام المحكمة العليا عن طريق الأغلبية العادية في أصوات الكنيست”.
ملفات الفساد
ذكر موقع صحيفة “واشنطن بوست” أن “نتنياهو يريد إضعاف المحاكم”.
وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن مظاهرة أمس في القدس كانت جزءاً من احتجاج مستمر منذ عدة أسابيع، “مساء كل سبت، يسير المتظاهرون بشكل رئيسي في تل أبيب، ولكن أيضاً في القدس وحيفا للاحتجاج على خطط الانقلاب القضائي الذي قدمته الحكومة في أوائل يناير”.
كما تناولت “BBC” الاحتجاج الواسع النطاق في “إسرائيل”، قائلة لقرائها إن “الإسرائيليين يحتجون على الانقلاب القضائي الذي يقسم البلاد”.
وقال موقع “BBC” إنه منذ بدء مناقشة تفاصيل الانقلاب القضائي في الشهر الماضي، شهدت “إسرائيل” بعضاً من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة، إذا تم تمرير الانقلاب، فسوف يحد من سلطة المحكمة العليا ويمنح الحكومة مزيداً من السيطرة على تعيين القضاة، وأشارت الشبكة البريطانية إلى أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” انتقد الانقلاب القضائي بشكله الحالي قائلاً إنه خطوة نادرة.
كما أشارت وسائل إعلام رئيسية أخرى إلى أن تدخل الرئيس الأمريكي في “الشؤون الداخلية الإسرائيلية” كان غير عادي.
وذكرت صحيفة “الغارديان”، التابعة لليسار البريطاني، أن “الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل قدمت تشريعاً شاملاً يهدف إلى تغيير النظام القضائي”.
وفقا لصحيفة “الغارديان”، فإن الاستجابة للتغييرات المخطط لها وحدت مجموعات مختلفة في مجتمع منقسم.
ووفقاً لموقع الصحيفة البريطانية، وحد الاحتجاج مسؤولي صناعة التكنولوجيا الفائقة، والعسكريين السابقين، واليهود الحريديم المتطرفين الذين خرجوا إلى الشوارع “خوفاً من أن يكون النظام في إسرائيل مشابها للأنظمة في المجر وبولندا وتركيا”.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى إضرابات أمس، مضيفة أن التغييرات في النظام القضائي “ستساعد نتنياهو على الأرجح على التهرب من الإدانة في المحاكمة”.
Facebook Comments