“إسرائيل” الديمقراطية الديكتاتورية

رأي الهدهد – هيئة التحرير
أمس الإثنين خرج عشرات آلاف “المحتجين الإسرائيليين” في مظاهرة ضخمة في القدس، وتحديداً أمام مبنى الكنيست والمحكمة العليا، احتجاجاً على ما يسميه “نتنياهو” “الإصلاحات القضائية” وما تسميه المعارضة بــ “الانقلاب القانوني”.
خلال هذه المظاهرة التي خرجت في وقت انعقاد لجنة التشريع في الكنيست، وفي الوقت الذي تم تعطيل الاقتصاد ومصالح تجارية عديدة من أجل إتاحة المجال لمشاركة أكبر عدد من الناس في هذه المظاهرة، اشتعل صراع لفظي مصحوب بتصرفات جسدية غير مسبوقة في جلسة لجنة التشريع في الكنيست.
هذه التصرفات التي سجلتها الكاميرات داخل غرفة اللجنة، كان لها وجه آخر خارج الغرفة، حيث دعا رئيس بلدية العدو بالقدس “رون خولداي” لسفك الدماء من أجل العودة “بالدولة” للديمقراطية اليهودية، واستوحى موقفه من التاريخ الذي قال إنه علمنا أن إرجاع الديمقراطية يحتاج ثمناً وهذا الثمن هو سفك الدم.
“إيهود أولمرت” لم يكن أقل ليونة في موقفه من “خولداي”، فقد دعا هو الآخر إلى عمل الصواب في هذه الحالة، والبدء في حرب أهلية وجهاً لوجه، يداً بيد وعدم الاكتفاء بالتصريحات.
في الكنيست ومن على المنصة تحدى “دافيد أمسالم” الذي أرضاه “نتنياهو” بمنصب وزير قضاء في وزارة القضاء المعارضة، وقال إن الحكومة مصرة على الإصلاحات، ورغماً عن أنفكم ومن يعارض سيوضع في السجن.
في هذه الحالة يكون “كيان العدو” قد اقترب من المحطة التي ذكرها “أفيخاي مندلبليت” وهي المواجهة، والوقوع في الحفرة التي لا بد من سفك الدم فيها، والتي بعدها فضل رئيس المحكمة العليا السابق “أهارون باراك” أن يُقبر، قبل أن يتحول كيانه إلى دكتاتورية.
في الخلفية تعمل جرافات الديمقراطية الديكتاتورية “اليهودية الإسرائيلية” على هدم بيوت الفلسطينيين، في حرب معلنة ضد شرقي القدس، لهدم مبان يصل ارتفاع بعضها إلى 14 طابقاً، يقود هذه الحرب “نتنياهو” بأدواته في الحكومة التي أعطاها الضوء الأخضر للعمل، لكن يفضل أن تكون الحرب ضد الفلسطينيين على نار هادئة ودون ضجيج، ووفق أصول الديمقراطية الدكتاتورية اليهودية لا أكثر.
Facebook Comments