حُكومة الخُبز و”التك توك” و”السور الواقي 2″ إلى أين؟

رأي الهدهد – هيئة التحرير
في خطاب ألقاه رئيس كيان العدو “يتسحاك هرتسوغ” مساء الأحد، حذر فيه من انهيار دستوري واجتماعي، ووصف إصلاحات “نتنياهو” بأنها مؤلمة واستكمالها حتى النهاية خطأ كبير.
لم تلامس كلمات “هرتسوغ” المُحذرة من انهيارات دستورية واجتماعية، الضمير اليهودي لـ “وزير القضاء الإسرائيلي” “ياريف ليفين”، بل دفعته للتأكيد على أنه ذاهب حتى النهاية في عملية تشريع إصلاحاته القضائية، وكل ما يمكن فعله لمواساة “الرئيس” هو تبطيء عملية التشريع، لكن بعد عرضها للقراءة الأولى.
“نتنياهو” في هذه الأثناء يقف موقف المُحايد، كون تدخله يُعتبر مخالف لاتفاقية تعارض المصالح، على خلفية ملفات الفساد المفتوحة ضده، لكن جيشه الوفي يقصف وبعنف أسوار المنظومة القضائية، حيث هاجمت عضو الكنيست “تالي جوتليف” قاضية المحكمة العليا واتهمتها بأنها المسؤولة عن عملية القدس، ولم تتراجع عن اتهامها لها.
في هذا “الفضاء الإسرائيلي” المشحون، لم يتراجع استفزاز هذه الحكومة وهجومها تجاه الفلسطينيين، وحتى لو كان اجتماع “الكبينيت” وما نتج عنه من قرارات، له وفيه الكثير من الرسائل والدعاية الإعلامية، وخاصة من قبل “بن غفير” الذي وُصف بأنه وزير “التيك توك” ووزير “الخُبز”، لكن تنفيذ هذه القرارات بدأ مع أول عمل هذه الحكومة، سواء فيما يتعلق بوضع المسجد الأقصى، مروراً بإعلان الحرب على كل شيء فلسطيني، حتى أدق التفاصيل، من مخبز الأسرى في “كتسيعوت” إلى هدم بيوت المواطنين الفلسطينيين في سلوان وجبل الطور.
ورغم توقعات المنظومة الأمنية للعدو بتصعيد سيشتد في رمضان، ورغم تخوفات السياسيين من انتفاضة فلسطينية جديدة، ورغم الانشغال العميق بتفاصيل الصراع الداخلي، على ما يسمونه “وجه الدولة” إلا أن كيان العدو بكل مستوياته، يقود ويدفع باتجاه التصادم الكبير وفي كل الأرض المحتلة.
وأصبحت سلوكياته مرتبطة بدرجة تفاعل كل طرف مع الأحداث مما يدفع الطرف الآخر لسلوك ذات الطريق، خوفاً من فقدانه لقاعدته، كما حدث عندما تسابق “نتنياهو” و “بن غفير” على من هو السبّاق لمعاقبة المحيطين بمنفذ عملية القدس، وعندما انساق “نتنياهو” مع “بن غفير” في قرارات “الكبينيت”، حتى مع وجود تحفظات له على سلوك “بن غفير” فيما يتعلق بالإجراءات تجاه سكان القدس.
الآن وفي ظل هذه الحالة المرتبكة التي تعيشها “الحكومة الإسرائيلية”، التي تعرف الحل لكنها تسير وفق غريزتها الأيديولوجية السطحية المبنية على عدد وحجم الإعجابات، ودرجة التفاعل مع مقاطع “التيك توك”، لم يعد هناك أي خيار أمام الفلسطينيين سوى التصدي الذي لا بد منه، والذي يجب أن يحدث رغم الحالة الفلسطينية العامة التي يمكن لتطور الأوضاع الأمنية مع العدو، أن تعطي جانبها المقاوم القدرة على أن يكون هو العنوان القادم، فلسطينياً وحتى إقليمياً ودولياً.
Facebook Comments