ثُقب طبل؛ “أبو طبل”

رأي الهدهد – هيئة التحرير

تنتشر عبر تيك توك هذه الأيام مقاطع لشخصية مستوطن يُطلق على نفسه (أبو طبلة)، لكنه متلفع بلباس يهودي مستوطن مستشرق، ويبدو أن “منظومة أمنية إسرائيلية” تقف خلفه، وتعمل هذه الشخصية على التقاط أوساخ وقمامة الفلسطينيين، وإعادة تدويرها، وصبها عبر مقاطع على تيك توك، وتصديرها بقوالب تناسب الهدف الذي يسعى العدو لتحقيقه دائماً، وهو تحقيق قبول المستوطنين بالضفة الغربية وخاصة جنوبها.

هذه الشخصية ومع سرعة انتشارها بفضل تيك توك، أصبحت مقبولة حتى في بعض دول “التطبيع الإبراهيمي” كونها تعمل في الإطار الذي تحاول دول “التطبيع الإبراهيمي” إقناع نفسها بأنه هو المنطق الذي يجب أن يسود، وهو قبول “الإسرائيلي اليهودي” المُحتل كجزء من المنطقة، والعيش معه ضمن معطيات الواقع.

“أبو طبلة” يظن أن طبلته سوف تلفت انتباه الجميع لما ينادي به، لكن الكثير من الناس لا يستهويهم الرقص مع كل طبال، وخاصة بالضفة الغربية التي زاد عدد شهدائها منذ بداية العام عن 40 شهيداً.

“أبو طبلة” الذي يعيش في جنوب الضفة، أصبح له ممثل في الكنيست، ومن منطقته نفسها، وبجنونه نفسه، وهو “إيتمار بن غفير”، الذي أصبح وزيراً في “حكومة إسرائيلية”، وكان هو الآخر يحمل طبلا وليس طبلة، وكان يقرع به في كل مكان، إلى أن دخل الحكومة، وظن من انتخبه، أنه سيستقيم، ويتحول لشخصية متزنة تناسب المنصب الذي تشغله حالياً، لكن الطبال طبال، ولن تتغير حاله لأنه نشأ هكذا، وفي لحظة الاختبار فشل هذا الطبال في كل ما كان ينادي فيه، فلا هو أصبح مقبولاً كمتطرف يبيع الأوهام، ولا هو قادر على إزعاج الفلسطينيين الذين ثقبوا طبله وبقوة.

والآن دخل في مرحلة، أصبح فيها غير قادر على فرض احترام المنظومة التي يقودها له، لأنه استخدم الطبل نفسه الذي كان يطبل فيه قبل أن يصبح وزيراً.

فمن على قارعة الطريق صدرت منه تصريحات متكررة، لكن هذه المرة بحجم أكبر، لأن طبله أصبح مثقوباً، ومزعجاً، ونادى بعملية عسكرية كبرى وواسعة النطاق في شرقي القدس، وأسماها في لحظة غضب غبي حقود (السور الواقي 2) لتنهار بعد هذا التصريح شخصيته التي عرفها له مريدوه، وأصبحوا يتمنون لو أن “إيتمار” القديم يعود (ألا ليت بن غفير يعود يوماً)، بل إن نتنياهو الذي يقوده، استهواه الطبل الذي يطبل به بن غفير، فأصبح يطبل مثله، ليفاجئه الواقع بأن منزل منفذ عملية القدس مُستأجر، ورغم ذلك بقي مُصر – لأنه رئيس وزراء- على تنفيذ تهديده غير المغطى قانونياً حتى ولو “بلحم” مدخل البيت باللحام.

اليوم يثور جدل حول مشروعية بقاء “بن غفير” في منصبه بعد انهيار شخصيته التي فقعت لفترة طويلة قبل أن يثقب طبله، وقبل أن يجدد نفسه، وظهر الخلاف بينه وبين قادة المنظومة الأمنية أيضاً على قارعة الطريق، ووثقته الكاميرات، وأحضر “الصحفيون الإسرائيليون” كل تفاصيله. ووصل الخلاف حتى إلى مكاتب الأمن في “مكتب نتنياهو”، لذلك اليوم “نتنياهو” غاضب ومعه “بن غفير” الذي يصر على جنونه ومخالفة الواقع، وأعلن سلسلة من التطبيلات لإزعاج الفلسطينيين، منها فرض ضرائب باهظة على الفلسطينيين في شرقي المدينة، وإغلاق أحيائهم وهدم بيوتهم، واعتقال شبابهم، رغم تحذيرات وتحفظات الجيش والشاباك.

“نتنياهو” ووزير الأمن القومي مُصرون على تنفيذ ما أسموه (السور الواقي 2) رغم عدم معقولية الفعل، وسيطلب الأحد “بن غفير” من الكابينت إجراء 150 اعتقالاً في شرقي القدس، وفرض حصار على شرقي المدينة، ونصب حواجز، وطلب من بلدية العدو في القدس قائمة بالمنازل التي صدر قرار بهدمها.

وكما قلنا؛ هناك مواجهة بين “نتنياهو” ووزرائه بسبب القرارات غير المهنية وغير المعقولة التي تنفذها الحكومة، وبين المنظومة الأمنية، التي تخشى أن تتصاعد الأمور وتُفقد السيطرة، وتصل الأمور إلى أن يقوم الفلسطينيون وخاصة مع قرب شهر مضان، بتكسير الطبل على رأس “نتنياهو” و “بن غفير” وكل من لف لفيفهم، وشد على أيديهم، وتبنى فكرتهم، وخاصة وأن أبو طبل ومجموعة الراقصين معه لديهم صدام داخلي كبير، سيغرقهم في الحفرة أكثر، كما قال المستشار السابق لحكومة العدو “أفيخاي مندلبليت” في لقاء مع القناة 12 الخميس الماضي.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى