العمليات بالقدس مُشكلة معقدة وتصريحات “بن غفير” الفارغة لن تحلها

ترجمة الهدهد
شكا محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية من عدم قدرة أجهزة أمن العدو من إحباط العمليات في القدس خصوصاً، معتبراً بأن تصريحات وزير الأمن القومي للعدو “بن غفير” حول معركة “السور الواقي 2” على المقدسيين لن تحل المشكلة.
واعتبر “يؤاف زيتون” بأن العمليات التي وقعت في القدس تشير إلى الواقع المعقد في إحباط هذه العمليات قبل وقوعها، إضافة إلى أن جزءاً من هذه العمليات يقوم بها شخص منفرد، وهذا ما يزيد الصعوبة، فلا يمكن لأجهزة الأمن رصد أو الوصول لمنفذ العملية المنفرد إلا إذا ترك ورائه آثار، عبر زيارته لمواقع للتنظيمات الفلسطينية أو منشور على منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى وصية أو نية لتنفيذ عملية.
ومما يزيد الأمر صعوبة هو القرار الفوري في تنفيذ العملية عبر الطعن أو الدهس، وهذا الذي تشير إليه عمليات كثيرة حدثت بهذا النمط ودون تخطيط مسبق.
قال “زيتون” بأن هناك أربعة دروس يجب تعلمها من العملية التي وقعت في القدس وأسفرت عن مقتل مستوطنين وإصابة آخرين.
الدرس الأول: تعقيد واقع مدينة القدس، التي أعلن العدو عن ضمها تحت سيادته بعد احتلالها في يونيو 1967، فجزء من منفذي العمليات يحملون الهوية الزرقاء يمكنهم التحرك حيثما أرادوا، إضافة لأن أي إجراءات ضد فلسطينيي القدس من حصار أو “سور واقٍ 2” كما دعا “بن غفير” في مكان العملية لن يكون سهلاً.
وقال: “زيتون”: “قد تكون تصريحات الوزير جيدة للعلاقات العامة، لكن فعاليتها الأمنية مشكوك فيها، فالعقاب الجماعي لم يساعد قط في وقف العمليات، بل على العكس من ذلك، وتظهر جميع الأبحاث المتعلقة بالإرهاب أنه فعل العكس: فقد أضاف المزيد من الناس إلى دورة الإرهاب”.
مضيفاً أنه يجب وجود استجابة مختلفة في القدس ليس فقط عبر العمل الأمني وتعزيز الشرطة، ولكن أيضاً استجابة مدنية واقتصادية وبنية تحتية طويلة الأمد تمكن الشباب من اختيار مسار حياة مختلف يبعدهم عن طريق تنفيذ العمليات.
أما الدرس الثاني: يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي.
في العام الماضي (وحتى قبله)، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المحرك الرئيسي الذي يتم من خلاله نقل التحريض ضد كيان العدو، والذي تستخدمه غالباً التنظيمات الفلسطينية، مطالباً برفع قضايا تعويض ضد منصات التواصل الاجتماعي بمليارات الدولارات ضد TikTok و Facebook و Telegram وما شابه ذلك، لإجبارها على إزالة المحتوى التحريضي حسب توصيفه.
أما الدرس الثالث: يتعلق بالنشاط الأمني فبعد العملية السابقة في القدس، قبل أسبوعين، تم تسيير تعزيزات مكثفة في القدس وفي الضفة الغربية أيضاً، بهدف تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد، وإحباط محاولات تنفيذ عمليات مستوحاة ولكن رغم ذلك وقعت عملية أمس على الرغم من هذا التعزيز.
الواقع على الأرض يشير إلى أنه من الضروري الحفاظ على التعزيزات في المستقبل القريب، وبالتأكيد عندما يبدأ الشهر المقبل شهر رمضان المتفجر (ولاحقاً عيد الفصح).
الدرس الرابع يتعلق بـ “السياسة الإسرائيلية الداخلية“ حيث اتضح أن هوية الحكومة وأعضاءها لا علاقة لها بحل مشكلة “الإرهاب”، إن وجدت.
فأولئك الذين عرفوا كيف يكونون مستشارين عظاما، وهم في المعارضة، يكتشفون الآن – أثناء جلوسهم في الائتلاف – أن الواقع أكثر تعقيداً من الكليشيهات والشعارات.
علاوة على ذلك، لا يحتاج منفذو العمليات إلى أعذار لتنفيذ الهجمات، لكن الصدع الداخلي هو خبر سار جداً لأولئك الذين يكرهون “إسرائيل”.
Facebook Comments