نعش “إسرائيل” على أكتاف المُتطرفين

✍️ عبد العزيز صالحه
أفرزت الانتخابات الأخيرة في كيان العدو نتائج متوقعة لكثير من المتابعين، وكان من الواضح أنه سيكون حظ جيد للمتطرفين في هذه الجولة الانتخابية.
صعد لسدة الحكم اليمين المتطرف بزعامة “ايتمار بن غفير” وتسلم حقيبة الأمن القومي، وكذلك “سموترتش” تسلم حقيبة المالية
هؤلاء المتطرفون هم من ورثة المتطرف “كهانا”، ويحملون أفكاراً أكثر عنصرية وإجرامية ضد الفلسطينيين، ويؤمنون أن الحل الوحيد هو قتل الفلسطينيين.
تعدّ “حكومة نتنياهو” أشدّ الحكومات تطرفاً في تاريخ كيان العدو، إذ تضم أحزاب اليمين المتطرف بشقيه العلماني والديني، وهي: حزب “الليكود” الذي ازداد تطرفاً وعنصرية في السنوات الأخيرة، والحزبان الدينيان الحريديان المتطرفان “شاس” و”يهدوت هتوراة”، وثلاثة أحزاب يمينية فاشية خاضت انتخابات الكنيست الأخيرة في قائمة انتخابية مشتركة، حملت اسم قائمة “الصهيونية الدينية”، وشملت حزب “الصهيونية الدينية” وحزب “القوة اليهودية” وحزب “نوعام”، ثم فكّكت هذه الأحزاب الثلاثة قائمتها المشتركة بعد الانتخابات كما كان متفقاً عليه سلفاً.
سيكون لهذه الحكومة تداعيان مركزيان، الأول داخلي والثاني خارجي
هذه الحكومة سيكون لها نتائج وتداعيات كبيرة على داخل الكيان الصهيوني، فهي حكومة يمينية متطرفه ظهرت في السنوات، بعد أن سيطر العلمانيون لسنوات طويلة، حيث شهد تراجعا كبيرا داخل كيان العدو.
يعد هؤلاء المتطرفون أنفسهم بديلاً وحلاً لأزمات الكيان، بعد أن فشل اليسار في حلها، الأمر الذي خلق صراع يميني يساري في كيان العدو، ناهيك عن رفضهم للقوانين الداخلية للكيان وتمردهم على المحكمة العليا ورفضهم لسياسة الجيش، التي يعتبرونها تتساهل مع الفلسطينيين.
هذه الأيديولوجيا التي تحملها الحكومة الحالية، سيكون لها دور فعّال في زيادة الصراع والشرخ الداخلي في كيان العدو، وستدفع الكيان نحو صراعات داخلية كبيرة لن تمر بسهولة على الكيان.
أما تداعيات هذه الحكومة على الشأن الفلسطيني، فقط باتت واضحة من أيامها الأولى، فقد ارتفعت نسبة الاعتداءات على الفلسطينيين على الحواجز والمعابر، والاعتداء على أماكن سكناهم، ويحاول هؤلاء المتطرفون سن القوانين، وإضفاء الصورة القانونية على هذه الاعتداءات، مثل محاولة سن قانون إعدام الأسرى، وكذلك سن قوانين للسيطرة على النقب ومناطق في القدس.
على الصعيد الإقليمي والدولي، تواجه هذه الحكومة صعوبات في تسويق نفسها بسبب السياسات التي تنتهجها تجاه القضايا الفلسطينية، ومحاولة هذه الحكومة تجاهل المجتمع الدولي والاتفاقيات المبرمة بخصوص القضايا المركزية مثل القدس والحدود.
“نعش إسرائيل” يُحمل على أكتاف المُتطرفين الذين لم يعودوا يحملون أيديولوجيا الحركة الصهيونية، ويدفعهم حقدهم نحو الاعتداء على الفلسطينيين، هؤلاء المتطرفون لا يوجد لهم أي موجه سياسي، ولا يوجد لهم ضابط لتصرفاتهم سوى الحقد، وهذا ما يدفع الكيان نحو الهاوية إذا أضفنا لهذا المكون العجز السياسي والأمني والاقتصادي والعسكري.
Facebook Comments