تحذيرات: المسجد الأقصى على فوهة بركان

ترجمة الهدهد

حذر مجموعة من الخبراء من أن المسجد الأقصى على فوهة بركان يمكن أن ينفجر بسبب اقتحام المستوطنين وتغيير الوضع الراهن خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان.

وبحسب تقرير نشره موقع “ماكو” العبري قبل ثلاثة أسابيع، اقتحم “إيتمار بن غفير” المسجد الأقصى بعد تعيينه وزيراً للأمن القومي في حكومة العدو الجديدة، كما وعد ناخبيه في الحملة الانتخابية.

معارضة الحاخامية

وفي اليوم التالي، أرسل الحاخام الأكبر “يتسحاق يوسف” رسالة قاسية إلى “بن غفير”، ذكر فيها حظر “الهلاخا” -الشريعة اليهودية- اقتحام المسجد الأقصى، وطلب منه عدم تشجيع الآخرين على القيام بذلك.

ومن وجهة نظر “الهلاخا”، هناك خلاف حول ما إذا كان بإمكان اليهود حتى دخول المسجد الأقصى، حيث تشير علامة الحاخامية الرئيسية عند مدخل المسجد الأقصى إلى أن دخول اليهود ممنوع، خوفاً من أن يخطئوا بالدوس على المنطقة التي كان يقف فيها -قُدس الأقداس – لكن الحاخامات في الصهيونية الدينية يسمحون باقتحام الأقصى.

في وقت لاحق، التقى رئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو” والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، لمناقشة القلق المشترك من التصعيد قبل شهر رمضان الذي يوافق مارس القادم، وشدد الملك عبد الله على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، ووعد “نتنياهو” بأنه سيفعل ذلك.

الصهيونية الدينية

يقول المؤرخ الدكتور “عيران تسيداكيو” من الجامعة العبرية، الذي ينشط أيضاً في منتدى التفكير الإقليمي على المستوى الدولي: “بدأ التحرك الرئيسي للصهيونية الدينية في التسعينيات رداً على توقيع اتفاقيات أوسلو، وأصبح موضوع مكانة المسجد الأقصى جزءاً مما يميز الصهيونية الدينية في معارضتها لعملية السلام، وفي أوائل التسعينيات، كانت منظمات المعبد هامشية وغريبة الأطوار، لكنها تلقت على مر السنين بنية مؤسسية ومنظمة، مما سمح لها بالعمل بكفاءة والعمل على أن تصبح عملية اقتحام الأقصى طبيعية”.

ذبح القرابين

وحذر رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، ورئيس الساحة الفلسطينية في “أمان” الدكتور “مايكل ميلشتاين”، من أن “بن غفير هو رمز لانتهاك الوضع الراهن”.

وأوضح “ميلشتاين”: “يقولون لم يحدث شيء بعد اقتحام المسجد الأقصى، ولكن هذا قول كاذب، ونحن نقترب من رمضان وهو شهر مشحون في الإسلام، وبعد ذلك مباشرة عيد الفطر، الذي يصادف عيد الفصح، وهذا الأمر برمته يمكن أن يؤدي إلى الكثير من التوترات الأمنية، سيكون هناك المزيد من اليهود الذين سيرغبون في القيام بكل شيء هناك”.

وأضاف: “المشكلة الأكبر، أن بعض المقتحمين اليهود للأقصى يقومون بأشياء مجنونة، هؤلاء أناس ليسوا معنا، إنهم في عالم موازٍ، وفي كل عيد فصح يطاردهم رجال الشرطة لأنهم يحاولون اقتحام الأقصى مع ماعز أو جدي لتقديم ذبيحة هناك”.

رواية متطرفة

وعن وجود 400 مرشد ومدرب لمنظمات الهيكل المتطرفة المسئولة عن اقتحام المسجد الأقصى، يقول المختص بشؤون المسجد الأقصى “علي العاوور”: “هذه الدورات ومعلميها أخطر من مجموعات المتطرفين الذين يقتحمون الأقصى، ويعتقدون أن بإمكانهم إجراء تغييرات على الوضع الراهن”.

وأضاف: “بمجرد اندلاع الانتفاضة لن يكونوا هنا، سوف يهربون أولاً، إنهم لا يفكرون بدماء اليهود، لأن الخطر لن يكون علينا نحن الفلسطينيون فحسب، بل على المستوطنين أيضاً، سيتم دفع الثمن من قبل أولئك الذين يستقلون الحافلة والقطار، ومن يذهبون إلى الشاطئ في تل أبيب، والذين سيكونون في ديزنغوف، وهم لا يهتمون”.

ويوافق “ميلشتاين” أيضاً على أن الاتجاه خطير، ويقول: “إذا استمرت الدولة في سياستها الحالية ورأينا اقتحاماً كبيراً للمسجد الأقصى، فسيحدث انتشار لمساحة التوتر سيؤثر على غزة وفلسطينيي المدن المختلطة، وسيؤثر بالتأكيد ما وصفه نتنياهو بنفسه بأنه أحد أهم جهوده وهو التطبيع مع المملكة العربية السعودية”.

يشار إلى أن عدد المستوطنين الذي اقتحموا المسجد الأقصى على مر السنين شهد قفزة كبيرة وتغييراً في الوضع الراهن ومنذ عام 2010، سمحت شرطة العدو بأعداد كبيرة من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، وغضت الطرف عن “الطقوس التلمودية” في ساحاته، وفقاً لجمعية “بيدينو” الاستيطانية، بينما اقتحم الأقصى في عام 2004 حوالي 6000 مستوطن، في عام 2022 قفز العدد إلى حوالي 48 ألفاً.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى