عُقَد “نتنياهو” و”سموترتش” و”بن غفير”

رأي الهدهد – هيئة التحرير
غادر رئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو” الكيان متوجهاً إلى فرنسا، في أول زيارة خارجية له منذ تنصيبه رئيساً للوزراء قبل شهرين، وأصطحب معه -إضافة لزوجته “سارة نتنياهو”- كل المشاكل التي تُعرقل سير حُكومته بالشكل الذي كان يطمح إليه.
في رحلته هذه، أخذ معه قضية التعديلات القضائية التي خرج عشرات الآلاف من سكان الكيان ضدها، ويفكر المستثمرون اليهود والأجانب بمغادرة الكيان بسببها، وتقف المنظومة القضائية بشكل قوي ضد تنفيذها، وهناك سيستقبله “ماكرون” مع ملاحظات أبداها له حول الديمقراطية والفصل بين السلطات.
“نتنياهو” حاول هناك أن يُطمئن الجميع حول كل ما ذكر، وفضّل الهرب من الموضوع بالتركيز على الملف الإيراني الذي لا خلاف عليه بينهم، إضافة إلى حديث مقتضب عن السلطة الفلسطينية ودورها القادم ودعمها لمحاربة ما يسميه “بالإرهاب”، وليس القضية الفلسطينية التي تعتبر وفق حسابات نتنياهو قد انتهت، وما تبقى هو السلام مقابل السلام، والذي يرى أنه هو من سيحل كل المشاكل وخاصة إذا ما ساعده الجميع بالوصول للسعودية لإقناعها بالموافقة عن التطبيع.
في داخل البيت ما تزال الصراعات على أشدها، فــ “سموترتش” و”جالانت” ما زالا مشتبكين حول الصلاحيات التي يريدها “سموترتش”، كي يغير وجه الضفة الغربية حتى يهيئها كقاعدة -لنزول المسيح وقيام دولة داوود الثالثة-، بينما “جالانت” يُصر على عدم الرد عليه متمسكاً بدور الجيش الفعلي في الصفة الغربية، وضرورة موافقته أولاً على أي خطوة يريد “سموترتش” القيام بها.
“بن غفير” هو الآخر يعمل في ثلاثة مسارات متوازية، مسار العمل الجاد والمتواصل في الحكومة لمحاربة الفلسطينيين أينما كانوا في الضفة بما فيها القدس، في 48 وفي غزة، وفي السجون، حتى أنه يربط كل خطوة يقوم بها “بالإرهاب” ومحاربته، حتى لو تعلق الأمر بقضية -اغتصاب لص لمرأة أمام بنتها-، عندما دخل للسرقة من بيتها في مستوطنة “جديرا”، فقد اعتبرها عملية اغتصاب لدوافع قومية، كما اعتبر في وقت سابق أن هدم بيت دون ترخيص هو محاربة للإرهاب.
هناك مسار آخر يقوم به “بن غفير” وهو مسار المعارضة، حيث يعمل إلى جانب كونه جزءاً من حكومة يمينية كاملة، كمعارض لسياساتها تجاه الفلسطينيين، فهو يعارض تأجيل إخلاء الخان الأحمر، ويعارض شكل الرد على صواريخ غزة، ويعارض الشرطة التي يقودها، وتحدث بلسان التهديد بأنه سيستقيل إن لم يستطع تنفيذ خططه، ولم يحصل على المال لذلك.
المسار الثالث الذي يسير فيه هو مسار الانتخابات، حيث ما زال يعيش جو الانتخابات، ويحرص على الحضور إلى الميدان وإظهار نفسه على أنه الحريص، والشخص الذي يبذل كل وقته للجمهور ومع الجمهور، كي يستقطب المزيد من الملتفين حوله، حيث كانت زوجته قد ذكرت عن طموحه لرئاسة الوزراء.
“بن غفير” يسعى لرئاسة الوزراء
رغم كل التعقيدات التي تمر بها حكومة نتنياهو إلا أنها ما زالت تشن حرباً لا هدنة فيها، على كل شيء فلسطيني، سواء في الضفة أو غزة وحتى في السجون، والسلطة أيضاً لم تسلم من اقتطاع أموال الفلسطينيين عقاباً لها، وهذا يقودنا للقول بأن هذه الحكومة ربما كسابقاتها في عمق المشاكل، رغم تجانس مكوناتها وارتباطهم بهدف مشترك، لكن تخلوا هذه الحكومة من التضاد في المهمات، كما كان يحدث مع حكومة “بينت ولابيد”، ما يُقلل من احتمالات سقوطها، إلا إذا حدث أمر كبير لا يستطيع أحد أن يقف بعده دون قرار بالبقاء أو الانسحاب، وخاصة بما يتعلق بصلاحيات “سموترتش” لمحاربة الفلسطينيين، ورضى “بن غفير” عن حجم الضغط عليهم.
Facebook Comments